قتل سبعة عراقيين واصيب 45 خلال معارك ضارية جرت في النجف، بين القوات الأميركية وميليشيا جيش المهدي الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وأصيب ضريح الإمام علي بقذائف هاون. لكن لم يصدر أي رد فعل عن المرجعيات الشيعية في المدينة، ونفى الناطق باسم الجيش الاميركي الجنرال مارك كيميت ان تكون قواته اطلقت النار على الضريح. كما قتل خمسة عراقيين في الكوفة. وهز وسط بغداد انفجار ضخم، وأحاطت القوات الاميركية بموقع الانفجار مخلية بعض الجرحى، ومعترفة بإصابة أحد جنودها. في غضون ذلك، أغارت الشرطة العراقية على منازل في بغداد، وصادرت أسلحة بينها قاذفات صواريخ "آر بي جي". قتل سبعة عراقيين واصيب 45 في معارك وقعت امس في النجف على بعد 170 كلم جنوببغداد بحسب ما أفادت مصادر طبية في المدينة حيث انفجرت قذيفة هاون داخل ضريح الإمام علي. وقال اطباء في مستشفى الحكيم: "نقل سبعة قتلى و45 جريحاً أصيب 10 منهم داخل الضريح" الذي تضرر جزؤه فوق أحد الأبواب المغطاة بالذهب. وكان مسؤولون في مكتب الصدر أعلنوا ان عشرة اشخاص جرحوا في الانفجار محملين القوات الاميركية مسؤولية اطلاق القذيفة. وأكدت ناطقة عسكرية اميركية انها لا تملك معلومات عن وقوع اشتباكات في النجف، التي عاد الهدوء اليها بعد ظهر امس. وتشهد النجف منذ بداية الشهر الماضي مواجهات عنيفة بين القوات الاميركية وميليشيا الصدر الذي لجأ الىها هرباً من قوات "التحالف" التي تريده "حياً أو ميتاً". وأعلنت مصادر طبية امس ان خمسة مدنيين عراقيين قتلوا وجرح 18 آخرون في مدينة الكوفة الشيعية في اشتباكات ليل الاثنين - الثلثاء بين الاميركيين وعناصر من ميليشيا الصدر. ونفى نائب قائد العمليات العسكرية الأميركية في العراق الجنرال مارك كيميت استهداف ضريح الإمام علي. ونقلت قناة "الجزيرة" عن كيميت قوله ان القوات الاميركية لم تطلق قذيفة الهاون التي سقطت على مدخل الضريح. وحمل مقاتلي "جيش المهدي" المسؤولية، واتهمهم بأنه يحتجزون النجف "رهينة". وقال انه "يدعو أي شخص يريد زيارة المكان ليرى بنفسه ان القوات الاميركية لم تهاجم الضريح". واضاف ان مقاتلي الصدر "أطلقوا قذيفة هاون ربما أصابت الأماكن المقدسة". ورداً على سؤال عن وساطة لاحتواء الموقف قال كيميت: "إننا نعمل بالتعاون مع كل تنظيم عراقي شرعي سواء كان دينياً أو حكومياً أو أمنياً، لحل المشكلة في النجف سلماً". وحتى بعد ظهر امس لم يعلق أي مرجع ديني على الانفجار، الذي أصاب الضريح أو الخط الأحمر بالنسبة الى زعماء الشيعة. وأقامت القوات الاميركية حواجز تفتيش في الطرق المؤدية الى ضريح الإمام علي. ودفعت المواجهات المسؤولين الى اخلاء مبنى محافظة النجف والدوائر المحيطة به. وألقت المروحيات الاميركية منشورات تدعو الأهالي الى عدم ايواء عناصر "جيش المهدي" الذين وصفتهم بأنهم "مجرمون". وطلبت اخلاء المدينة تمهيداً "لتنظيفها من هؤلاء الخارجين على القانون". وقال كيميت: "لن نسمح لمقتدى الصدر بأن يجرنا الى قتال يؤدي الى الإضرار بالأماكن المقدسة. ولن نسمح له ان يكون بطلاً. نحن نحترم تلك الأضرحة ونستخدم اسلحة خفيفة كي نتجنب ذلك". وأ ضاف ان "قوات مقتدى الصدر تستخدم كل أنواع الأسلحة وتؤذي العراقيين". وتظاهر مواطنون غاضبون امام باحة الضريح احتجاجاً على الانفجار. واكد أنصار الصدر ان القذيفة أطلقتها القوات الاميركية مستهدفة المكان. وأثار ذلك حالة من الغضب في الأوساط الشيعية وطالبت حشود من المتظاهرين المرجعيات الدينية بموقف حازم من الهجوم. الى ذلك، أفادت الأنباء ان مركزاً للشرطة تعرض لهجوم في بغداد وان جندياً اميركياً على الأقل اصيب عندما أطلقت قذيفة صاروخية على المركز. وبعد الانفجار داهمت الشرطة مبنى سكنياً قريباً وخرجت ومعها منصة لإطلاق الصواريخ. ونقل الجنود زميلهم المصاب من الموقع.