أعلنت "حركة تحرير السودان" التي تنشط في غرب البلاد استيلائها على احدى اكبر محافظات ولاية جنوب دارفور وقطع الطريق بين العاصمة الخرطوم ومدينة نيالا عاصمة الولاية، فيما اتهم المتمردون القوات الحكومية بارتكاب "مجزرة فظيعة" في منطقة سرة قتل فيها اكثر من 200 شخص. وعلمت "الحياة" من مصادر مستقلة ان غرب السودان شهد معارك شرسة اندلعت خلال اليومين الماضيين بين القوات الحكومية و"حركة تحرير السودان" في جنوب دارفور وشمالها. وأكد شهود ضراوة القتال الذي استخدمت فيه القوات الحكومية مروحيات عسكرية وطائرات من نوع "انترنوف"، اضافة الى عمليات قصف مدفعي مكثف. وقال الامين العام ل"حركة تحرير السودان" مني اركو مناوي في اتصال هاتفي اجرته "الحياة" بغرب السودان "ان جيش تحرير السودان الذراع العسكرية للحركة استولى صباح امس على محافظة شعيرية التي تبعد مسافة 70 كيلومتراً شرق مدينة نيالا في جنوب دارفور، وذلك بعد ساعتين من القتال". مشيراً الى ان شعيرية هي اكبر محافظات الولاية. واوضح ان قواته سيطرت على مواقع الجيش والشرطة والامن وقتلت اكثر من 190 جندياً، وقطعت الطريق الذي يربط نيالا بالخرطوم. وحذر مناوي من ان "الحركة ستستهدف نيالا وأي مدينة اخرى إذا استمرت الخرطوم في استهداف المدنيين". كما أكد تدمير قواته متحرك حكومي خارج مدينة كتم اول من امس، وقتل اكثر من مئة جندي. واتهم الخرطوم بالتحضير لاستخدام صواريخ "شهاب" ايرانية الصنع محذراً من التورط في استخدامها، وقال: "لدينا معلومات مؤكدة عن امتلاك الحكومة تلك الصواريخ". إلى ذلك اتهم رئيس "الحركة" عبدالواحد محمد نور القوات الحكومية ومليشيات "الجنجاويد" بارتكاب فظائع ضد المدنيين في دارفور، وأشار الى "مجزرة نفذت الجمعة في منطقة سرة شرق مدينة زالنجي حيث استخدمت القوات الحكومية راجمات وطائرات في قصف المنطقة، اضافة الى اقتحام الميليشيات القرى المحيطة بها مما أسفر عن قتل 200 مدني في المجزرة التي تمت في وضح النهار في اطار سياسة التطهير العرقي وافراغ المناطق التي تجاور مناطق العمليات من السكان وخلق مأساة انسانية". وناشد "المجتمع الدولي التدخل والتقصي في حقيقة الاوضاع وجرائم الحرب". إلى ذلك، أكد المتمردون ان القوات الحكومية خطفت 13 طفلاً اول من امس من منطقة ماعون، واعتقلت ثلاثة مواطنين بتهمة التعاون مع المتمردين. وأشاروا الى استمرار القصف الجوي طوال أمس على مناطق كرنوي وامبرو والتركيز على مصادر مياه الشرب.