تنامي أعداد العمالة من الذكور والإناث في المجتمع خلف وراءه الكثير من السلبيات ومن ذلك قضايا السحر والشعوذة حيث نظرت المحاكم خلال عام واحد فقط قضايا لعدد 24 جنسية ذكوراً وإناثاً بخلاف السعوديين ممن يمارسون السحر والشعوذة. وتصدرت الجنسيات غير السعودية والجاليات المقيمة في المملكة قضايا السحر والشعوذة، وذلك بنسبة وصلت إلى 68% للذكور وما يقارب 83% مقارنة بالإناث. كل ذلك خلال عام واحد وفق إحصائيات موثقة لوزارة العدل وتمثل هذه النسب ما عرض على القضاء فقط. وكانت الجالية السودانية هي الأكثر مقارنة بالجاليات الأخرى حسب المقارنة بالذكور، حيث بلغت جرائم السحر لديهم نسبة 23% بواقع 51 قضية، بينما احتلّت الجالية الإندونيسية النصيب الأكبر من قضايا السحر مقارنة بالإناث بنسبة بلغت 54% بواقع 44 قضية خلال فترة الدراسة. مسلسل الدجالين: إن السحر قديم قدم الإنسان، والشياطين تحرض الناس على فعله، وكذلك النفوس التي يحفها الجهل قد تستسيغه، وأحياناً يعطيه البعض صفة العلم والمعرفة، ولا يكاد يمر يومٌ، إلا وتطالعنا وسائل الإعلام بأنباء تفيد بأن الأجهزة الأمنية بالتعاون مع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ألقت القبض على مشعوذ، أو دجّال يمارس السحر والشعوذة، ويستولي على أموال طائلة من ضحاياه، الذين توهموا أنه قادر على تحقيق حاجة لهم، كعلاج مريض من داء أعيا الأطباء، أو تزويج فتاة لا يعرف الخطّاب بابها، أو غيرها من الاحتياجات. وعلى الرغم من تكرار حالات سقوط هؤلاء المشعوذين والدجالين والسحرة، إلا أن هذا المسلسل لا ينتهي، وطابور الضحايا لا آخر له، وهو أمر يبدو غريباً، فالإنسان يتعلّم من أخطائه، وأخطاء غيره، لكن هذه الغرابة تنتفي عندما نعرف أن صاحب الحاجة مضطر، فالذي لم يتحقق له الشفاء من مرضه بوساطة الأطباء، لا يتورَّع عن الذهاب لمن يبيع وهم الشفاء، ولو عند ساحر، أو مشعوذ، يدفعه الأمل حتى ولو كان يعرف أنه أمل كاذب، والفتاة التي يتأخر زواجها، تقبل أن تصدِّق أن فلانة قريبتها أو جارتها، قد عملت لها عملاً لتطفيش العرسان. وهنا تتضح أهمية التوعية بأن اللجوء لهذا الساحر، أو المشعوذ والاعتقاد بأنه قادر على تحقيق الشفاء للمريض، أو تزويج الفتيات أو غيره من الأمور يدخل بالمسلم أو المسلمة في دائرة الشرك، والعياذ بالله، ولا سيما أن كثيراً من هؤلاء الدجالين لا يتورعون عن النطق بكلمات كُفرية، أو يمارسون أعمالاً شاذة من تدنيس القرآن الكريم، واستخدام النجاسات، أو دفع من يلجأ إليهم لممارسة مثل هذه الشركيات. لكن ثمة أمراً آخر يجب التنبه إليه لمعرفة لماذا لا ينتهي مسلسل المشعوذين هذا؟، وهو أن هؤلاء الدجالين والمشعوذين، لهم ألاعيب وحيل شيطانية، تبدأ من الاتجاه النفسي للمريض، ولا تنتهي بالترويج لمهارة هذا الساحر، أو الدجّال من خلال سرد قصص خيالية لأشخاص نالوا حاجاتهم على يديه، وذلك من خلال أعوان يتولون مهمة اصطياد الضحايا مقابل مبالغ يحصلون عليها مما يحصل عليه الساحر من ضحيته، وكثير من هؤلاء الدجالين، قد يسير خلف قناع زائف، ويدّعي أنه يعالج مرضاه بالقرآن الكريم، ولا يتورّع عن التمتمة ببعض الآيات، أو الأذكار مستفيداً من جهل الكثيرين بالفرق بين الرقية الشرعية وحِيل الدجالين. والطريف أن كثيراً من هؤلاء المشعوذين يخطىء عندما يقرأ بعض آيات القرآن الكريم، لأنه بالطبع لا يحفظه وإذا سأله الضحية عن الخطأ في القراءة، يدَّعي أن هذه القراءة، هي التي يفهمها الجن الذي تلبّسه، أو أنها القراءة التي تحقق نجاحاً في علاج هذا المريض، أو فك هذا العمل، وهذه مصيبة أخرى أن يعتذر عن الخطأ، ويتعمَّد تحريف القرآن الكريم إرضاء للجن. إذا كانت سجلات الشرطة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحوي حالات كثيرة سقط فيها الضحية ميتاً بعدما أوسعه الدجال ضرباً بدعوى إخراج الجن من جسده، أو نتيجة لممارسات وحشية أخرى مثل الكي بالنار، أو الجلد بالسياط، فإن هذه السجلات تحوي حالات أخرى تعرَّضت فيها الفتيات لمحاولات اعتداء عليهن، إضافة إلى حالات كثيرة تمَّ ابتزازها مالياً، وسرقة حليها ونقودها، قبل أن يفر الدجال هارباً بغنيمته، لكن أطرف ما تحويه هذه السجلات ونشرته وسائل الإعلام أن مشعوذاً في إحدى الدول العربية مات بالسكتة القلبية عندما كان يعالج مريضاً بالقلب، وإذا كان فاقد الشيء لا يعطيه (وجحا أولى بلحم ثوره) لماذا لم يُعالج هذا الدجال نفسه؟! وفي السجون أكثر من مشعوذ يتم علاجهم من داء السكري، بعد أن تمَّ القبض عليهم، وهم يعالجون مرضى السكر، فلماذا لم يعالجوا أنفسهم؟!، ولماذا يذهبون طواعية طلباً لعلاج مرضهم لدى الأطباء المختصين؟ وأذكر أن بعض المقبوض عليهم من هؤلاء الدجالين اعترفوا بأنهم كان يغرون ضحاياهم من خلال ادعاء القدرة على مضاعفة الأموال والثروات عن طريق الجن في استغلال للطمع والرغبة في الثراء السريع لدى البعض والغريب أن هذا المشعوذ كان يحصل على مبلغ زهيد مقابل مضاعفة ثروات غيره!! ألم يكن من الأولى أن يفعل ذلك لنفسه؟ لكن على ما يبدو أن هذا الجني القادر على مضاعفة الثروات والخاص بهذا المشعوذ لديه مهمة دائمة في بورصة طوكيو أو نيويورك.. حقاً أهل العقول في راحة! محاربة السحر: إن السحر من الحقائق التي يعيشها البشر، وقد أخبرنا الله تعالى عنه بآيات عديدة في محكم التنزيل، ولكن بالتأكيد لن يصيب الإنسان إلا ما كتب الله – تعالى – له سواء كان ذلك خيراً أم شراً وإنما للأمور أسباب ومسببات وأحداث ووقائع يتم بموجبها سير الحياة الشخصية والعامة. والسحر حقيقة لا يمكن إنكاره، ولكننا قبل هذا نؤمن بأن كل ما يحدث في هذا الكون بقضاء الله وتقديره، ولا يجوز نسبة شيء في هذا الوجود إلى أي خلق من خلقه، ولا ننفي أن الله سبحانه وتعالى قد جعل لكل شيء سبباً، والله تعالى يقول: {وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ }، والإصابة بالعين أيضاً حق، كما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث يقول الله تعالى: {وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ}، فالنظرات الحاقدة والحاسدة تؤثر بلاشك، ولكن الله سبحانه وتعالى أنزل علينا كلاماً مباركاً من كتابه الكريم كآية الكرسي، وسورة الإخلاص، والمعوذتين. بالإضافة إلى سورة البقرة كاملة، وعلمنا رسوله صلى الله عليه وسلم أدعية وأذكاراً نتقرب بها إلى الله بالدعاء، ونحصن بها أنفسنا وأولادنا، ونحميهم من عيون الإنس والجن، ومن شرورهم، وما أنزل الله من داء إلا جعل له دواء ولم يجعل شفاء الناس فيما حرم عليهم، وقد جعل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم فيه الهدى والشفاء. ومع أن الإسلام قد حارب السحرة وسحرهم، والمشعوذين وشعوذتهم، ولكنهم باقون موجودون بيننا لأسباب مختلفة، وهم قد يظهرون بين أبناء المجتمع نفسه، وقد يأتون إليه من ما وراء البحار، ويزداد انتشار السحرة بظروف مختلفة مثلاً حالات الأمراض المستعصية المزمنة، وحالات العقم، وحالات الفقر، وحالات الزواج والطلاق، وحالات الإنجاب، وحالات الخصومات وغيرها حيث ينخدع أصحابها بما يضفيه الساحر والمشعوذ على نفسه من أن لديه القدرة على معالجة هذه الحالات، وبقدر ما يعالج المجتمع مشكلاته بالشكل الذي يرضي الله سبحانه، ويربي أبناءه على تقوى الله وتجنب كل المعاصي والآثام ويعري السحرة ويكشف كذبهم وخطرهم بقدر ما تزول منه أفعال السحر والمشعوذين. وكما ذكرت عن هؤلاء المشعوذين، وعمليات مداهمة أوكارهم لتخليص الناس من شرورهم، وبما أنهم موجودون فعلينا جميعاً الحذر منهم والإبلاغ عنهم وتنبيه أبنائنا وأنفسنا ونسائنا من مصائبهم، وأخص بالذكر النساء حيث قد كثرت وسائل الإيقاع بهن من قبل هؤلاء السحرة والساحرات! وإفهام الناس أن السحرة كاذبون ولا خير فيهم وأنهم يهدفون إلى سلب أموال الناس بوسائلهم السحرية، وإفساد عقائدهم لأنهم عبيد لشياطين الجن. لقد أخذ أولئك الدجالون أموالاً طائلة من بعض النساء دون أي فائدة، بل على العكس كان هناك ضرر بالغ على الصحة والدين والمال والعرض، وأحياناً هناك جرائم ومصائب وطامات كبرى من وراء ما يحدث. سحر الخادمات: إن قضية السحر خطيرة وهي تهدد بنيان المجتمع بشكل كبير، وتأثيرها وخطرها على الفرد والمجتمع والأمة لا ينكره أحد، وعندما يصبح بين جدران منزلك ساحرة فالأمر طامّة كبرى عليك وعلى أولادك وزوجتك لا سمح الله وعليك اتخاذ كل السبل لحماية نفسك وأهلك ودينك وأمتك من هذا الخطر الداهم. ولقد ابتلي مجتمعنا باستقدام " الخادمات " وهنّ شرٌّ لا بدّ منه، ولكن المصيبة الكبرى أن بعض الخادمات وليس كلهن يأتين بصفة الخادمة وهن مؤهلات ومدربات على ممارسة السحر والشعوذة بعينها، والمصيبة الكبرى أن هناك معاهد ومدارس متخصصة في بعض البلدان تعلم السحر والشعوذة للخادمات القادمات إلى المملكة، وهذا الأمر يضع النقاط على الحروف ويجعلنا نشحذ الهمم للتحري وراء حقيقة وجود " خادمات سحرة " . وإنه لحريٌّ بمن لديهم خادمات بأن يراقبوا تصرفاتهن ولا يعطوهن الثقة المطلقة ويلزم بالطبع تفتيش حقائبها عند القدوم والتحري عن أشياء تثير الشبهات، وعدم ترك الأطفال لها إلا بحدود ومجالات المراقبة والاطلاع على كل مايدور بينها وبين الاطفال، اما الرسائل وهي قضية أخرى مرتبطة بالسحر والشعوذة، فيجب توخي الحذر عند فتح أي رسالة أو التعامل معها حماية للنفس والأهل، وهنا تأتي أهمية تحصين النفس والأهل والذرية بالأذكار الشرعية والأدعية الحافظة من كل سوء ومكروه. ويأتي كل ذلك في سياق ما يأمرنا به ديننا الحنيف الذي يحثنا على التعامل الحسن مع الآخرين، ويجب أن نعامل الخادمة بالحسنى وأن نحسن إليها ونحترمها ما دامت على خلق سليم وعمل نظيف ومحافظة على دينها، وأن نزودها بالكتب الشرعية التي توضح العقيدة الصحيحة وما يضادها وتبين حرمة السحر لأن كثيراً منهن يجهل ذلك، وعلينا توضيح الأمر لجهات الاستقدام أن تتوخى الحذر في هذه الأمور. قنوات السحر والشعوذة: إن السحرة والمشعوذين يلجأون لكل السبل والطرق لنشر تجارتهم وخساستهم الهادمة للدين والقيم والأخلاق والسلوك وابتزاز الناس وسلبهم لأموالهم وإثارة المشكلات والخلافات داخل المجتمع، ومن ذلك استخدام التقنية الحديثة ووسائل الإعلام والاتصال في أعمالهم الباطلة. وفي السنوات الأخيرة، خرجت علينا عشرات القنوات المعنية بتفسير الأحلام وقراءة الكف والفنجان، بالإضافة إلى كم هائل من البرامج المماثلة في قنوات أخرى. وبعض هذه القنوات أنشأت لها مواقع على شبكة الإنترنت لتيسير الاتصال مع عدد أكبر من المشاهدين، والمتابع لهذه القنوات يجد أن كثيراً منها يدخل في نطاق الشعوذة والدجل ويمارس أبشع صور الابتزاز والخزعبلات التي لا تستند إلى أي عقل أو مرجعية دينية أو أخلاقية. وللأسف، فقد استطاعت هذه القنوات أن تستقطب أعداداً كبيرة من المشاهدين في الدول الإسلامية وأكثر ضحاياها من النساء، والأخطر أن بعض هذه القنوات تقدم أشخاصاً يدعون القدرة على تفسير الأحلام، وكثيراً ما يتشدقون بشعارات إسلامية، ويستشهدون بآيات قرآنية أو أحاديث نبوية في غير مواضعها، في محاولة لتقنين عمليات الابتزاز المالي التي تتم من خلال كم هائل من الاتصالات الهاتفية التي يجريها الضحايا من المشاهدين بهذه القنوات، أو صبغها بصبغة إسلامية، والإسلام برئ من هذا كله. ومما يثير الحزن حقاً أن هذه القنوات التي هي أقرب في عملها إلى ممارسة السحر والدجل يصعب فرض أي رقابة عليها من الناحية العملية؛ لأننا نعيش بالفعل عصر الفضاء المفتوح الذي يصعب إغلاقه. وإزاء هذا العجز الرقابي يصبح الحل الأمثل هو التوعية بمخاطر هذه القنوات، ومخالفة كثير مما تبثه لتعاليم الإسلام وأخلاقه وآدابه على أوسع نطاق، والتصدي بكل حزم لكل ما يحدث بها من تجاوزات، بدءاً من المساءلة القانونية لمن يرتكب المخالفة، وحتى فضح هذه الممارسات عبر وسائل الإعلام والاتصال، مع التأكيد على مسؤولية المشاهد أو الجمهور في ذلك، وبيان مدى مخالفة من يتصل بها لتعاليم الدين التي جاءت صراحة في الحديث الشريف: (مَن أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد)، وهناك من الأحاديث والآيات القرآنية الكثيرة التي تؤكد عظم الذنب الذي يقترفه من يلجأ للسحرة والمشعوذين والكهان.. حتى لو كان هذا السحر وتلك الشعوذة والكهانة تتم عبر أقمار صناعية وقنوات فضائية. مشاهدة قنوات السحر والشعوذة" والإسلام يدعو إلى الخير ودحض الشر والباطل، والإتيان والإقبال على قنوات السحر والشعوذة أمر خطير وها هو معالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء يجيب على سؤال حول حكم الاتصال بالقنوات الفضائية التي تخصصت في أمور السحر والشعوذة، وحكم مشاهدتها ولو على سبيل التسلية. حيث قال فضيلته: " إذا وجد الشر فالذين يعشقونه كثيرون من الناس ولا يحذر منه إلا القليل فإذا وجد الشر فالناس يلتفون عليه إلا من رحم الله والسحر كفر بالله عز وجل ولا يجوز النظر في هذه القنوات أو الاستماع إليها وإذا اتصل بهم وسألهم دخل في قوله صلى الله عليه وسلم : " من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " ، ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن أمثال هؤلاء المنجمين والسحرة فقال: " ليسوا بشيء " ونهى عن إتيان السحرة والمنجمين والاتصال بهم ومشاهدتهم مثل الجلوس معهم والقعود معهم فالواجب التحذير والنهي عن هذا والنصيحة للمسلمين من هذا. وسؤالهم عن الأم وعن الأب دليل على أنهم مشعوذون وأنهم سحرة " . السحر عبر الاتصالات: وكذلك الحال بالنسبة للاتصالات الهاتفية التي يتلقاها الكثيرون من بعض الدول، ويعرض فيها المتصل خدماته لفك السحر تارة، وإيهام المتلقي أنه اكتشف في خلوته أنه مصاب بالسحر، وقد عمل له عمل، وأنه يرغب في إبداء الخدمة والمساعدة لفك السحر. وكذلك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة من التويتر، والفيس بوك، والانستقرام، والواتس أب، والتليجرام وغيرها التي تدعو إلى السحر والشعوذة بل إلى هدم الأسر وتفكيكها. ووزارة الداخلية حذرت من آلاف الحسابات التي تبث رسائل وهمية وتدار من خارج المملكة من قبل جهات معادية، وهو ما أكده مدير إدارة المعلومات والإنترنت بالإدارة العامة للأمن الفكري بالوزارة العقيد د. فهد الغفيلي أن هذه الحسابات بأسماء سعودية وهمية، وتبث أكثر من أربعة ملايين رسالة سلبية شهرياً، عبر موقع تويتر بخلاف ما يبث عبر المواقع الأخرى. وأنه بتحليل ومتابعة ما يطرح في شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها تبيّن أن هناك مجموعات من الآفات التي يسعى بعض المغرضين بمختلف توجهاتهم وميولهم إلى بثها حيث أسهمت في الترويج للأفكار والبضائع غير المشروعة، ومستخدمو تلك الشبكات يتلقون رسائل تكفيرية وإلحادية وبدع وخرافات. بالإضافة إلى رسائل متعلقة بالجنس والمخدرات والسحر والشعوذة وغيرها كثير. فك السحر بالسحر!! وهؤلاء السحرة والمشعوذين يجدون من بعض المرضى والجهال من يعينهم ويشجعهم بالإقبال عليهم، والمصيبة الكبرى حينما ينبرى بعض المحسوبين على طلبة العلم بإجازة فك السحر بالسحر والمجاهرة فيه، وهذا خطره أعظم وأشنع وفي هذا المقام يتصدى الشيخ عبدالمجيد بن محمد العُمري الباحث في الشؤون الشرعية حول من يجيز معالجة السحر بالسحر، ويقول: إن هذا مخالف لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله وإن علاج السحر يكون بالأذكار الشرعية والدعاة والتعوذات المأثورة والرقية الشرعية، ولا يجوز للمسحور إتيان السحرة طلباً للعلاج؛ لأن هذا محرم شرعاً؛ ولأن التداوي لا يكون إلا بما أحل الله، كما إنه لا يجوز العلاج بسؤال الكهنة والعرافين والمشعوذين، وأنه لا خلاف على جواز التداوي بما هو مباح؛ لأن ذلك من الأخذ بالأسباب العادية ولا ينافي التوكل على الله، وقد أنزل الله الداء وأنزل الدواء، عرفه من عرفه وجهله من جهله، ولكن الله سبحانه وتعالى لم يجعل شفاء عباده فيما حرم عليهم، ولا يجوز للمريض أو أياً كان الذهاب إلى الكهنة والعرافين والسحرة والمشعوذين الذين يدعون معرفة الغيب ليعرف منهم مرضه أو مرض الآخرين، كما لا يجوز له أن يصدقهم فيما يخبرونه به فإنهم يتكلمون رجماً بالغيب أو يستحضرون الجن ليستعينوا بهم على ما يريدون وهؤلاء حكمهم الكفر والضلال إذا ادعوا علم الغيب. وإن السحر من المحرمات الكفرية, ونَصُ الآيات القرآنية أن الذين يتعلمون السحر إنما يتعلمون ما يضرهم ولا ينفهم وأنه ليس لهم عند الله من خلاق – أي من حظ ونصيب – وهذا وعيد عظيم يدل على خسارتهم الشديدة في الدنيا والآخرة، وأنهم باعوا أنفسهم بأبخس الأثمان ولهذا ذممهم الله سبحانه وتعالى، والسحر من أعظم المنكرات التي يجب إنكارها ومعاقبة من يتعاطاها بالقتل، والمريض سواء كان به مرض عارض، أو به سبب من السحر ففي كلتا الحالتين لا يجوز له التداوي والعلاج بما حرم الله ومن ذلك إتيان السحرة والمشعوذين، وإن من أقوى ما يتقى به خطر السحر قبل وقوعه وأهم ذلك وأنفعه التحصين بالأذكار الشرعية والدعاء والتعوذات المأثورة والرقية الشرعية المبنية على الكتاب والسنة، ولا بأس بالتداوي بما أحل الله من عرض على الأطباء والحكماء وذوي الاختصاص في الطب ونحوه، أما العلاج بعمل السحرة والمشعوذين الذي هو التقرب إلى الجن بالذبح وغيره من القربات فهذا لا يجوز؛ لأنه من عمل الشيطان بل من الشرك الأكبر، فالواجب الحذر من ذلك، كما لا يجوز علاجه بسؤال الكهنة والعرافين والمشعوذين واستعمال مايقولون لأنهم لا يؤمنون، ولأنهم كذبة فجرة يدعون علم الغيب ويلبسون على الناس وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم. وينبّه الشيخ عبدالمجيد العُمري إلى خطورة ما قاله البعض حول جواز حل السحر بالسحر أو عن طريق السحرة، وقد أنكر عليهم بعض المشايخ بمحادثات شخصية ورسائل مكتوبة، ولكنهم لم يذعنوا للمناصحات ولا لتنبيه المشايخ. وأن ما صدر منهم لا يجوز مطلقاً، حتى لو صدرت من بعض رجالات أهل العلم قديماً وحديثاً؛ لأن كلام الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مقدم على كل شيء، والأدلة النقلية الصريحة جاءت لتؤكد ذلك بقوة دون أن تدع مجالاً لأحد أن يدلي بدلوه في هذا الموضوع الخطير، وحتى لا ينجرف مع هذه الفتوى من ينجرف. وتساءل العُمري هل نصدق كلام هؤلاء أم نصدق كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، ويقول صلى الله عليه وسلم "ليس منا من تطير أو تُطُير له، أو تكهن أو تُكُهن له أو تسحر أو تُسُحر له" – حديث صحيح أنظر صحيح الجامع 5435، السلسلة الصحيحة 2195 – إنه أمر في غاية الخطورة، ولذلك يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم حديثه بقوله: "ليس منا" ففك السحر باللجوء إلى السحرة هو نوع آخر من السحر، والحرمة تقع على من ذهب إلى الساحر، وعلى من أرسله، وعلى من أباح له أن يفعل ذلك، ويكفي أن طرق أوكار السحرة والمشعوذين فيه مخالفة صريحة لعقيدة المسلم أولاً، ولما يترتب عليها من مفسدة عظيمة على الأئمة الإسلامية ثانياً، وفتح هذا الباب يعني الترويج للبضاعة العفنة التي يتاجر بها السحرة والكهنة، والعقيدة السليمة هي أساس الدين، والتوحيد هو جوهر هذه العقيدة وروح الإسلام كله، وحماية هذه العقيدة وهذا التوحيد الخالص، هو أول ما يسعى إليه الإسلام في تشريعه وفي إرشاده ومحاربة المعتقدات الجاهلية التي أشاعتها الوثنية الضالة أمر لابد منه لتطهير المجتمع المسلم من شوائب الشرك وبقايا الضلال وعلى رأسها السحر. واختتم الشيخ العُمري بقوله: إن من ابتلاه الله بمرض في نفسه أو قريب له أو صاحب نقول لهم إياكم ثم إياكم من هؤلاء السحرة والمشعوذين فهم لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم دفع الضر ولا جلب المنفعة، ونقول إن العلاج المشروع لهم ولمرضاهم في كتاب الله وسنة رسول الله وما أنزل الله من دواء وجعل له الأسباب عند الأطباء والحكماء، وأهل الاختصاص ممن يداوون الناس بما أحل الله من علاج مباح، أما التداوي بما حرم الله فهو غير جائز، وأشد ذلك طلب العلاج عند الذين يدعون علم الغيب أو يستحضرون الجن أو أشباههم من المشعوذين والدجالين الذين يأتون بالسحر ويتعاطونه، فهؤلاء يجب اجتنابهم والتحذير منهم وإرشاد من يتجه إليهم بخطرهم وأثر ذلك على دينهم ودنياهم. حكم الذهاب للعلاج وقد أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بيانا في حكم الذهاب الى السحرة من أجل المعالجة: " الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وبعد: فقد ورد إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الكثير من الأسئلة والاستفسارات عن حكم السحر وعن إتيان السحرة فنقول حرم الله السحر تعلماً وتعليماً وعملاً به، وحيث تضافرت الأدلة من الكتاب والسنة على تحريم السحر، وكفر الساحر يقول الله سبحانه عن اليهود {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون} فقد أخبر سبحانه وتعالى بكذب الشياطين فيما تلته على ملك سليمان – عليه السلام – ونفى عنه ما نسبوه إليه من السحر، بنفي الكفر عنه، مما يدل على كون السحر كفرا، وأكد كفر الشياطين، وذكر صورة من ذلك وهي (تعليم الناس السحر) ومما يؤكد كفر متعلم السحر قوله تعالى عن الملكين اللذين يعلمان الناس السحر ابتلاءً لمن جاء متعلما {إنما نحن فتنة فلا تكفر} أي لا تكفر بتعلم السحر. ثم أخبر سبحانه أن تعلم السحر ضرر لا نفع فيه، فقال {ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم} وما لا نفع فيه وضرره محقق، لا يجوز تعلمه بحال، ثم يقول سبحانه {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق} أي لقد علم اليهود فيما عهد إليهم، أن الساحر لا خلاق له في الآخرة، قال ابن عباس: ليس له نصيب، وقال الحسن: ليس له دين، فدلت الآية على تحريم السحر، وعلى كفر الساحر، وعلى ضرر السحرة على الخلق، وقال سبحانه {ولا يفلح الساحر حيث أتى} ففي هذه الآية الكريمة، نفي الفلاح نفياً عاما عن الساحر في اي مكان كان، وهذه دليل على كفره. ومن السنة ما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «اجتنبوا السبع الموبقات: قالوا: يارسول الله وماهن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات» وهذا يدل على عظم جريمة السحر، لأنه قرنه بالشرك، وعده من السبع الموبقات، التي نهى عنها، لكونها تهلك فاعلها في الدنيا، بما يترتب عليها من الأضرار الحسية والمعنوية، وتهلكه في الآخرة بما يناله بسببها من العذاب الأليم. ومن السنة أيضاً حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «من أتى عرافا أو كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم» رواه أحمد والأربعة والحاكم وقال صحيح على شرطهما، وروى البزار وابويعلى بإسناد جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفاً «من أتى عرافاً أو ساحراً او كاهناً فسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم» ومنها حديث عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ليس منا من تطير او تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهناً فصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم» رواه البزار باسناد جيد وهناك أحاديث أخرى في النهي عن إتيان الكهان والعرافين، وبيان حكم آتيهم ومصدقهم، والحاق ذلك بالسحر. فهذه النصوص الصريحة من الكتاب والسنة، تدل على كفر الساحر، مما يدل على أنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل، وذهب بعض العلماء إلى قتله بدون استتابة، وروى الترمذي عن جندب رضي الله عنه موقوفاً «حد الساحر ضربه بالسيف» وورد عن طائفة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل السحرة، أو الأمر بذلك، ولم يوجد بينهم خلاف فيه حيث قد روي القتل في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لثلاث سواحر، عندما كتب لجزء بن معاوية عم الأحنف بن قيس «أن اقتلوا كل ساحر وساحرة»، وروى الإمام مالك أن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قتلت جارية لها سحرتها، وقد كانت دبرتها، فأمرت بها فقتلت، كما روى البخاري في التاريخ الكبير بسند صحيح عن أبي عثمان «كان عند الوليد رجل يلعب فذبح إنساناً وأبان رأسه فعجبنا، فأعاد رأسه، فجاء جندب الأزدي فقتله». كما روى قتل السحرة عن غير هؤلاء من الصحابة، فروي عن عثمان بن عفان، وابن عمر، وأبي موسى، وقيس بن سعد رضي الله عنهم، كما روي عن سبعة من التابعين، منهم عمر بن عبدالعزيز. وهذا الفعل من الصحابة، رضي الله عنهم، ثم من التابعين يعد اجماعاً منهم على ذلك، يقول الشيخ الشنقيطي.. «فهذه الآثار التي لم يعلم أن أحداً من الصحابة أنكرها، مع اعتضادها بالحديث المرفوع المذكور، هي حجة من قال بقتله مطلقاً والآثار المذكورة والحديث فيهما الدلالة على أنه يقتل، ولو لم يبلغ به سحره الكفر، لأن الساحر الذي قتله جندب، رضي الله عنه، كان سحره من نوع الشعوذة، والأخذ بالعيون، حتى انه يخيل إليهم أنه أبان رأس الرجل، والواقع بخلاف ذلك، وقول عمر «اقتلوا كل ساحر» يدل على ذلك لصيغة العموم». أضواء البيان ج4 ص461. ولما كان السحر داء يؤثر، فيمرض الأبدان، ويقتل، ويفرق بين المرء وزوجه، شرع أن يسعى في علاجه، والأخذ بالأسباب المباحة المؤدية إلى الشفاء، لأن الله تعالى جعل لكل داء دواء كما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء» وفيما رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء، برأ بإذن الله عز وجل» والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. ويعالج السحر بالقرآن والأدعية المشروعة، والأدوية المباحة، وأما علاجه بالسحر فهذا حرام لا يجوز لعموم النصوص الواردة في تحريم السحر، لأنه من عمل الشيطان. كما لا يجوز علاجه بسؤال الكهنة والعرافين والمشعوذين، واستعمال ما يقولون، لأنهم لا يؤمنون، لأنهم كذبة فجرة، يدعون علم الغيب ويلبسون على الناس. وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن النشرة فقال «هي من عمل الشيطان» رواه الإمام أحمد وأبو داود بسند جيد، والنشرة هي: حل السحر عن المسحور والمراد بالنشرة الواردة في الحديث: النشرة التي يتعاطاها أهل الجاهلية وهي سؤال الساحر، ليحل السحر بسحر مثله، أما حله بالرقية والتعوذات الشرعية والأدوية المباحة فلا بأس بذلك، وكل ما ورد عن السلف في إجازة النشرة، فإنما يراد به النشرة المشروعة، وهي ما كان بالقرآن والأدعية المشروعة، والأدوية المباحة، ولا يصح القول بجواز حل السحر بسحر مثله بناء على قاعدة الضرورات تبيح المحظورات، لأن من شرط هذه القاعدة، أن يكون المحظور أقل من الضرورة، كما قرره علماء الأصول، وحيث إن السحر كفر وشرك، فهو أعظم ضرراً، بدلالة قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك " أخرجه مسلم، والسحر يمكن علاجه، بالأسباب المشروعة، فلا اضطرار لعلاجه بما هو كفر وشرك. وبناء على ما سبق فإنه يحرم الذهاب إلى السحرة مطلقاً، ولو بدعوى حل السحر. واللجنة إذ تنشر هذا لبيان وجه الحق في هذا الموضوع إبراء للذمة ونصحاً للأمة. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " . إدارة لمكافحة السحر: ولاشك أن السحر يعتبر من الأمور المحرمة والهدامة والتي ينبغي أن يتكاتف المجتمع لمحاربتها بكل الوسائل، باعتباره من أكبر الكبائر ومن أخطر الأمراض التي تصيب الأفراد والمجتمعات حرمه الله سبحانه وتعالى. وأمام تزايد ظاهرة السحر والمشعوذين يتطلب تظافر الجهود الوقائية والعلاجية من كافة الجهات الحكومية، وتكثيف حملات التوعية والإرشاد بطرق جديدة توصل الرسالة للناس، ومتابعة بؤر السحرة والمشعوذين في البلاد والقضاء عليها، بل وسرعة تنفيذ أحكام الشرع فيهم بلا هوادة. وكما يذكر عدد من الذين يتصدون للإفتاء وسماع شكاوى الناس يدرك مدى معاناة الكثيرين من السحر وأننا بحاجة للتعاون في مكافحته وكشف السحرة وأعوانهم وتكليف جهة رسمية تعنى به ويتمثل ذلك بإنشاء إدارة خاصة لمكافحة السحر مثل إدارة مكافحة المخدرات ومكافحة الجريمة وكلها يحاربنا بها أعداؤنا ويتبعهم مرضى القلوب وأهل الشر منا.