توصل حلف شمال الاطلسي الى اتفاق على آليات ارسال بعثة الى العراق في مهمة محددة لتدريب قوات الامن مع التكتم على خلاف بين الولاياتالمتحدةوفرنسا حول وضعها تحت قيادة قوات التحالف. ويقوم الاتفاق على ان "لا تذهب قوات الحلف في قوات التحالف". وبعد ايام عدة من المناقشات المكثفة والشاقة في مقر الحلف في بروكسيل، صرح الامين العام للحلف ياب هوب دي شيفر "ان الدول الحليفة وافقت على تشكيل بعثة من الحلف الاطلسي تدريب" قوات الامن العراقية. والاتفاق يسمح لكلا الطرفين في فرنساوالولاياتالمتحدة بانقاذ ماء الوجه. فبإمكان واشنطن ان تبدي ارتياحها لأن الحلف سيكون موجوداً في العراق، وهذا ما كانت ترفضه في السابق، بينما تؤكد باريس من ناحيتها ان هذا القرار لا يستبق الترتيبات الواجب التفاوض في شأنها لاحقاً. ويتناول قرار الحلف آليات المساعدة في تدريب القوات العراقية تلبية لطلب قدمته بغداد في حزيران يونيو الماضي ووافق عليه قادة الحلف مبدئياً خلال قمة اسطنبول اواخر حزيران. وقال دي شيفر ان 40 ضابطاً يشكلون "نواة" من الحلف الاطلسي سيتوجهون الى العراق في أسرع وقت ممكن للبدء في مهمة التدريب والبحث في خيارات اكثر دقة. واوضح انهم سيقدمون اقتراحات "اكثر تفصيلاً" بحلول 15 ايلول سبتمبر. وهذا الفريق يفترض ان يكون في بغداد خلال نهاية الاسبوع المقبل على ان يرتفع عدد اعضائه الى مئة كما اوضح السفير الاميركي لدى الحلف نيكولاس بيرنز معبراً عن ارتياحه الى القرار. وقال "اننا رمزيا نرفع علمنا" في نقد مبطّن لفرنسا التي كانت ترفض اي وجود للحلف في العراق. واثر تسوية اقترحها الامين العام ارجأ المندوبون الدائمون للدول الاعضاء ال26 الى ايلول اتخاذ قرار حول العلاقات بين بعثة الحلف والقوة المتعددة الجنسية التي تقودها الولاياتالمتحدة في العراق، اذ ان اميركا دعت الى قيادة موحدة للبعثة وقوات التحالف متذرعة بضرورة ضمان الامن لفريق الاطلسي، الامر الذي عارضته فرنسا بشكل قاطع، لا سيما ان باريس تخشى ان يؤدي ذلك الى "ذوبان" الحلف في التحالف. وصرح مصدر ديبلوماسي فرنسي مساء الجمعة بأنه "نص مرض في نظرنا. انه لا يستبق آليات القيادة" التي ستقرر لاحقا". واضاف "ان الولاياتالمتحدة كانت ترغب في وضع قبعة مزدوجة لكنها لم تتمكن من ذلك". وحرص دي شيفر على التوضيح ان مهمة الاطلسي المقبلة في العراق ستكون "محددة"، وستوضع تحت السلطة السياسية لمجلس الحلف، لكن سيكون هناك "لاسباب بديهية" علاقات مع قوات التحالف. الى ذلك لمح السفير الاميركي الى خلافات جديدة محتملة في الخريف بقوله ان التوصيات التي سيرفعها المسؤولون العسكريون الاطلسيون في ايلول حول العلاقات بين بعثة الحلف وقوات التحالف ستذهب في اتجاه "وحدة القيادة". كذلك سيبدأ الحلف الاطلسي في آب اغسطس بتدريب طاقم عراقي يتم "اختياره" من خارج العراق وسيلعب دورا في تنسيق العروض الوطنية في مجال التدريب والتزويد بالمعدات بحسب ما قال شيفر، معرباً في الوقت ذاته عن ارتياحه الى "الوحدة" التي ابداها الحلفاء في دعمهم السلطة العراقية الموقتة.