قال محامي احد الجنود الاميركيين المتهمين بتعذيب معتقلين عراقيين امس انه سيطلب مثول الرئيس الاميركي جورج بوش ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد للشهادة. واتهم محامي الدفاع المدني بول برغرين بوش ورامسفيلد بعدم التزام معاهدة جنيف في "حربهما على الارهاب"، وقال ان موكله جافال ديفيز كان يتلقى توجيهات بشكل يومي للضغط على الموقوفين العراقيين لاستخلاص معلومات منهم. وقال برغرين للصحافيين بعد ان القى مرافعة قوية في المحكمة "بوش ألقى خطابا أعلن فيه حربه على الارهاب وقال ان معاهدة جنيف لم تعد ملزمة". واتهم رامسفيلد وكبار المسؤولين الاميركيين بمحاولة اعادة تعريف انتهاك الحقوق والتعذيب في إطار حملة تستهدف التأثير على محامين بوزارة العدل. وتعقد هذا الاسبوع في العاصمة العراقيةبغداد جلسات استماع في اطار محاكمة ديفيز وتشارلز غرانر وايفان فريدريك مما أعاد الى الاذهان صور الاذلال الجنسي والنفسي لسجناء عراقيين على ايدي جنود اميركيين التي روعت العالم واثارت غضبه. واضاف المحامي "موكلي لم يتلق اي توجيه، ولو لدقائق عن معنى معاهدة جنيف ولا درب على العمل في سجن. لكنه وجه بشكل يومي من جانب الاستخبارات العسكرية ورجال أمن مدنيين ليعمل على "تليين" المحتجزين. وخلال جلسة أمس وافق القاضي العسكري الكولونيل جيمس بول الذي ينظر في القضية على طلب برغرين استجواب كبار الجنرالات الاميركيين. وقال انه يمكن استجواب الجنرال جون أبي زيد قائد القيادة المركزية والجنرال ريكاردو سانشيز قائد القوات الاميركية في العراق. وبدأ الجيش الاميركي تحقيقات مع سبعة مشتبه بهم من اصحاب الرتب الصغيرة في ما يتعلق بانتهاكات سجن ابو غريب التي القى مسؤولون أميركيون مسؤوليتها على "قلة غير منضبطة". وأمر القاضي بالحفاظ على سجن ابو غريب "كمسرح للجريمة" رغم اقتراح الرئيس الاميركي بإزالته. وأعرب المحامي عن رغبته في تنظيم زيارة لأعضاء هيئة المحلفين للسجن حتى يشهدوا بأنفسهم الظروف التي كان الجنود الاميركيون يعملون فيها. وقال برغرين "نريد لاعضاء المحكمة ان يشموا رائحة الغائط والبول التي اضطر المجندون الذين يعملون داخل هذا السجن والمتهمون بارتكاب انتهاكات الى تحملها". وجلسة اليوم التي عقدت في مركز مؤتمرات بناه الرئيس العراقي السابق صدام حسين هي لحسم اي قضايا قانونية مهمة قبل بدء المحاكمة العسكرية. ولم يقدم المتهمون الثلاثة حتى الآن دفوعاتهم. ويمكن ان يحكم على غرانر الذي يواجه اخطر التهم بالسجن 24 عاماً وستة أشهر كحد اقصى في حال ادانته. وهو متهم بتصوير سجين عراقي عار بينما تجره من عنقه برباط جلدي مجندة اميركية، كما وقف الى جوار كومة من السجناء العراقيين العرايا لتلتقط له صورة تذكارية. وحكم حتى الان على الجندي الاميركي جيريمي سيفيتس بالسجن لمدة عام بعد اعترافه بتهم الانتهاك المنسوبة اليه. في كانبيرا، وبخ البرلمان الاسترالي أمس وزير الدفاع روبرت هيل لفشله في ابلاغ الحكومة بوجود اشارات الى تعرض السجناء العراقيين لانتهاكات على أيدي القوات الاميركية. وصوت مجلس الشيوخ على سحب الثقة من هيل الذي تعرض لضغط بعد ايحاءات بأنه فشل في التصرف تجاه تقارير عن انتهاكات حصل عليها في منتصف 2003، قبل 11 شهراً من نشر صور عنها. وقال زعيم حزب العمال المعارض جون فوكنر للبرلمان "تعامل السناتور هيل مع قضية الانتهاكات التي ارتكبت في حق السجناء كان مثيراً للخزي، تعامله لا يستحق فقط اللوم وإنما الاقالة من جانب رئيس الوزراء".