سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قصف مقري "التحالف" في العمارة والناصرية وأنصار الصدر يحذرون من خطة اميركية لقتله وتحميل الشرطة المسؤولية . مقتل 8 عراقيين وجرح 14 في اشتباكات بعد توغل اميركي في كربلاء
تحدى الزعيم الشيعي مقتدى الصدر القوات الأميركية امس، وانتقل من النجف الى الكوفة مشياً بعدما التف على الحواجز العسكرية الاميركية، ليلقي خطبة "ملتهبة" ضد الرئيس جورج بوش، اثناء صلاة الجمعة. وحذر أنصاره من مخطط اميركي لاغتياله في غضون أيام، وتحميل الشرطة العراقية المسؤولية. وفيما واصلت القوات الاميركية تشديد الحصار على النجف، سمع دوي انفجارات فجراً، فيما قتل ثمانية عناصر من "جيش المهدي" التابع للصدر وجرح 14 في اشتباكات مع القوات الأميركية في كربلاء. وتعرض مقرا "التحالف" في الناصرية والعمارة الى قصف، أسفر عن جرح ثلاثة عراقيين. تحدى مقتدى الصدر القوات الاميركية، وتمكن من الانتقال من النجف الى الكوفة مشياً، على رغم الدوريات ونقاط التفتيش الاميركية المحيطة بالنجف، ووصل الى المسجد الكبير في الكوفة للمرة الثانية خلال أقل من اسبوع، ورافقه مئات من مسلحي "جيش المهدي". وتأتي خطوة الصدر بعد اقل من 24 ساعة على تشديد القوات الاميركية الحصار على النجف، مستعيدة مقر المحافظ على اطراف المدينة من أنصار الزعيم الشيعي الذي زار الكوفة الثلثاء، وقال لمناصريه انه سيقودهم الى الشهادة. ودوت سلسلة انفجارات قبل فجر أمس في الطرف الشمالي الشرقي للنجف، في حين طوق جنود اميركيون عناصر الميليشيا الموالية للصدر. وسمعت انفجارات من اتجاه الكوفة والعباسية، شمال شرقي النجف. وكان الجيش الاميركي شن الخميس هجوماً على أنصار الصدر عند مدخل الكوفة 10 كلم شمال النجف، فقتل 41 عراقياً وسيطر على مقر المحافظ عند أطراف المدينة. ونفى أحد مسؤولي "جيش المهدي" علي الموسوي بيانات أميركية عن مقتل 41 من عناصر "الجيش"، وقال: "معظم الضحايا من المدنيين الاطفال والشيوخ والنساء". واعتبر عناصر من الشرطة العراقية ان سيطرة القوات الاميركية على مقر محافظ النجف ستؤدي الى مزيد من هجمات المسلحين. وتساءل الشيخ عبدالهادي الدراجي، احد مساعدي الصدر، في خطبة صلاة الجمعة عن مصير تحذير سابق لعلماء الشيعة ومرجعياتها، يعتبر النجف خطاً أحمر. وقال: "بعدما انتهى المحتلون من الفلوجة توجهوا الى النجف ليعتدوا على رموزنا وقياديينا. تعدوا امس على نجف الامام علي وكربلاء الامام الحسين". وشدد الدراجي على وجود "مؤشرات واضحة وخطيرة" الى استهداف الصدر، مهدداً بأن "الاعتداء عليه يعد ساعة الصفر لتحرك الشرفاء في كل المحافظات". وجاء هذا التهديد غداة نشر انصار الصدر تحذيراً من وجود مخطط اميركي لاغتياله "خلال أيام"، وتحميل الشرطة العراقية المسؤولية. جاء ذلك في بيان ل"مكتب الشهيد الصدر" أرفق بصورة لمنشور أعدته قوات الاحتلال لتوزيعه بعد الاغتيال، كما يفيد البيان. وفي المنشور وردت عبارة: "حاولت وزارة العدل إلقاء القبض على الصدر، إلا أنه واتباعه قاوموا بعنف، ما أجبر الشرطة العراقية على الدفاع عن النفس". وحذر البيان من ان "اي مس بشخص السيد الصدر سيحول العراق الى بحر من الدماء" واضاف: "سينفذ كل المبايعين للشهادة ما كلفوا به من مهمات جسام". وكان مصدر عسكري بارز في قوات "التحالف" أعلن ان استعادة القوات الاميركية السيطرة على مكتب محافظ مدينة النجف، والقتال على مشارفها "لا يشيران الى هجوم جديد كبير، بل يستهدفان زيادة الضغط على مقتدى الصدر". وأضاف: "عينا حاكماً جديداً. وهو يريد استعادة مكاتبه. هذا كل ما في الامر، وهذا ليس تمهيداً لهجوم حاسم". وأوضح ان القوات الاميركية لم تواجه عقبات تذكر خلال اعادة السيطرة على المبنى، لكنه قال انها استدرجت "جيش المهدي" الى خارج المدينة، وقتلت 41 من عناصره في عملية مرتبطة بالاستيلاء على المبنى. وأكد ان القوات الاميركية "ستواصل تعقب الصدر وميليشياته، والضغط عليهم الى ان نعيد السيطرة على النجف كلها وكربلاء مثلما استعدناها على الديوانية والكوت ومدن أخرى جنوبية وصولاً الى إخضاع الجنوب كله لسيطرتنا". كربلاء الى ذلك، قتل ثمانية من عناصر "جيش المهدي" وجرح 14 آخرون في اشتباكات مع الاميركيين بعد ظهر أمس امام مكتب مقتدى الصدر قرب مسجد المخيم وسط كربلاء 110 كلم جنوببغداد. وكانت قوات "التحالف" اطلقت أمس قنبلتين صوتيتين على مسجد المخيم الذي يضم مكاتب الصدر في كربلاء، وانفجرتا على بعد بضعة امتار من المسجد. وسقطت احداهما على مبنى في طور التشييد، ما تسبب في اصابة شخصين. وهذه هي المرة الاولى التي يستهدف فيها هذا المسجد القريب من مقامي الامام الحسين والعباس، مباشرة. وانسحبت قوات اميركية من وسط كربلاء أمس، بعد توغل في ساعة مبكرة صباحاً. وشوهد رتل للقوات الاميركية والبولندية يضم 15 آلية حول كربلاء. وتمركزت عناصر "جيش المهدي" مجدداً في منطقة السعدية التي شهدت الخميس اشتباكات عنيفة اسفرت عن مقتل عنصر واحد على الاقل من "جيش المهدي" وتدمير قوات "التحالف" "مؤسسة الصدر الدينية". وتبادلت هذه القوات ليل أول من أمس النار مع أنصار الصدر، ما أدى الى تدمير باصين لزوار ايرانيين كانا متوقفين قرب مسجد المخيم. وقال النقيب في الشرطة محمد سالم ان قصف قوات "التحالف" جامع المخيم تلى قصف "جيش المهدي" بعد منتصف ليل أول من أمس ثلاثة من مواقعها بقذائف "هاون". وهذه المواقع هي مبنى المحافظة وموقع للقوات البولندية في فندق كربلاء ومعسكر للقوات البلغارية على طرف المدينة الشمالي. الناصرية - العمارة وافادت الشرطة ان ثلاثة عراقيين، هم شرطيان ومدني، جرحوا اثر سقوط قذيفة أمس على مستشفى في الناصرية 375 كلم جنوببغداد تبعد امتاراً قليلة عن مقر سلطة "التحالف". وفي العمارة 365 كلم جنوب شرقي بغداد تعرض مقر سلطة "التحالف" ليل الخميس - الجمعة لقصف بقذائف "هاون" واخرى مضادة للدبابات آر بي جي. على صعيد آخر، افاد المفوض في الشرطة داود سلمان عن مقتل عضو سابق في حزب البعث يعمل في المجال التربوي في العمارة.