بدأت السلطات الروسية اولى الخطوات العملية لتفكيك"امبراطورية يوكوس"النفطية، وتوقعت مصادر نفطية ان تُعرض شركة"يوغاس نفط غاز"، اهم منتجي النفط في مجموعة"يوكوس"، للبيع في مزاد علني قبل نهاية الشهر الجاري في خطوة ستؤدي الى انهيار كبرى شركات النفط في روسيا . وكانت وزارة العدل الروسية اعلنت ان الجهات المختصة فرضت الحراسة على اصول شركة"يوغاس نفط غاز"تمهيداً لعرضها للبيع من اجل سداد ديون"يوكوس"للسلطات الضريبية في روسيا. وتعد"يوغاس نفط غاز"اهم منتجي النفط في المجموعة العملاقة وهي تنتج نحو 60 في المئة من اجمالي انتاج"يوكوس"كما انها تسيطر على اكثر من 70 في المئة من احتياط النفط في الشركة الذي تبلغ قيمته حسب تقديرات الخبراء زهاء ثلاثين بليون دولار. وشكل فرض الحراسة ضربة قوية لجهود التوصل الى تسوية للازمة القائمة منذ شهور بين الامبراطورية النفطية وسلطات الضرائب الروسية. وتوقعت مصادر في"يوكوس"ان تعرض اصول شركة"يوغاس نفط غاز"للبيع في الايام القليلة المقبلة لسداد جزء من 3.5 بليون دولار هي قيمة الضرائب المستحقة على"يوكوس"عن عام 2000. ورجحت مصادر"يوكوس"ان تُباع اصول الشركة بمبلغ لا يزيد على 1.5 بليون دولار فيما تصل قيمتها الحقيقية الى زهاء ثمانية بلايين على الاقل. واعتبر خبراء اقتصاديون روس ان عملية البيع في هذه الطريقة ستؤدي الى انهيار"يوكوس"خصوصا ان السلطات الضريبية ستلجأ الى فرض الحراسة بالطريقة نفسها على المنتجين الآخرين للشركة وهما"سامارا نفط غاز"و"تومسك نفط"من اجل سداد بقية الدين، ما يعني ان"يوكوس"ستنهار تلقائياً. وحمل خبراء روس بشدة امس على قرار السلطات الروسية واعتبروا انه"كشف عن السبب الاساسي وراء ملاحقة نشاط يوكوس وهو تدميرها". وكانت"يوكوس"اقترحت بيع بعض اصولها الى شركات حكومية روسية مقابل منحها فترة زمنية كافية لسداد ديونها، لكن السلطات الروسية رفضت العرض وطالبت الشركة بالسداد فوراً. واعلن ميخائيل خودوركوفسكي صاحب الجزء الاكبر من اسهم الشركة العملاقة انه يبحث عن آلية للتوصل الى حلول وسط جديدة مع الحكومة الروسية من اجل انقاذ"يوكوس". ويواجه خودوركوفسكي، المسجون حالياً في موسكو، اتهامات بالفساد والاحتيال والتهرب من الضرائب.