الكل يتفق معي رجلاً كان أو أمرأة على أن وراء كل (رجل) عظيم وناجح (امرأة) عظيمة بغض النظر عن صفة ونوع الصلة التي تربط هذا الرجل بهذه المرأة.. وكثيراً ما تسعد المرأة بهذا التتويج العظيم الذي تعتبره بمثابة تاج مرصع باللؤلؤ والياقوت والمرجان فوق رأسها.. وكم من رجال لولا الله سبحانه وتعالى ثم وقوف المرأة الى جوارهم مادياً ومعنوياً وتشجيعاً لما اصبحوا على ما هم عليه من مكانة ورفعة!!. ولكن هل تتفقون معي بصراحة وشفافية تامة على أن وراء كل امرأة محطمة، ومقهورة، ومذلولة، ومكسورة الجناح (رجل) ظالم، ومفترٍ، واناني، ومغرور، ومتكبر، ومتغطرس؟!!. فاذا كان الرجل يعترف وهو بكامل قواه العقلية بأن وراء نجاحه وما وصل اليه امرأة.. فهل سيعترف وبكل جرأة، وشجاعة بأنه وراء دمار المرأة.. وقهرها.. والمها.. ومرضها.. وتحطيمها.. واذلالها .. بما له من نفوذ.. وبكلامه المعسود احياناً او نادراً كرصيد يعوض به فقر جيبه ورصيده الصفر؟!. ان الجواب بالطبع (لا) فالرجل من على هذه الشاكلة لا يجرؤ على ذلك رغم ان خيوط الاتهام تكاد تكون لصيقة به يتنكر ويتبرأ كعادته وربما قد يبالغ معلناً عن ظلم حواء وانه كان مجرد مخلوق ضعيف غرر به او زج به في شباك المرأة التي لا يتوانى عن وصفها ونعتها بأبشع الصفات عندما يسلب منها ما كان يريده وبعد ان حصل على ما يريده ويتمناه!!. أحبتي لو اردنا وحاولنا تعداد النساء اللواتي تذوقن مرارة الظلم والقهر والتعذيب والذّل والشتم والاستغلال والغدر والخيانة من هؤلاء الرجال ربما لو كان ماء البحر مداداً لنفد مع الأسف الشديد لأن قصص اللواتي تجرعن الألم تستدعي لكتابة فصول مؤلمة ومعاناة متعددة وربما ينتهي الأمر بتأليف مجلدات مؤثرة بطلها دائماً (فارس بلا جواد وجلاد بلا سوط) فليس سهلاً على الرجل اقتحام عالم المرأة لكنه ينجح احياناً في تحقيق ما يريد ولكن باستعمال اساليب قوته فإما ان يدخل باسم الزوج او باسم المال.. الخ. أحبائي الزواج حلم كل فتاة على هذه الارض وهذه الدنيا الفانية ولا توجد هناك امرأة لا تتمنى ذلك حيث ترغب ان تكون أماً يكون لها عش زوجي وتكون فيه (الملكة) التي تدير شؤونه وتحس فيه ومن خلاله بالأمن والامان والاستقرار والاطمئنان. فكم من رجال يطاردون المرأة بغية الظفر بها وان يكونا زوجين على سنة الله وشرعه القويم ولكنهم في الباطن يوهمونها بالحب والوفاء، وانهم سئموا من حياة العزوبية والوحدة والفراغ وهم كما قال الشاعر: يعيطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب وبحكم مشاعر حواء المرهفة والصادقة تقع في المصيدة، وهي لا تعلم بأن موضوع الزواج ليس الا وهماً او طعماً يكسب به بعض الرجال ثقة المرأة (وياغافل لك الله) وبعد ان تنتهي اللعبة والمسرحية تترك محطمة ومجروحة وذليلة تنزف في صمت دون أن يحس ويشعر بها احد وقد ينتهي بها المطاف الى زيارة طبيب نفسي للبحث عن علاج ان وجد كآخر محطة لها فالمجتمع لا يرحم ولا يترك رحمة ربنا تخيم على هذه المسكينة والمغلوبة على أمرها ولا ينصف احياناً وممن يعانين من ذلك الموظفات ذات الرواتب او من سيدات الأعمال او ممن حصلن على ورثة.. الخ وهن من يبحث عنهن امثال هؤلاء الرجال.. اما المرأة الفقيرة والتي لا تملك من حطام الدنيا شيئاً فهم لا يبحثون عنها لانهم لن يجدوا ما يسلبونه منها ويتزوجها من يريد اكمال نصف دينه كما شرع الله وان يستر نفسه ويغض بصره عما حرم الله. فهل يعي هؤلاء الرجال وهذا الصنف منهم ذلك؟! وهل تفكر المرأة ألف مرة ومرة قبل أن يقع الفأس في الرأس؟! هذا ما ارجوه والله من وراء القصد. دعاء: (اللهم أصلح ابناءنا وبناتنا واخواننا واخواتنا وزوجاتنا وارحم موتانا وموتى المسلمين يا أرحم الراحمين) همسة: الظلم ظلمات يوم القيامة.