قال محامي احد الجنود الامريكيين المتهمين بانتهاك حقوق سجناء عراقيين امس الاثنين انه سيطلب مثول الرئيس الامريكي جورج بوش ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد للشهادة امام المحكمة التي تنظر قضيتهم. واتهم محامي الدفاع المدني بول برجرين بوش ورامسفيلد بعدم الالتزام بمعاهدة جنيف في حربهما على الارهاب وقال ان موكله جافال ديفيز كان يتلقى توجيهات بشكل يومي للضغط على السجناء العراقيين لاستخلاص معلومات منهم. وقال برجرين للصحفيين بعد ان القى مرافعة قوية في المحكمة بوش القى خطابا اعلن فيه حربه على الارهاب وقال ان معاهدة جنيف لم تعد ملزمة. واتهم المحامي رامسفيلد وكبار المسؤولين الامريكيين بمحاولة اعادة تعريف الانتهاك والتعذيب في اطار حملة تستهدف التأثير على محامين بوزارة العدل. وبدأت في بغداد امس جلسات استماع في اطار محاكمة ديفيز وتشارلز جارنر وايفان فريدريك مما أعاد الى الاذهان صور الاذلال الجنسي والنفسي لسجناء عراقيين على ايدي جنود امريكيين والتي روعت العالم واثارت غضبه. وهزت هذه الصور التي ظهر فيها جنود امريكيون يبتسمون وهم يعذبون سجناء عراقيين عرايا المجتمع الامريكي وسمعة الجيش الامريكي لدى تكشفها في ابريل نيسان الماضي وترددت اتهامات بان السياسة التي ينتهجها بوش في الحرب على الارهاب تشجع هذه القسوة. من جهة اخرى اعلن قاض عسكري امس انه سيؤذن لفريق الدفاع عن جندي اميركي متهم بسوء معاملة معتقلين عراقيين باستدعاء قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز وغيره من كبار الضباط للمثول بصفة شهود امام المحكمة. وسمح القاضي العسكري الكولونيل جيمس بول لمحامي الدفاع عن الجندي جافال ديفيس باستجواب سانشيز وضباط اخرين بصفة شهود ورفع تقرير اليه قبل 31 تموز/يوليو، في اطار جلسات الاستماع التمهيدية في بغداد لثلاثة جنود متهمين في اطار فضيحة سجن ابو غريب. وكان الجنود الأمريكيون الثلاثة قد مثلوا امام المحكمة في بغداد امس الاثنين خلال جلسات تمهيدية. وبدأ الجيش الامريكي الذي يحاول جاهدا تحسين صورته التي ظهرت على حقيقتها في العراق وافغانستان بمعاقبة المتورطين في الانتهاكات ولكن الشواهد اثبتت ان هذه المحاكمات صورية وهي ادارية اكثر من انها جنائية سبعة مشتبه بهم برتب عسكرية صغيرة يمثلون امام المحكمة فيما يتعلق بانتهاكات سجن أبو غريب والتي يلقي مسؤولون أمريكيون باللوم فيها على بضعة افراد محاولين ابعاد التهم عن البيت الابيض ووزارة الدفاع وبصفة خاصة وزيرها رامسفيلد وكبار قادة الجيش رغم شهادات المتهمين بانهم كانوا ينفذون اوامر رؤسائهم. وجرانر الذي يواجه أكثر الاتهامات خطورة قد يصدر ضده حكم بالسجن مدة تصل الى 24 عاما وستة شهور اذا أدين بعدة اتهامات. وجرانر متهم بتصوير سجين والمجندة ليندي انجلاند تجذبه برباط والوقوف لالتقاط صورة له مع السجناء الذين جرى تكويمهم وهم عرايا فوق بعضهم بعضا على شكل هرمي في نوفمبر تشرين الثاني وهو التاريخ الذي وقعت به معظم الانتهاكات الموثقة. وهو متهم ايضا بارغام السجناء على التعري وممارسة العادة السرية أمام بعضهم بعضا وارغام سجين باتخاذ وضع كما لو كان يمارس الجنس مع سجين اخر قبل التقاط صورة له. ويواجه فريدريك اتهامات بينها المشاركة في ارغام سجين جرت تغطية رأسه على الوقوف على صندوق وأسلاك تتدلى منه وقيل له انه اذا تحرك فسيصعق وهي صورة نشرت في الصفحات الاولى للصحف في شتى أنحاء العالم. أما ديفيز فيواجه اتهامات بينها القفز على مجموعة من المعتقلين والوقوف على أيدي السجناء.