يذهب الرئيس الامريكي جورج بوش هذا الاسبوع إلى نيويورك لاعلان قبوله ترشيح الحزب الجمهوري له لخوض الانتخابات الرئاسية لولاية ثانية فيما أشار أحدث استطلاعات الرأي إلى أنه يتقدم على منافسه بفارق ضئيل. ويفيد الاستطلاع الذي أجراه معهد جالوب المرموق بأن بوش يحظى بتأييد 50 بالمائة من الناخبين الامريكيين الذين يعتزمون الادلاء بأصواتهم في الانتخابات مقابل 47 بالمائة للسيناتور جون كيري. ويبدو الفارق ضئيلا إذا أخذنا في الاعتبار أن هامش الخطأ في هذا الاستطلاع يبلغ 4 بالمائة. وأظهر الاستطلاع أن شعبية بوش بلغت 54 بالمائة وهي الاعلى منذ أبريل عندما تصاعدت الاحداث في العراق وأدت إلى ارتفاع حاد في نسبة المناهضين للحرب. وبلغت نسبة شعبية كيري 52 بالمائة وهي الأقل منذ يناير عندما تقدمت حملته الرئاسية على حملات منافسيه داخل الحزب الديمقراطي. وفاز عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماسوشوسيتس بالترشيح لخوض انتخابات الرئاسة في النهاية خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي في 29 يوليو في بوسطن. ويظهر استطلاع جالوب أن التقدم المحدود الذي حققه كيري بعد المؤتمر حيث يتمتع المرشحون عادة بأربعة أيام من التغطية الاعلامية غير المتناقضة نسبيا هدأ تماما. وكان المؤتمر قد أشاد بكيري وسجله العسكري عندما كان ضابطا بحريا شابا يقود قاربا للدوريات النهرية. وبدا أن ذلك عزز صورته الشعبية كزعيم حازم. وسيطر على تغطية الحملة الانتخابية في الاسبوعين الماضيين النقاش حول مجموعة الخبراء المستقلين التي شككت في سجل كيري القتالي. ونفى كيري الذي تقلد ثلاث ميداليات لإصابته بجروح في المعارك وأوسمة إضافية لشجاعته أمام النيران القول إنه بالغ في أنشطته القتالية. ونفى بوش الذي خدم في الحرس الوطني أثناء حرب فيتنام لكنه لم يشاهد في خدمة فعلية زعم كيري أن مجموعة الخبراء ترتبط مباشرة بالحزب الجمهوري. وأشار مارك ميلمان الذي يعمل في متابعة استطلاعات الرأي لحملة كيري إلى أن التحرك في استطلاعات الرأي لصالح بوش يتبع حملة بذيئة من الاكاذيب أزاحت جانبا القضايا التي تصب في مصلحة المرشح الديمقراطي مثل الضريبة وسياسة العمال. وقال لا شك في أن هناك كثيرا من الهجمات المضللة. ووصفت صحيفة - يو إس توداي - التي تشارك في رعاية استطلاع رأي جالوب للسباق الرئاسي الخبير الاستراتيجي في حملة بوش ماثيو دود بأنه سعيد بنتائج آخر استطلاع للرأي. وسيلقي بوش خطاب قبول الترشيح يوم الخميس المقبل قبل شهرين بالضبط من انتخابات الثاني من نوفمبر. ويمكن أن يعتمد مستقبل الرئيس الامريكي جورج بوش على نتيجة هذا المؤتمر. وأعدت بدقة جميع الفعاليات الرسمية للمؤتمر الذي يستمر أربعة أيام بدءا من يوم الاثنين المقبل في ساحة ماديسون سكوير جاردن قبل موعد انعقاده بفترة طويلة. وسيعيد الحزب الحاكم ترشيح بوش ونائبه ديك تشيني لفترة ولاية ثانية. وسيكون كثير من المتحدثين خلال المؤتمر من الجمهوريين المعتدلين مثل أرنولد شوارزنيجر حاكم كاليفورنيا في محاولة لتقريب صورة بوش من الكتلة المعتدلة بالحزب لزيادة معدلات التأييد الشعبي له. وسيرفع مندوبو الحزب الذين يبلغ عددهم 4853 لافتات وافق عليها الحزب وسيرددون هتافات صاخبة وعندما يختتم بوش خطاب قبول ترشيحه مساء يوم الخميس المقبل ستتساقط كميات كبيرة من البالونات من سقف القاعة. وسيكون من الصعب التنبؤ برد فعل المتابعين للمؤتمر في مختلف أنحاء الولاياتالمتحدة. وسيحتاج بوش بعد انتهاء مؤتمر الحزب الجمهوري في نيويورك إلى حشد قوة الدفع لحملته الانتخابية في الخريف المقبل في سباق انتخابي محتدم ضد المرشح الديموقراطي جون كيري الذي يهاجم الرئيس الامريكي بسبب حرب العراق التي تفتقر للتأييد الشعبي وزيادة عجز الميزانية الذي تفاقم بسبب الاعفاءات الضريبية ونفقات الحرب. وسيشارك رودي جيولياني رئيس بلدية نيويورك أثناء أحداث 11 سبتمبر وخلفه مايكل بلومبرج بإلقاء كلمات في افتتاح المؤتمر. وسيقدم جورج باتاكي حاكم ولاية نيويورك الجمهوري بوش لالقاء كلمته في الليلة الاخيرة للمؤتمر. ودائما ما يحقق المرشحون دفعة أو ارتفاعا في نسبة تأييدهم بعد مؤتمر ترشيحهم. وبالنسبة لبوش فإن حجم التأييد الذي سيحشده يوم الجمعة الثالث من سبتمبر المقبل يرتبط بشدة بفرصه في الفوز عندما يتوجه الناخبون إلى مراكز الاقتراع يوم الثلاثاء الثاني من نوفمبر المقبل. ولا يتوقع لحدث آخر أن يجذب انتباه الرأي العام الامريكي بشكل مماثل باستثناء المناظرات الثلاث التي سيجريها مع كيري في سبتمبر وأكتوبر المقبلين. كيري