رغم تصاعد حدة الاتهامات ضد الرئيس الاميركي جورج بوش بأنه ربما تجاهل معلومات استخبارية بشأن احتمال وقوع هجمات ارهابية قبل 11 أيلول سبتمبر 2001، عادت استطلاعات الرأي لتضعه في موقع الصدارة أمام منافسه الديموقراطي السناتور جون كيري. اذ اظهر استطلاع اجرته شبكة "سي ان ان" بالاشتراك مع صحيفة "يو أس اي توداي" تقدمه على كيري بنسبة 51 في المئة، مقابل 47 في المئة. وعزى الاستطلاع هذا التقدم لحملة الاعلانات التي بدأها فريق بوش الانتخابي، والتي تستهدف بشكل أساسي سياسة كيري الدفاعية وموقفه من الحرب ضد الارهاب. ويتم بث هذه الاعلانات، التي فاقت كلفتها 28 مليون دولار، في 18 ولاية حاسمة انتخابياً. وتتناول في مضمونها سجل كيري في مجلس الشيوخ منذ 1986 وحتى اليوم، من موقعه كسناتور عن ولاية ماساتشوستس وفي مسائل متعلقة بالسياسة الخارجية والانفاق العسكري. وتظهر الاعلانات تقلب كيري وعدم ثبات مواقفه من السياسة الخارجية. فهو بعدما صوت ضد حرب الخليج الأولى عام 1991 مع بوش الأب، أيّد الحرب على العراق مع بوش الابن السنة الماضية ثم عارض مرسوماً لتخصيص 87.5 بليون دولار لتمويل الاحتلال الاميركي واعادة الاعمار في العراق وأفغانستان في تشرين الأول أكتوبر. وتذهب الاعلانات الى حد وصفه ب "من يريد تأجيل الدفاع عن أمن أميركا حتى موافقة الأممالمتحدة". وينفي كيري هذه الاتهامات "الباطلة والعارية عن الصحة"، مركزاً في حملته الدعائية على رصيده العسكري في حرب فيتنام، وحصوله على دعم كبار القادة العسكريين أمثال الجنرال المتقاعد جون شاليكاشفيلي، الرئيس السابق لهيئة لأركان، والجنرال ويسلي كلارك، قائد قوات الحلف الأطلسي من 1997 حتى 2000. وبرز كيري كصوت مؤيد لمبدأ الانخراط في السياسة الخارجية والعمل الديبلوماسي حتى مع "أعداء" اميركا مثل "الساندينيستا" في نيكاراغوا، والشيوعيين في فيتنام، والمحافظين في ايران. وهذا نمط ورثه عن ابيه، ريتشارد كيري، الذي كان شغل حقيبة ديبلوماسية في وزارة الخارجية الأميركية. ومن هنا يأتي رفضه لسياسة بوش"الانعزالية" وطريقة تعامله مع الملف العراقي، والتي قد يلتقي بها مع بعض الجمهوريين أحياناً، أمثال جون ماكاين، او راند بيرز أبرز مساعدي كيري في الشؤون الخارجية، والمساعد السابق لبوش في لجنة مكافحة الارهاب قبل استقالته ابان الحرب على العراق. ويجمع المراقبون في واشنطن على ضبابية الصورة اليوم على رغم أن معظم الرؤساء الذين نالوا أكثرمن 50 في المئة من التأييد خلال استطلاعات الرأي في آذار مارس، تمت اعادة انتخابهم كلينتون، ريغان.