اتسعت دائرة الاشتباكات المندلعة بين القوات الاميركية والبريطانية من جهة وعناصر من "جيش المهدي" التابعة للزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر، الى انحاء عدة من جنوبالعراقوبغداد. وأعلن جنرال أميركي مقتل 19 مقاتلاً عراقياً في اشتباكات بغداد. في حين قتل عشرة عراقيين وجرح 16 آخرين في اشتباكات متفرقة اندلعت في كربلاء والكوفة والعمارة. كما أصيب ثلاثة جنود بريطانيين في هجوم ل"جيش المهدي" على البصرة. صرح الجنرال الاميركي مارك كيميت للصحافيين بأن 19 مقاتلا عراقياً قتلوا في اشتباكات منفصلة مع قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة في بغداد أمس. وقال كيميت "وقعت حوالى اربع حوادث مختلفة في بغداد اليوم أمس نتج عنها مقتل ما مجموعه ثلاثة رجال شرطة عراقيين وستة مدنيين وجرح ثمانية رجال شرطة وتسعة مدنيين". واضاف ان "ما مجموعه 19 عدواً" قتلوا ايضاً في اشتباكات بين القوات الاميركية واتباع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وكان التوتر في مدينة الصدر في بغداد تطور صباح أمس الى اشتباكات بالاسلحة الخفيفة بين الجنود الاميركيين المحتشدين في محيط مركز للشرطة على مدخل مدينة الصدر في شرق بغداد ومسلحين تابعين للزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر. وتوقف اطلاق النار حين انسحب الجنود الاميركيون وغادروا محيط مركز الشرطة. وقال ناطق عسكري اميركي ان الجنود الاميركيين ارسلوا الى مدينة الصدر "للتأكد من ان كل شيء يسير على ما يرام" غداة اعتقال انصار لمقتدى الصدر. واضاف ان الجنود الاميركيين اعتقلوا مساء السبت ستة من انصار الزعيم الشيعي المتشدد بينهم اثنان من المسؤولين "البارزين". وقال "لقد باغتناهم ولم يصب احد بجروح". وكان المسؤول في الحركة السيد كمال اعلن ان الجنود الاميركيين اعتقلوا عامر الحسيني مدير مكتب مقتدى الصدر في مدينة الصدر مع اربعة اشخاص اخرين، من دون الاشارة الى اعتقال شخص سادس. واعلن ايضاً ان تبادلا لاطلاق النار حصل بين عناصر مسلحة من "جيش المهدي" وجنود اميركيين ما ادى الى سقوط قتيل وجريح من العراقيين. وكان وجود العناصر المسلحة كثيفاً صباح أمس في مدينة الصدر، معقل مقتدى الصدر. وتمركزت دبابات اميركية على مدخل المدينة الشيعية، فيما وضع انصار مقتدى الصدر الاطارات المطاطية على احد مفترقات الطرق الرئيسية واشعلوا فيها النار. وانتشرت عناصر مسلحة في محيط المكتب الذي اعتقل فيه الجيش الاميركي مساء السبت مساعدي الصدر. ويتحصن مقتدى الصدر المطلوب لدى قوات التحالف في مدينة النجف الشيعية المقدسة 160 كلم جنوببغداد. ويتواجه أنصاره بانتظام مع قوات التحالف في النجف وكذلك في الكوفة وكربلاء جنوببغداد. كربلاء ... وجيش المهدي وكانت الاشتباكات تجددت مساء أمس بين قوات جيش المهدي والقوات الاميركية في منطقة السعدية التي تبعد حوالى 500 متر عن مكتب مقتدى الصدر في مدينة كربلاء، واصيب خمسة مدنيين في الاشتباكات. واستخدمت القوات الاميركية الدبابات في محاولة للدخول إلى الشارع الذي يقع فيه مقر الصدر، لكنها وجدت مقاومة عنيفة من جانب أنصار جيش المهدي. ومنذ الطلقات الاولى خلت الشوارع في السعدية قرب محيط مسجد المخيم التي تسيطر عليها عناصر الميليشيات. ونشبت مواجهات مسلحة بين الطرفين السبت في المدينة التي تبعد 110 كلم جنوببغداد. وقتل ثمانية من المقاتلين الشيعة الجمعة وجرح 14 اخرون في مواجهات حسب مصادر طبية. الحلة الى ذلك، أكد مصدر في مديرية شرطة الحلة جنوببغداد مقتل معاون محافظ مدينة السماوة في جنوبالعراق. وقال النقيب حسن علي مدير شرطة الشوملي التابعة لمدينة الحلة التي وقع فيها الحادث ان مجموعة مسلحة أطلقت النار على موكب فارس عزمي معاون محافظ السماوة وثلاثة من حراسه الشخصيين فأردتهم قتلى. يذكر أن هذا الحادث الاول من نوعه لاغتيال معاون محافظ في هذه المنطقة المعروفة بالهدوء النسبي مقارنة ببقية أنحاء العراق. اشتباكات الكوفة وفي الكوفة، قتل عراقيان وجرح 10 اخرون من بينهم اربعة اطفال في اشتباكات جديدة بين القوات الاميركية والمليشيا التابعة لمقتدى الصدر أمس، استناداً الى مصادر طبية. واندلعت الاشتباكات حوالى الساعة الثانية بالتوقيت المحلي، ما ادى الى مقتل مدنيين عراقيين اثنين على الاقل وجرح 10 اخرين من بينهم اربعة اطفال، كما ذكر الدكتور حامد دخيل حسين الطبيب في مستشفى الحكيم العام في النجف. وشوهدت ثلاثة منازل مدمرة جزئيا وحضانة اطفال ومدرسة دمرت واجهتها قرب مواقع ميليشا "جيش المهدي" التابعة لمقتدى الصدر عند مسجد الكوفة الكبير. وتوجهت خمس دبابات اميركية على الاقل وسبع اليات "همفي" مدرعة نحو مدينة الكوفة من قاعدة التحالف القريبة من النجف. وقطع الطريق بين النجف والكوفة من قبل القوات الاميركية من جانب ومن الجانب الاخر من قبل عناصر مليشيا المهدي الذين انتشروا في المنطقة باعداد كبيرة. اصابة بريطانيين في البصرة وفي البصرة، اعلنت ناطقة باسم وزارة الدفاع البريطانية اصابة ثلاثة جنود بريطانيين أمس في هجوم بالمتفجرات على آليتهم في كبرى مدن جنوبالعراق. واوضحت الناطقة ان حياة الجنود الثلاثة ليست في خطر، واضافت ان رتلاً بريطانيا تعرض الى اطلاق نار في مكان آخر من المدينة لكن لم يسجل سقوط جرحى. وانفجرت عبوة ناسفة من صنع يدوي في وقت سابق لدى مرور رتل عسكري بريطاني من دون سقوط جرحى استناداً الى ضابط بريطاني في موقع الحادث. وقال الضابط طالبا عدم نشر اسمه، ان العبوة زرعت تحت جسر قرب احد المستشفيات على ساحل شط العرب حيث يصب نهرا دجلة والفرات في الخليج. رصاص بريطاني في العمارة وكانت مصادر استشفائية وفي الشرطة المحلية أفادت عن مقتل اربعة مدنيين واصابة خامس قبل فجر أمس عندما اطلق جنود بريطانيون النار في مدينة العمارة الشيعية جنوب رداً على قذائف هاون اطلقها عناصر الميليشيات الشيعية. وقال مدير المستشفى الزهراوي راسيان مهدي داغر "تلقينا ثلاث جثث وجريحين توفي احدهما بعد ذلك" مشيرا الى ان رجال الاسعاف اكدوا انهم شاهدوا منازل متضررة وسيارات مدمرة في حي الرفاق. واعلن الضابط في الشرطة احمد شاكر فلايح ان خمسة منازل تضررت ودمرت خمس سيارات موضحا ان القذائف اصابت الحي بعد سقوط قذيفة هاون في محيط مقر المحافظة والسلطة الموقتة للتحالف الذي تتولاه القوات البريطانية. وفي رد على سؤال، لم يذكر ناطق عسكري بريطاني سوى حصول تبادل لاطلاق النار متقطع خلال الليل. وقال انه لا يستطيع تأكيد حصول اطلاق النار في حي الرفاق القريب من وسط المدينة التي تبعد نحو 365 كلم عن جنوب شرق بغداد. واكد الجريح، سعد عقلا عطية على فراشه في المستشفى، انه سمع انفجارا كبيرا عندما كان يضع مواشي في شاحنة وانه "استيقظ محاطا بالاطباء". واكد ان الانفجار حصل عندما كانت المدينة برمتها غارقة في الظلام بسبب انقطاع التيار الكهربائي. وساد الهدوء صباح أمس المدينة التي انتشرت المدرعات البريطانية في شوارعها الاساسية.