اعتبر الاردن امس ان مطالبة الملك عبدالله الثاني اول من امس القيادة الفلسطينية بضرورة ان تكون لديها "رؤية واضحة" ازاء الصراع مع اسرائيل تمثل قلقاً بالغاً من غياب المرجعية القيادة" داخل السلطة الفلسطينية، واكد ان ذلك "لا يعني وجود ازمة بين الطرفين، بالقدر الذي يعكس مخاوف المملكة من سياسات تحول دون قيام الدولة الفلسطينية". وقال وزير الخارجية الاردني مروان المعشر انه "اجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع واتفق معه على "عدم وجود مشكلة" وراء تصريحات الملك التي ادلى بها الى فضائية "العربية" وطالب بها القيادة الفلسطينية ب"اقناع العالم بالتعامل معها كقيادة تمتلك رؤية واضحة". وأوضح المعشر ان الملك "دقّ ناقوس الخطر من اجل المصلحة الفلسطينية" لأن الاردن يرى ان "الوقت حان لاتخاذ كل ما من شأنه تنفيذ خريطة الطريق، والوصول الى النهاية المنطقية الوحيدة في انهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية على اساس حدود عام 1967". وشدد على ان الملك كان "يتوخى المصلحة الاردنية عندما اعرب عن قلقه من غياب التحرك الذي يؤدي الى قيام الدولة الفلسطينية، بما يعني ان القضية الفلسطينية ستحل على حساب الاردن" داعياً الى "ضرورة التحرك قبل فوات الاوان في ظل ما تقوم به اسرائيل من توسيع للمستوطنات واستكمال بناء الجدار وتقطيع اوصال الضفة". وطالب العاهل الاردني القيادة الفلسطينية ب"تحديد ما تريده بوضوح وان لا تفاجئنا بين فترة واخرى ببعض القرارات والقبول بما كانت ترفضه سابقاً ... ويجب على الفلسطينيين ان يقولوا كيف نساعدهم وبماذا، ففي البداية كان الحديث عن عودة 90 في المئة من الاراضي المحتلة، ثم اصبح الحديث عن اقل من 50 في المئة من هذه الارض ولا ندري بعد سنة او سنتين عن اي نسبة سيكون الحديث" ما فهم بأن الملك كان يتحدث عن "تنازلات فلسطينية" لكن المعشر نفى ذلك، وقال ان "الملك لم يكن يتحدث عن قبول فلسطيني، بل عن تراجع اسرائيلي في الطرح" داعياً الى "عدم تحميل هذا الموضوع أكثر مما يحتمل، فعلاقتنا مع الأشقاء الفلسطينيين ممتازة، لأن هدفنا واحد في انهاء الاحتلال". ولاحظ مسؤولون اردنيون ان الملك شدد على أن "الأردن لا يحلم بأي دور في الأراضي الفلسطينية، لأن بعض الأطراف في القيادة الفلسطينية كان يفسر حرص المملكة على تنفيذ خريطة الطريق والتفاوض من أجل احتواء الأوضاع الصعبة في الأراضي الفلسطينية وكأنه محاولة للقيام بأدوار تتجاوز القيادة الفلسطينية". وقال أحد هؤلاء المسؤولين ل"الحياة" ان الأردن الذي "قاد الحملة الدولية ضد الجدار العازل، وتحرك لدى دوائر صنع القرار في العالم ضد الممارسات الاسرائيلية لا يريد أكثر من قيام دولة فلسطينية، تقطع الطريق على المخططات الاسرائيلية الرامية الى تهجير الفلسطينيين" الى المملكة. وأوضح ان السلطة الفلسطينية "تطلب من الأردن باستمرار استثمار علاقاته الجيدة مع الولاياتالمتحدة من أجل الضغط على اسرائيل، ووقف سياساتها ضد الفلسطينيين، وتهيئة السبل أمام تنفيذ خريطة الطريق ... وفي كل مرة نجد أن القيادة الفلسطينية غير موحدة الى الحد الذي يقنع المجتمع الدولي بإمكان التفاهم معها على حلول للصراع مع اسرائيل". وزاد ان "المشكلة ايضاً ان هناك أطرافاً فلسطينية تشكك بأهداف الأردن عند كل تحرك يهدف الى تهدئة الأوضاع السياسية والأمنية في الأراضي الفلسطينية، ما يعني أن المرجعية القيادية غائبة"، مشيراً الى ان "الاستعداد الذي أبداه الأردن لتدريب الشرطة الفلسطينية احيط بشكوك تتعلق برغبة الأردن في لعب دور على الأرض الفلسطينية".