جدد عرض قدمته شركة"شيفرون تكساكو"الاميركية العملاقة لاستثمار بين خمسة وعشرة بلايين دولار في صناعة النفط الروسية الاشاعات بانها على وشك شراء اي حصة تعرضها الحكومة الروسية من اسهم"يوكوس"، اكبر شركة نفط روسية، للبيع الى الاجانب. ومع تخلف"يوكوس"عن دفع ضرائب للحكومة الروسية يتجاوز حجمها سبعة بلايين دولار وتوقفها عن سداد قرض يصل الى بليون دولار لعشرة مصارف دولية بدا ان الحكومة الروسية قد تعقد صفقة مع"يوكوس"لاستيفاء الضرائب عبر صفقة اسهم قد تبيعها لاحقاً الى"شيفرون"ما قد يعطي اسواق المال تطمينات بان حكومة الرئيس بوتين ملتزمة الاقتصاد الحر. تهدد ازمة شركة النفط الروسية العملاقة"يوكوس"بأزمة مصرفية في روسيا، كما قد تؤدي الى الإضرار بسمعة الشركات الروسية العملاقة وقدراتها على الاقتراض من الاسواق الدولية او حتى طرح اسهمها في البورصات العالمية. واعلنت"يوكوس"انها تلقت إخطاراً من مجموعة مصارف دولية تعلن فيه تخلف الشركة المتعثرة عن سداد قروض حجمها بليون دولار. لكن ناطقاً باسم مصرف"سوسييتيه جنرال"الفرنسي اعلن ان مجموعة المصارف الدولية العشرة، التي منحت"يوكوس"قرض البليون دولار في تشرين الاول اكتوبر 2003 وجهت الجمعة بلاغاً بالتخلف عن الدفع لكنها لم تطالب بالسداد. ويواجه ميخائيل خودوركوفسكي المستثمر الرئيسي في"يوكوس"محاكمة بتهمة الاحتيال والتهرب الضريبي. وينظر على نطاق واسع الى المحاكمة على انها محاولة من الكرملين لوأد الطموح السياسي لرجل الاعمال. وقال الكسندر شادرين المتحدث باسم"يوكوس"امس"في الثاني من تموز يوليو تلقينا الإشعار من المصارف التي ساعدتنا في ترتيب قرض حجمه بليون دولار". وأدى هذا التصريح الى انخفاض حاد في اسهم"يوكوس"مجدداً. وفتح سهم"يوكوس"في بورصة موسكو بانخفاض 13 في المئة متراجعاً الى 180 روبلاً. وقالت"يو.اف.جي"، احدى كبرى شركات السمسرة في روسيا، انها ستوقف التصنيف الائتماني لشركة"يوكوس"في ضوء الاحداث الاخيرة. وكانت وزارة الضرائب الروسية اعلنت الاسبوع الماضي أن"يوكوس"تدين بنحو 3.4 بليون دولار من الضرائب غير المسددة عن عام 2001 فضلاً عن ضرائب متأخرة قدرها 3.4 بليون دولار عن عام 2000. وانخفضت اسهم يوكوس 17.5 في المئة الجمعة بعدما تلقت الشركة انذاراً جديداً يلزمها بسداد 3.4 بليون دولار اضافية للضرائب وحذرت الشركة من انها قد تضطر الى وقف انتاج النفط الاسبوع الجاري. وجاء الاعلان عن تخلف"يوكوس"عن سداد ديونها في اعقاب مداهمة شرطة الضرائب السبت الماضي المقر الرئيسي للشركة في موسكو، واستمرت ثماني ساعات صادرت خلالها مستندات واقراص كومبيوتر وخزائن. وكانت الحملة على مقر"يوكوس"الرئيسي السبت أحدثت عملية مداهمة لمكاتبها وقال محللون انها"ستسهم في مزيد من الهبوط في سعر السهم". وقال سيرجي سوفيروف المحلل في"بنك زينيت"هذا"سيؤثر سلباً في انشطة العمليات في يوكوس وسيثير موجة خطيرة من عدم الرضا بين حملة اسهم الاقلية ومن ضمنهم مساهمين أجانب وقد يؤدي هذا الى انخفاض أكبر في سعر سهم الشركة". وطالب أمر قضائي"يوكوس"بسداد الضرائب المتأخرة عن عام 2000 في نهاية الاربعاء المقبل وهو مطلب تقول"يوكوس"انه قد يدفعها الى هاوية الافلاس لانه ليست لديها السيولة المالية الكافية ولأن اصولها مجمدة ولا تستطيع بيع ممتلكاتها للمساعدة في السداد. ولم يحدد بعد موعد نهائي لسداد الضرائب المتأخرة عن عام 2001. وفي باريس اعلن الناطق باسم"سوسييتيه جنرال"المصرف الذي دبر القرض ان"هذا البلاغ يُشكل مرحلة قانونية تتيح للمصارف حماية نفسها. لكنها"لم تطالب بسداد القرض لتجنب وصول يوكوس الى وضع وقف الدفع". وإلى جانب"سوسييتيه جنرال"تضم مجموعة المصارف"بي ان بي باريبا"و"سيتي بنك"و"كوميرس بنك"و"كريديه ليونيه"و"دويتشه بنك"و"اتش اس بي سي"و"اي ان جي"و"كي بي سي"و"يو اف جي بنكندرلاند". وفي موازاة ازمة"يوكوس"افاد بيان لوزارة الطاقة الروسية ان شركة"شيفرون تكساكو"الاميركية العملاقة تُفكر في استثمار بين خمسة وعشرة بلايين دولار في صناعة النفط الروسية. ووزعت الوزارة بياناً في هذا الشأن بعد اجتماع بين وزير الطاقة فيكتور خريستنكو ورئيس شركة"شيفرون"ومديرها التنفيذي دايفيد أورايلي لكنه لم يذكر بيانات أخرى. وترددت اشاعات كثيرة أن"شيفرون"، ثاني أكبر شركة نفط أميركية، سعت العام الماضي لشراء حصة كبيرة في شركة"يوكوس"بعد مشروع اندماجها مع شركة"سيبنفت"الاصغر. وكان هذا التحالف سيؤدي الى قيام رابع أكبر شركة للنفط في العالم من حيث الانتاج لكن الخطة انهارت عندما ألقت الشرطة القبض على خودوركوفسكي صاحب الحصة الرئيسية في"يوكوس"وبدأت محاكمته الشهر الماضي بتهمة الاحتيال والتهرب الضريبي.