طلبت القيادة الفلسطينية أمس دعم الأردن في ترتيب الأوضاع الداخلية الفلسطينية، ولا سيما إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، واستئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل بموجب خريطة الطريق، وذلك أثناء محادثات أجراها في عمان أمس رئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس أبو مازن ورئيس السلطة الفلسطينية الموقت روحي فتوح ورئيس الوزراء احمد قريع مع الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الأردني فيصل الفايز ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية بالوكالة مروان المعشر. وأكد العاهل الأردني خلال لقائه المسؤولين الفلسطينيين الثلاثة في الديوان الملكي حرص المملكة على "وحدة الصف الفلسطيني ودعم كل الجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية لإجراء الانتخابات"، مشددا على "وجوب استغلال الفرص السانحة حاليا لمواصلة الجهود الرامية إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة في اقرب وقت ممكن". وأوضح في تصريحات وزعتها إدارة الإعلام والمعلومات في القصر الملكي أن ذلك "يتطلب التزام الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بالسلام الشامل والعادل من خلال تنفيذ بنود خريطة الطريق بشكل كامل ودقيق، وضرورة أن يكون الانسحاب الإسرائيلي من غزة جزءاً من الخريطة وبداية انسحاب كامل من الأراضي الفلسطينية". وأبدى الملك استعداد الأردن "لمواصلة مساعيه على الصعد كافة، خصوصا مع المجتمع الدولي لحضه على المساعدة في تهيئة الأجواء الملائمة التي من شأنها الإسهام في نجاح الانتخابات الفلسطينية". ولفت إلى أن المحادثات التي أجراها الأسبوع الماضي مع كبار المسؤولين الأوروبيين "انصبت على ضرورة قيام الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بتوفير الدعم والمساعدة للقيادة الفلسطينية وجهودها الرامية إلى بناء المؤسسات القادرة على التصدي للتحديات في شكل فاعل". وقال انه سيركز في محادثاته مع الرئيس الأميركي جورج بوش خلال القمة التي تجمعهما الشهر المقبل في واشنطن على "سبل حشد الدعم والمساندة للخطوات التي تقوم بها القيادة الفلسطينية من أجل إقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة بالسرعة الممكنة". وأعلن عباس في مؤتمر صحافي أن المحادثات تطرقت إلى "مجمل الوضع الفلسطيني الذي نشأ بعد وفاة الرئيس ياسر عرفات، سواء في ما يتعلق بنقل السلطات أو الواجبات التي ستقوم بها مؤسسات السلطة الوطنية". وقال ان كل هذه "القضايا وضعت أمام الحكومة الأردنية من أجل التعاون معها"، مؤكداً أن "المساعدة مطلوبة من الأشقاء في الأردن ولكن على قدر استطاعتهم، وهذا الأمر مدار بحث بين الجانبين". وجدد تمسك القيادة ب"الثوابت الفلسطينية، خصوصا خريطة الطريق التي تنص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإيجاد حل عادل وشامل لقضية اللاجئين" مؤكداً أن هذه "الثوابت أساسية للبناء عليها وصولا إلى الحل النهائي". وأعلن أن القيادة الفلسطينية "ستزور دمشق في السادس من الشهر المقبل لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين وفي مقدمهم الرئيس السوري بشار الأسد". من جانبه، كرر المعشر "دعم الأردن الكامل للسلطة الوطنية الفلسطينية ضمن الإمكانات المتاحة، والوقوف معها في كل الإجراءات التي ستتخذ لإعادة استئناف العملية السلمية" مع إسرائيل. وأوضح أن عمان "تتحدث إلى كل الأطراف وتوظف علاقاتها الجيدة مع الإدارة الأميركية والإتحاد الأوروبي لأجل هذه الغاية"، معتبرا أن ثمة "فرصة سانحة لإعادة استئناف عملية السلام في المنطقة بموجب خريطة الطريق، وليس فقط استناداً إلى الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب من قطاع غزة". واستطرد قائلا ان "الاتصالات الأردنية مع الجانبين الإسرائيلي والأميركي وكل الأطراف تركز على أن مصلحة الأردن العليا تتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وبما أن خريطة الطريق تضمن ذلك، فإن الأردن سيوظف كل اتصالاته الدولية في هذا الاتجاه". وطالب إسرائيل بالتزام خريطة الطريق "ليس من خلال وقف العمليات العسكرية وحسب، وإنما يجب أن تكون هناك تهدئة أمنية، وانسحاب إسرائيلي لضمان إجراء الانتخابات الفلسطينية، وخطوات أخرى تفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الكامل للأراضي الفلسطينية".