تلفتني اللهجة السائدة في معظم النقاشات التي تدور حول حقوق المرأة في البرامج الإذاعية او التلفزيونية، فيتم تصوير الرجل كوحش كاسر يجب القضاء عليه للتخلص من شروره وطغيانه وظلمه. وهو العدو الأول للمرأة. وكأنها ساحة حرب يقف فيها كل على سلاحه. عجباً! فمن هو الرجل؟ أليس أبا المرأة وأخاها وزوجها وابنها؟ ام انه مخلوق غريب سقط من كوكب آخر؟ وهل اختار ان يكون رجلاً واختارت هي ان تكون أنثى؟ وهل جنسنا دين نعتنقه بإرادتنا، او حزب نتبعه برغبة منا؟ وهل يستطيع كلا الطرفين الاستغناء عن الآخر؟ وإذا كان المقصود الرجال الذين يعاملون زوجاتهم بعنف ويبخسونهن حقوقهن، فكم من امرأة تحكم زوجها؟ وكم من امرأة تضرب زوجها؟ وكم من امرأة تنهر زوجها حتى أمام الناس؟ ألا تخطر على بالكم، أثناء قراءة هذه الكلمات، كثيرات تنطبق عليهن هذه الصفات؟ فمن يدافع عن حقوق هؤلاء الرجال؟ أليس الاجدى، في هذه الحال، ان نكون مع الانسان، الطيب والمؤمن والخلوق والصادق والمتواضع، بغض النظر عن جنسه، وأن نكون ضد الشرير والظالم والكاذب والمغرور، بغض النظر عن جنسه؟ لبنان - مهدي محمد علي زلزلي