لم تقتصر نكبات إعصار تشارلي الذي ضرب ولاية فلوريدا الأميركية أمس على الحجر بل طاولت أضراره حملة الرئيس جورج بوش الانتخابية الذي تراجعت قاعدته الشعبية في "الولاية الذهبية" أمام المرشح الديموقراطي جون كيري المتقدم عموماً في استطلاعات الرأي. وأشارت استطلاعات الرأي الصادرة عن مركز "بيو" وجامعة كيونيباك للأبحاث أمس، إلى تقدم لكيري بفارق ست نقاط ونسبة 47 في المئة على بوش، في الولاية التي أوصلت الجمهوريين إلى البيت الأبيض عام 2000 بعدما انتزعوها بفارق 537 صوتاً. ووضع الناخبون الوضع الاقتصادي في مقدم أولوياتهم، وأبدى 52 في المئة منهم ثقتهم بكيري في هذا الشأن، فيما سجل تراجع لبوش في الحرب على الإرهاب ووصول الفارق إلى نقطتين فقط لمصلحة الأخير 51 في المئة. وأكد بوش خلال مقابلة مع لاري كينغ عبر شبكة "سي أن أن" تفوقه في "قيادة البلاد في الحرب على الإرهاب وتنظيم البيت العراقي". واعترف ب"سجل كيري المميز في فيتنام"، على رغم أن هذا السجل كان محط سخرية في إعلان لمجموعة جمهورية الأسبوع الماضي. ولم تعزز الأرقام موقف بوش، بل أشارت إلى تقدم لسناتور ماساتشوستس ومحارب فيتنام في الشأن العراقي بفارق نقطتين ونسبة 47 في المئة في مقابل 45 في المئة لبوش. وكان كيري وعد الأسبوع الماضي، بخوض "حرب أكثر فاعلية واستراتيجية وحساسية في العراق وخارجه". وجاءت مقابلة الرئيس وعقيلته لورا عبر برنامج "لاري كينغ لايف" وبعد زيارة قام بها الثنائي لمدينة لوس أنجليس حيث حصدا دعماً انتخابياً، هو بمثابة "تحصيل حاصل" من نانسي ريغان عقيلة الرئيس الراحل رونالد ريغان، ونجم هوليوود وحاكم كاليفورنيا آرنولد شوارزنيغر. وأنهت ريغان الجدل القائم حول اللحاق بابنها رون في دعم الديموقراطيين. وأكدت التزامها بالخط الجمهوري الذي كرسه الراحل، وشكرت "آل بوش على وقوفهم إلى جانب العائلة في أوقات العزاء". ومن ناحيته وعد شوارزنيغر بتطويع "الجمهوريين، والشباب الكاليفورني لحملة بوش-تشيني" على رغم المثل الشائع أن "كاليفورنيا تصوت للصين الشعبية ولا تصوت للجمهوريين". وأشارت استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تقدم ملحوظ لحملة كيري في الولاية خصوصاً بعد فشل المرشح المستقل رالف نادر في جمع أصوات تكفي لخوضه السباق في الولاية. ومن ناحيتها، ردت حملة كيري أمس على تصريحات بوش في المقابلة ووصفت الرئيس بأنه "بعيد المنال وغير عابئ بالوضع الاقتصادي إلى درجة أنه لم يذكره مرة في المقابلة". وأكدت الحملة أن "الاقتصاد هو المحور الرئيسي في هذه الحملة بعد خسارة 1.2 مليون وظيفة في السنوات الثلاث الماضية".