بعد انتهاء التحقيقات أحيلت قضية سفاح تارودانت إلى القضاء الذي قرر للمرة الثانية في بحر أسبوع تأجيل القضية إلى الشهر القادم، فيما أعلنت أجهزة الأمن المغربي بمدينة الجديدة 180 كلم جنوبالرباط عن العثور على طفل اختفى من مدينة تارودانت منذ سنتين، والذي اعتقد أنه من بين ضحايا السفاح. فقد قررت غرفة الجنايات باستئنافية أغادير في أولى الجلسات التي عقدتها يوم الثلاثاء الماضي من أجل النظر في القضية التي يتابع فيها المتهم عبد العالي حاضي باغتصاب وارتكاب تسع جرائم قتل بمدينة تارودانت تأجيل مناقشة هذه النازلة إلى غاية 12 أكتوبر القادم. وجاء قرار التأجيل بناء على ملتمس تقدمت به هيئة الدفاع من أجل الإطلاع على ملف القضية وإعداد الدفاع وهو الملتمس الذي تقدم به المحاميان اللذان ينوبان عن المتهم في إطار المساعدة القضائية , وكذلك الشأن بالنسبة للمحامي الذي ينوب في هذه القضية عن المرصد المغربي لحقوق الطفل بصفته طرفا مطالبا بالحق المدني , إضافة إلى نقيب هيئة المحامين بأغادير الذي ينوب عن بعض عائلات الضحايا. ويواجه المتهم الجاني عبد العالي حاضي المزداد سنة 1962 تهما تتعلق بتعدد جنايات القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد, واستعمال السلاح, واستعمال وسائل للتعذيب, وارتكاب أعمال وحشية لتنفيذ فعل يعد جناية سبقته أعمال جناية هتك عرض قاصر دون سن الثامنة عشرة بالعنف, واستعمال التدليس لاستدراج القاصرين, واختطافهم والاحتجاز . وتعود وقائع هذه الجريمة إلى صبيحة يوم 20 غشت المنصرم حين تم العثور بجانب مجرى الواد الوعر في تارودانتالمدينة الأمازيغية التي يعني اسمها باللغة العربية الأطفال غادروا على الهياكل العظمية لثماني جثث ملقاة في الطريق العمومية في مجموعتين تبعد إحداها عن الأخرى بحوالي مائة متر. واستمر التحقيق للكشف عن الجهة المتورطة في هذه الجرائم 18 يوما حيث رجحت فرضية تعرض الضحايا لاعتداءات قبل قتلهم, وتمكن المحققون من التوصل إلى هوية الجاني عن طريق ورقة تم العثور عليها في المكان الذي ألقيت فيه الهياكل العظمية للضحايا وتحمل عبارة أقسم بالله أن أنتقم منه كما كان الحال في حين أن الواجهة الثانية للورقة تحمل الإسم العائلي للمتهم مكتوبا بالأحرف اللاتينية. وقد اعترف المتهم بالتهم المنسوبة إليه فور إلقاء القبض عليه يوم 7 سبتمبر الجاري , وبعد إجراءات البحث الأولى الذي اعترف خلاله بتورطه في جريمة قتل تاسعة اقتيد في اليوم الموالي لإعادة تمثيل وقائع جريمته حيث اتضح أنه كان يستدرج ضحاياه من الأطفال القاصرين من المحطة الطرقية لمدينة تارودانت إلى كوخ بلاستيكي كان يتخذ منه مأوى له وهناك كان يقترف جرائم القتل في حق القاصرين قبل الإجهاز على حياتهم. وتمت إحالة المتهم يوم 10 سبتمبر الجاري على النائب العام لدى محكمة الإستئناف بأغادير الذي استمع إليه صحبة 4 متهمين آخرين,حيث وجهت إلى اثنين منهم في إطار النازلة نفسها تهم تتعلق بهتك عرض قاصر بدون عنف وعدم التبليغ عن وقوع جنايات. إلى ذلك ومن مخلفات ملف سفاح تارودانت ذكرت مصادر أمنية، أن مصالح الأمن بمحافظة الجديدة وضعت يدها على أحد الأطفال المبحوث عنهم، والمختفين من مدينة تارودانت قبل حوالي أربع سنوات. وأوضحت المصادر ذاتها أن الطفل يوسف أونيل الذي ورد اسمه ضمن لائحة الأطفال المختفين بمدينة تارودانت، علي خلفية الجرائم التي ارتكبت بالمدينة، قد تبين أنه لا يزال حيا، وأنه يتواجد بمدينة الجديدة. وجاء الكشف عن مكان الطفل يوسف أونيل ، وهو من مواليد 10يونيو 1981، بعد بلاغ من سيدة شاهدت صورته على إحدى الصحف، وتبين لها أنه هو نفس الطفل الذي يعمل لدى زوجها البقال، حيث أبلغت مصالح الأمن بالموضوع. وقد تم اتصال مصالح أمن الجديدة بمصالح أمن تارودانت من أجل إيفاد عناصر أمنية لاستيلام الطفل، وإجراء اللازم في الموضوع، قبل تسليمه لعائلته، التي سبق أن قدمت شكوى بشأن اختفائه قبل حوالي السنتين، وجددتها أثناء إثارة ملف سفاح تارودانت. وكان الطفل يوسف أونيل قد اختفي بتاريخ 15 يونيو ، حيث أفادت والدته أنه خرج من البيت مساء، بعد أن ارتدى ملابس جديدة، ومن لحظتها لم تعلم شيئا عنه. وبهذا يكون الطفل المختفي قد رجع بأدراجه نحو مدينته مكذبا اسمها الأمازيغي {تارودانت} الأطفال غادروا.