يتزايد الطلب في العراق على الاسمنت المستورد، في الوقت الذي ارتفعت أسعار كل مواد البناء الأخرى، بحيث تضاعفت في الفترة الأخيرة. ويأتي الاسمنت اللبناني بنوعيه،"سبلين"و"شكا"، في مقدم الأنواع التي يتكاثر الطلب عليها للبناء"بشكل واسع"، بالإضافة إلى الاسمنت التركي. ويأتي الاسمنت الأردني في المرتبة الثانية ويليه المصري. ويصل سعر الطن الواحد إلى 160 الف دينار عراقي نحو 110 دولارات، أي ثمانية آلاف دينار للكيس، بعدما ارتفع سعر الاسمنت العراقي أيضاً إلى مستوى يوازي سعر الاسمنت المستورد. ويقول العاملون في قطاع البناء ان سبب ارتفاع الأسعار هو قلة المعامل العراقية المنتِجة للاسمنت بعد الدمار وعمليات السلب والنهب التي تعرضت لها. وقد توقفت غالبيتها عن العمل بسبب كثرة انقطاع التيار الكهربائي، بالإضافة إلى ان الاسمنت المحلي بات يخصّص بمعظمه لصناعة الحواجز الاسمنتية التي يكثر استعمالها أمام الوزارات والسفارات والمقرات الحكومية من مراكز شرطة وغيرها. ويشير سلام سالم، وهو صاحب مكتب لبيع الاسمنت ومواد البناء في منطقة حي الزهور في بغداد، إلى ان سعر الاسمنت العراقي أصبح يعادل سعر الاسمنت المستورد"بسبب صعوبة نقله"داخل العراق لنقص الوقود، إضافة إلى توقف عدد كبير من المعامل المهمة، منها"كبيسة"و"القائم"ومعامل كركوك. أما علي الساعدي، وهو صاحب محل أيضاً، فيقول انه يستخدم الاسمنت المستورد"لصعوبة غشه"، حيث ان أكياسه تأتي"ضمن مواصفات محدّدة"، ووزنه دقيق يبلغ 50 كيلوغراماً للكيس وهو الوزن الاعتيادي. فيما يقول محمد جبار، صاحب"معمل شتايكر العامري"انه يستخدم الاسمنت اللبناني المستورد من نوعيات"سبلين"و"السبع"في صناعة الشتايكر"لجودة نوعيته"، إضافة إلى سهولة استخدامه"كونه مكيساً وجاهزاً". وأوضح ان الاسمنت العراقي أصبح يُستهلك كثيراً في صناعة الحواجز الاسمنتية، خصوصاً اسمنت"كبيسة"لسرعة تصلبه بعد عملية الصب.