سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوش يؤكد بقاء قواته في انتظار الاستقرار ... بريمر يرحل ونغروبونتي وصل لإعادة العلاقات الديبلوماسية ... "مارينز" من أصل لبناني بين الرهائن ... و"شبيه" للزرقاوي في الحلة ؟. العراق يطوي صفحة الاحتلال وعلاوي يستعين بالسيستاني والجيش ويهدد "المرتزقة"
دخل العراق أمس مرحلة جديدة من تاريخه الحديث، عندما سلمت سلطة الاحتلال السلطة رسمياً إلى الحكومة الانتقالية. وفي مفارقة تعكس علامة المرحلة المقبلة، اضطر الطرفان إلى إقامة مراسم التسلم والتسليم في ما يشبه الخلسة، إذ استبقا الموعد المحدد غداً الأربعاء 30 حزيران يونيو لئلا يفاجآ بعمل إرهابي يمكن أن يعطل الاستحقاق المرتقب. ولم تحل المفاجأة التي أحدثها تسليم السلطة في العراق قبل ثمانٍ وأربعين ساعة من موعده المحدد، من دون تأكيد حقيقة مفادها أن حجم السيادة التي ستتمتع بها الحكومة العراقية الموقتة يتوقف إلى حد بعيد على العنف الذي ستواجهه وليس على القرارات الدولية أو الوثائق الممهورة بتوقيع الحاكم المدني الأميركي الذي سارع بالرحيل، لا سيما أن تقديم الموعد كان نتيجة لهذا العنف وحده بحسب اعتراف الأميركيين. وبعد مغادرة الحاكم المدني الأميركي بول بريمر بغداد، تسلطت الأضواء على الرئاسة والحكومة العراقيتين، اللتين بات مستقبل الوضع، كما مستقبل البلد، رهن نجاحهما في إدارة الحكم. ولعل المهمة الأولى تتمثل في حسن استعادة "السيادة" والتصرف بموجبها لئلا تفقد السلطة العراقية الجديدة صدقيتها وراء "احتلال مقنّع". ولا شك أن المهمة الأخرى الرئيسية هي ضبط الأمن وإحداث اختراق للجماعات التي باتت أقرب إلى الإرهاب منها إلى المقاومة، وفقاً للتمييز الذي تبناه رئيس الوزراء اياد علاوي. وفي الوقت الذي كان بريمر يسلم وثيقة "انهاء الاحتلال الأميركي" إلى الرئيس غازي الياور ورئيس الوزراء علاوي، كان حلف الأطلسي يعلن خلال قمة دوله المنعقدة في اسطنبول اتفاقاً على تقديم المساعدة لتدريب قوات الأمن العراقية، كما أكد قادة الحلف استعدادهم للتعاون التام مع بغداد. وأجمعت ردود الفعل الدولية والعربية على الترحيب بالحدث، وركز الرئيس الأميركي جورج بوش على أن القوات الأميركية ستبقى في العراق "طالما تطلب الاستقرار ذلك". وقال في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير "إن عراقاً حراً وأفغانستان حرة يشكلان مثالاً حياً للآخرين". وسلم بريمر إلى الياور وعلاوي رسالة من الرئيس الأميركي جورج بوش تطلب إعادة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين بعدما قطعت عام 1990 اثر غزو نظام صدام حسين للكويت. ووصل مساء امس الى بغداد السفير الاميركي الجديد جون نيغروبونتي ليتسلم اكبر سفارة اميركية في العالم. وتزامن ذلك مع اعلان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية ان بلاده ستستأنف العلاقات الديبلوماسية مع العراق وسترشح لاحقاً سفيراً لها هناك. وفيما رحب الأمين العام للأمم المتحدة ب"عودة" العراق إلى إطار الدولة المستقلة، أمل مستشاره الخاص الأخضر الإبراهيمي بأن يكون نقل السلطة "بداية جديدة"، وبأن يعتبر أولئك الذين يعارضون الاحتلال أن معارضتهم لم تعد ضرورية الآن. وأضاف الإبراهيمي في حديث إلى "الحياة - ال بي سي" ينشر غداً، انه يتفهم ان بعض العراقيين "يشكك في أن هذا انهاء للاحتلال حقاً"، لكنه أشار إلى أن مهمة القوات الأجنبية باتت الآن "مختلفة" وتحولت إلى "دعم" الحكومة العراقية. شيراك وبوش... والمكسيك! وعلى رغم الاتفاق الأطلسي، لم تمر المناسبة من دون ظهور الخلافات السابقة. وإذ قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك إن عملية نقل السلطة "خطوة مهمة باتجاه استعادة السيادة"، فإنه اعتبرها "غير كافية لعودة الاستقرار"، مصراً على موقف بلاده بأنه ليس لحلف الأطلسي أن يتدخل على أرض العراق "لأن النتائج ستكون سلبية، ولأن الشعب العراقي لن يفهم مثل هذا التدخل"، معتبراً أن "الطريق الوحيد لاستعادة الشعب العراقي سيادته هو أن تكون للعراق قدرة عسكرية وأمنية ذاتية بقيادة عراقية". وذهب شيراك أبعد من ذلك عندما انتقد تصريحات الرئيس بوش عن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، فاعتبر الرئيس الفرنسي أن نظيره الأميركي "لم يتخطَّ حدوده فحسب، بل تطرق إلى موضوع لا يعنيه... كأنني أشرح للولايات المتحدة كيف يتحتم عليها أن تدير علاقاتها مع المكسيك". وكان بوش حضّ المسؤولين الأتراك على الحصول على موعد من الاتحاد الأوروبي "بشأن انضمامكم المحتمل إليه". علاوي يحذر "مرتزقة صدام" وكان قادة حلف الأطلسي فوجئوا، كسواهم في انحاء العالم، باجراء مراسم نقل السلطة أمس. ولفت في كلمة علاوي، بعد قسم اليمين الدستورية، انه سمى المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني طالباً دعمه ودعم المراجع الدينية الأخرى للحكومة، وتوعد من سماهم "المرتزقة" و"قوى الإرهاب" بضربهم وجلبهم إلى القضاء. كما حذر الموالين لحزب البعث من الانضمام إلى "مرتزقة صدام" لقاء "أن يحموا أنفسهم وعوائلهم ويحصلوا على الوظائف". وجدد اشارته إلى عزمه على التعاون مع الجيش السابق، قائلاً إن "الجيش هو جيش العراق وليس جيش صدام، ومن لا يعود منهم إلى الجيش سيشمل في برامج تأهيل المحاربين ليندمجوا في المؤسسات المدنية ومؤسسات قوات الأمن الداخلي". وأشار علاوي في تصريحات إلى الصحافيين إلى أن حكومته ستبدأ اليوم باتخاذ اجراءات لمواجهة الوضع الأمني. الوضع الامني ومصير الرهائن وجرى تسليم السلطة وسط أجواء العنف المتصاعد، إذ قتل جندي بريطاني واصيب آخران في البصرة، فيما قتل عراقيان في شمال بغداد بانفجار قنبلة، كما قتل انتحاري لدى محاولته مهاجمة الشرطة في الشمال. وأعلن الجيش الأميركي أن عنصراً من المارينز قتل خلال المعارك يوم السبت الماضي، وأكد أن الكابورال واصف علي حسون من أصل لبناني فقد في العراق منذ 21 حزيران. وبثت محطات تلفزة عربية أن عنصراً من المارينز ومواطناً باكستانياً خطفا في العراق، وان خاطفيهما يهددون بقطع رأسيهما في حال عدم الافراج عن المعتقلين العراقيين. وناشد علي محمد حسون، في نداء وجهه من مدينة طرابلس شمال لبنان، هيئة العلماء المسلمين أن تعمل للافراج عن ابنه. في غضون ذلك، أكد أحد الرهائن الأتراك الثلاثة الذين تحتجزهم مجموعة مسلحة في العراق، في اتصال هاتفي مع عائلته الأحد، انه سيتم الافراج عنه وزميليه في غضون أسبوع. وقالت وكالة أنباء الاناضول، نقلاً عن والد الرهينة عثمان كيزيل، ان الثلاثة خطفوا قرب الفلوجة "وانهم بصحة جيدة". القبض على الزرقاوي؟ الى ذلك، نفى مساعد قائد العمليات العسكرية لقوات "التحالف" في العراق الجنرال الاميركي مارك كيميت اليوم الاثنين معلومات تحدثت عن اعتقال "العدو الرقم واحد" للاميركيين الاسلامي الاردني ابو مصعب الزرقاوي. وكان المقدم سلام طراد رئيس قوة الاقتحام في شرطة محافظة بابل اكد ان رجلاً يشبه كثيراً الزرقاوي اعتقل في مدينة الحلة 100 كلم جنوببغداد. واوضح "ان الشخص الذي القينا القبض عليه منذ يومين يشبه الزرقاوي بنسبة 80 بالمئة، كما ان هناك معلومات تشير الى انه هو الزرقاوي ومع انتهاء التحقيق سنعلن النتائج". واضاف ان المعتقل "لديه العديد من الصور المختلفة في محفظته بأكثر من شكل مرة بلحية ومرة من دونها ومرة بالعمامة ومرة بالكوفية". وتوجه فريق من عناصر الاستخبارات الاميركية على ما يبدو برفقة حراس مسلحين، الى مركز الشرطة في مبنى المحافظة حيث يعتقل المشتبه فيه ثم غادر بدون الادلاء باي تعليق. كذلك توجه خبراء في بصمات الاصابع من الشرطة العراقية الى المكان.