انتقلت حرب الشوارع امس من الموصل في الشمال الى النجف والبصرة في الجنوب، حيث خاض انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر معارك عنيفة ضد القوات الاميركية والبريطانية أسفرت عن مقتل 16 شخصاً بينهم جندي اميركي. وأسقط "جيش المهدي" طائرة هليكوبتر اميركية، فيما قتل 9 اشخاص بانفجار سيارة جنوببغداد. فيما اعلن "جيش المهدي" ان القوات الاميركية بدأت المعركة، محمّلاً محافظ النجف المسؤولية "لأنه يسعى الى اعتقال الصدر او قتله"، قال وزير الداخلية فلاح النقيب ان الحكومة لن تجري مفاوضات مع الزعيم الشيعي، مؤكداً ان لدى السلطة القدرة "على وقف" ميليشياته و"قذفها خارج البلاد". واتهم النقيب دول الجوار، من دون ان يسميها، بدعم الصدر. وكان لافتاً امس صمت المرجعية الشيعية في النجف حيث دارت اعنف المعارك قرب ضريح الإمام علي. واندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات المتعددة الجنسية والشرطة وقوات الحرس الوطني من جهة ومقاتلي "جيش المهدي" من جهة اخرى في النجف اثر هجوم مجموعة من عناصر "المهدي"، أحد مراكز الشرطة فطلب محافظ النجف عدنان الزرفي تدخل القوات الاميركية التي اسرعت الى تطويق المدينة القديمة ومقبرة وادي السلام حيث يتمركز مقاتلو الصدر. وأكد شهود ل"الحياة" ان القوات الأميركية شرعت بقصف المنطقة بشكل مكثف، مما اسفر عن مقتل اثنين من المدنيين، بينهم إمرأة، واشار العقيد عامر الدعمي، آمر قوات التدخل السريع في النجف، إلى ان "قوات الشرطة لا تنوي اقتحام المدينة، إلا ان الهجوم على مركزها دفعنا الى طلب مساعدة القوات المتعددة الجنسية" مشيراً إلى ان الهجوم ينقض اتفاق وقف النار المبرم بين الطرفين. واكد الجيش الأميركي في بيان اصدره امس سقوط طائرة هليكوبتر في النجف واصابة اثنين من طاقمها. وهدد الشيخ احمد الشيباني، ابرز مساعدي مقتدى الصدر، الزرفي، وطالبه بتهدئة الوضع "لأنه كان سبباً في اشعاله". وفي السياق نفسه، انسحبت قوات الشرطة والحرس الوطني بعدما خاضت قتالاً عنيفاً مع انصار الصدر استمر لأكثر من ساعة، إثر محاصرتها بيته في حي الزهراء، مما اسفر عن مقتل 5 من انصاره الصدر وإصابة 24 بجروح. وشنت مجموعة من "جيش المهدي" هجوماً بقذائف "ار. بي. جي7" ورشاشات على قافلة اميركية عبر الشارع العام بين الكوفة والنجف، مما ادى إلى جرح اثنين من عناصر "المهدي" ومقتل جندي اميركي. وفي الناصرية 400 كلم جنوببغداد، فرض انصار "الصدر" سيطرتهم على المرافق الحيوية في المدينة، من دون اشتباكات مع الأجهزة الأمنية المحلية او القوات المتعددة الجنسية، وافاد شهود العيان ل"الحياة" ان "مسلحي جيش المهدي سيطروا على التقاطعات الرئيسية في المدينة والمنافذ المؤدية اليها، إثر انسحاب قوات الشرطة إلى مراكزها". من جهته اعلن وزير الداخلية فلاح النقيب، بعدما اكد ان الحكومة لن تفاوض الصدر، ان رسالته الى الزعيم الشيعي هي: "لا تقتل نفسك. انهم يقتلون انفسهم"، واكد ان الشرطة "تحقق انتصارات في النجف". وهدد النقيب الفضائيات العربية التي "تؤجج الصراع" من دون ان يوضح الاجراءات التي سيتخدها ضدها. وقال انها "تعطي قوة للجماعات التي تخطف الاجانب وتظهر للعالم ان العراقيين متوحشون والفضائيات تشجعهم على عنفهم". الى ذلك، اعلنت الشرطة العراقية انها اعتقلت امس في كربلاء تسعة افغان وعشرة ايرانيين اتهمتهم بالدخول الى العراق بطريقة غير مشروعة "لارتكاب اعمال ارهابية"، اضافة الى تسعة عراقيين. وقال رحمن عمشاوي الناطق باسم الشرطة في هذه المدينة المقدسة لدى الشيعة والواقعة على بعد 110 كلم جنوببغداد ان الافغان والايرانيين اعتقلوا اثناء عملية للشرطة في احد فنادق كربلاء، مشيرا الى ان احد الايرانيين الذين اعتقلوا قال انه دخل الى العراق بمساعدة "مجاهدين خلق" المعارضة الايرانية المسلحة "لتحضير عمليات ارهابية ضد الحكومة العراقية". وذكر ان المعتقلالايراني يحمل جوازي سفر، نروجيا وايرانيا. وتتهم الشرطة اربعة من الايرانيين بتنظيمهم عملية دخول المعتقلين الآخرين الى العراق. ومن جهة اخرى، اعتقلت الشرطة في عملية اخرى، تسعة عراقيين. وقال عمشاوي انه كانت في حوزتهم اجهزة اتصال وقنابل يدوية واسلحة مختلفة.