يحيط غموض كثيف بأغرب جريمة في المغرب، ذهب ضحيتها ثمانية اشخاص. اذ اكتشف سكان مدينة تارودانتجنوب البلاد، جثثاً وهياكل عظمية وبقايا رفات في أحد شوارع المدينة قبل أيام. وعثر في البداية على خمس جثث، ثم ثلاث رميت في احدى الحفر قرب مفترق الطرق بين البورة وأولا بونونة. وكان بعض الجثث متحللاً، مما زاد تعقيد التحقيق في معرفة ظروف الوفاة وهوية الضحايا وملابسات الجريمة. الفرضيات التي طرحت توزعت بين ان تكون الجثث لمهاجرين سريين أو لضحايا استخدموا لأهداف السحر أو تصفية حسابات بين بعض الأسر. لكن الدكتور سعيد الواهلية الخبير في طب التشريح أفاد امس ان وفاة الضحايا تعود الى حوالى ثلاثة شهور بالنسبة الى أحدهم، والى ما بين ستة شهور وثلاث سنوات للآخرين. واضاف ان نتائج التشريح أكدت أن الضحايا شبان ذكور تتراوح اعمارهم بين 13 و16 سنة. ورأى أن عملاًَ اجرامياً وراء الوفيات، اذ تبين ان بعض الجثث يحمل علامات ضرب مبرح على مستوى الرأس، وان الجثث دفنت قبل ان يعاد استخراجها من الأرض، اذ ان بقايا تراب علقت ببعض العظام. وتذهب التحقيقات في اتجاه البحث عن هوية الضحايا، ورصد حالات الاختفاء التي قد تكون وقعت في المدينة وضواحيها أو مناطق اخرى. لكن أسباب نقل الجثث بعد دفنها يبقى محيراً، ما دام الأمر يتعلق بشبان صغار السن. وثمة وقائع تفيد باحتمالات ان يكون الضحايا استخدموا في أعمال السحر والشعوذة. ويتردد ان بعض "الفقهاء" يعمدون الى اغراء الأهالي باستخراج "كنوز" يقولون انه مرتبط بمواصفات معينة مثل العيون ولون البشرة وأطراف الضحايا. وأثيرت في السنوات الأخيرة قضايا من هذا النوع في أقاليم أخرى، قبض خلالها على مشعوذ بتهم قتل ضحايا ابرياء كانوا في غالبيتهم أطفالاً. الى ذلك، كان لافتاً ان السلطات اعتقلت قبل أيام امرأة في مدينة خنيفرة في الأطلس المتوسط كانت تخفي ضبعاً في براد مسكنها. وتردد انها كانت تبيع أطرافه. خصوصاً المخ واللسان الى نساء يستخدمنه في اعمال السحر والشعوذة. وأحيلت المعتقلة على القضاء في وقت تتواصل فيه التحقيقات في شبكات للاتجار في الضباع وبعض الحيوانات القارضة التي تجلب أطرافها أو كاملها من خارج البلاد. وأفادت تقارير أمنية ان تلك الضباع كانت تستورد من ليبيا وجنوب افريقيا، بحسب اعترافات متهمين في الشبكة.