شدد وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف أمس على أن الحل السياسي وحده يمكن أن ينهي "الارهاب" في العراق، في حين جدد حلف الأطلسي استعداده لدور في هذا البلد، اذا طلبت ذلك "حكومة مستقلة". وقال ايفانوف خلال مؤتمر صحافي مع نظيرته الاسبانية آنا بلاثيو في مدريد ان التفجيرات في العراق "أعمال ارهابية" وأن روسيا "تدينها" لأنها "تهدف الى تدهور الوضع السياسي في العراق". واعتبرت موسكو التي ما زالت ترى في التدخل العسكري الاميركي البريطاني في العراق خطأ، منذ بداية النزاع ان من الضروري ان يسترجع العراق في اقرب وقت سيادته، وان تضطلع الاممالمتحدة بهذه القضية. وتابع ايفانوف: "العراق بات مكاناً ترتكب فيه عمليات ارهابية، والطريقة الوحيدة لتسوية هذه المشكلة ستأتي من حل سياسي، واجراء انتخابات في اطار السيادة العراقية، وهي قضايا تناقش الآن في الاممالمتحدة". واضاف ان "القرارات التي ستتخذ تستند الى عودة السيادة كاملة للحكومة العراقية". ورأت آنا بلاثيو ان "الاعتداءات الارهابية" في كربلاء وبغداد، تهدف الى "نسف عملية ارساء الاستقرار التي من شأنها ان تمكن العراقيين من استعادة مستقبلهم بأيديهم". في وارسو، كرر ياب دي هوب شيفر الأمين العام لحلف الاطلسي ان الحلف سيشارك في استقرار عراق ما بعد الحرب، اذا دعته حكومة عراقية مستقلة، ووافق مجلس الأمن على الطلب. وأشار بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء البولندي ليزيك ميللر الى أن الحلف "سيتعامل بتوجه ايجابي جداً إذا أوفي بتلك العناصر". ويرى بعض اعضاء الحلف ان لا حاجة لقرار من مجلس الأمن لقيامه بدور اكبر فى العراق، حيث يقدم الحلف الآن دعماً من وراء الكواليس لقوة الاستقرار التي تقودها بولندا. لكن دي هوب شيفر اعرب مجدداً عن أمله بقرار جديد يجيز مهمة للحلف فى العراق، حيث من المقرر ان تسلم الادارة التي تقودها الولاياتالمتحدة هناك السلطة الى سلطات محلية فى الاول من تموز يوليو. وأفاد ديبلوماسيون ان موقف الأمين العام يتوافق مع طروحات فرنسا التي تعتبر ان ارسال اي قوة تابعة للحلف الى العراق يجب ان يكون بموافقة الاممالمتحدة وحكومة عراقية ذات سيادة. واستبعدت المانيا التي عارضت بشدة مع فرنسا غزو العراق، ارسال قوات، لكنها لن تعارض مهمة لحلف الأطلسي هناك. وتتطلع الولاياتالمتحدة وعدد من اعضاء الحلف الى ان يتولى "الأطلسي" قيادة القوة المنتشرة في منطقة جنوب وسط العراق، والتي تقودها بولندا. وذكر دي هوب شيفر ان الأمر يرجع الى وارسو لتقرر متى تسلم القيادة.