رفضت ايران الضغوط الاميركية في الملف النووي الايراني. وبدت مطمئنة الى عدم امكان رفع ملفها الى مجلس الامن في الجلسة المقبلة لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ايلول سبتمبر المقبل. وقال وزير الخارجيه الايرانى كمال خرازى ان من المؤكد ان اميركا ستمارس ضغوطاً خارج الاطار التقني لعمل الوكالة وستخلق اجواء لمنع استخدام ايران التكنولوجيا النووية. وأكد ان اميركا لا ترغب فى امتلاك ايران التكنولوجيا النووية السلمية. وقال انه ينبغى على كل الدول الاعضاء في معاهدة "ان بي تي" التعاون مع الدول التي ترغب فى استخدام الطاقه النوويه للاغراض السلمية. ورأى ان على الوكالة ان تتعامل بطريقة مهنية مع ملف ايران النووي، والا تقع تحت الضغوط الاميركية. وأضاف في تصريح ادلى به على هامش زيارته التفقدية لدائرة مشاريع محطات الطاقة في فرديس في مدينة كرج غرب طهران انه نظراً الى تعاون الجمهورية الاسلامية الواسع مع الوكالة واجابتها على استفسارات الاخيرة، فإن ايران "تأمل في ان يعود ملفها الى حالته الطبيعية". وقال خرازي: "اننا ننتظر اداء الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اجتماع ايلول سبتمبر المقبل والذي بامكانه ان يكون رداً على تعاون ايران الواسع معها. وأضاف: "سعينا دوماً للعمل بشفافية وتحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مشيراً الى ان "ايران ليست البلد الذي يمضى نحو انتاج الاسلحة النووية لذا فمن حقها الطبيعي ان تستخدم الطاقة النووية لاغراض سلمية، الا ان ما تريده اميركا يمثل طلبات تنم عن الهيمنة. وكان مرشد الجمهورية علي خامنئي اكد عزم ايران الاستمرار في برنامجها النووي للاغراض السلمية على رغم الضغوط الاميركية. في غضون ذلك، شكك ديبلوماسيون اوروبيون في صحة قول وكيل وزارة الخارجية الاميركية لشؤون التسلح جون بولتون ان طهران أبلغت دولاً اوروبية ان بامكانها انتاج أسلحة نووية في ثلاثة أعوام. ونقل عن احد الديبلوماسيين الاوروبيين الذين سعوا الى اشراك ايران في مفاوضات في تلك القضية، ان "تقاريرنا عن الاجتماع لم تذكر مثل هذا التصريح". وقال الديبلوماسيون ان دول الاتحاد الاوروبي الثلاث تقاسمت المعلومات مع الولاياتالمتحدة عن محادثاتها مع الجانب الايراني، على رغم انها لم تعلن عن تفاصيل تذكر في شأن المحادثات التي جرت الشهر الماضي. وفي الاسابيع الاخيرة رفعت ايران مستوى التحدي باستئنافها تجميع اجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، علماً ان الدول الاوروبية كانت تمكنت من الحصول على وعد منها بوقف التخصيب. الا ان ايران غضبت عندما اصدرت الوكالة في حزيران يونيو الماضي، انتقاداً شديداً لها في شأن تعاونها مع المفتشين الدوليين. وتأمل الولاياتالمتحدة بإحالة ايران الى مجلس الامن للضغط على الاخيرة لايقاف برنامجها الذي تعتقد واشنطن انه سيكون خطراً في الشرق الاوسط وخصوصاً على اسرائيل. ويريد بولتون الذي لا ينتظر ان يكلل الحوار مع ايران بالنجاح، ان تحال القضية الى مجلس الامن الشهر المقبل، قائلاً: "لا نعتقد ان التهديدات الايرانية المستترة ستثني احداً".