سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
باول يقر بصعوبة حماية حكومة علاوي والصدر يعد لتشكيل حزب وخوض الانتخابات . مسلسل الاغتيالات يضرب في بغداد وكركوك وحملة اميركية مفاجئة لملاحقة عزة ابراهيم
تصاعدت وتيرة مسلسل الاغتيالات في العراق امس، وضرب في بغدادوكركوك، فيما شن الجيش الاميركي حملة مفاجئة في الموصل لملاحقة عزة ابراهيم الدوري، نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في نظام صدام حسين. ونفذ الجيش حملة دهم من بيت الى بيت، يساندها غطاء جوي. وأوقع هجوم انتحاري قرب العاصمة 12 قتيلاً، في حين طاولت الاغتيالات التي تتسارع وتيرتها مع اقتراب نقل السلطة آخر الشهر، مدير العلاقات العامة في وزارة التربية واستاذاً في جامعة بغداد، ومختاراً عربياً في كركوك التي شهدت ايضاً تصفية احدى الزعامات الدينية. ونجا أحد مساعدي محمد تقي المدرسي من محاولة لاغتياله. في المقابل فقد الجيش الاميركي جندياً وطائرة هليكوبتر تحطمت شمال العاصمة العراقية. واتهمت مصادر الشرطة مجموعات مسلحة تعمل من الفلوجة بالتعاون مع ضباط سابقين في الحرس الجمهوري ومجموعات سلفية مؤيدة ل"القاعدة" بالوقوف وراء الاغتيالات. وإذ أقر وزير الخارجية الاميركي كولن باول بصعوبة تأمين الحماية لجميع وزراء حكومة اياد علاوي، شدد الرئيس العراقي الجديد غازي الياور على ان التحدي الأول لهذه الحكومة هو الأمن، مؤكداً انها لا تنوي تدمير سجن "أبو غريب" راجع ص2 و3 و4. في غضون ذلك، خطا الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر خطوة اخرى باتجاه الانخراط في العمل السياسي، فأعلن انه يعد لتشكيل حزب، يشارك في الانتخابات "ولو في ظل الاحتلال". وبدأت أمس مراجعة شاملة لكل الاجراءات الأمنية الخاصة بحماية المسؤولين السياسيين والاداريين، والقادة الأمنيين والعسكريين في وقت كانت طلائع قوات الجيش العراقي الجديد تدخل النجف. في تصريحات الى شبكة "فوكس نيوز" الأميركية توقع باول تزايد الاعتداءات الارهابية بما فيها اغتيال مسؤولين في الحكومة العراقية الموقتة، قبل نقل السيادة في 30 الشهر الجاري. وقال: "سنفعل ما في امكاننا باستخدام قواتنا وقوات الأمن العراقية لنهزم هؤلاء القتلة". واضاف ان "زعماء عراقيين شجعان تقدموا الى مواقع المسؤولية، يحاول هؤلاء القتلة اغتيالهم لتحجيم الحكومة، لكنهم لن ينجحوا وسنواصل مهمتنا". واعترف بصعوبة "حماية حكومة بأكملها"، مشيراً الى ان "هذه الفترة ستكون صعبة ويجب ان يهزم القتلة". واعتبر ان "حل المشكلة الأمنية يكمن في تدريب قوات الأمن العراقية في اسرع وقت"، وكرر ان "30 حزيران اختير موعداً لتسليم السيادة، ويبدو حتى الآن انه موعد مناسب". وعن احتمال لعب الحلف الأطلسي دوراً في تدريب قوات أمن عراقية، قال باول لشبكة "اي بي سي" الأميركية: "لا اعتقد بأن الرئيس جورج بوش اشار يوماً الى ان هناك عدداً كبيراً من جنود الناتو ينتظر الذهاب الى مكان ما. هذا غير موجود. والاطلسي منشغل الآن في البلقان، وجهودنا في افغانستان أولوية لديه".وعن تسليم سجن "أبو غريب" الى العراقيين، قال الوزير انه مُلك لهم و"إذا أرادوا الاحتفاظ به سيفعلوا". وفي حديث الى شبكة "سي ان ان" التلفزيونية، قالت مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس ان "أنصار الرئيس المخلوع صدام حسين سيحاولون زعزعة ارادة الحكومة الجديدة والتحالف بقيادة الولاياتالمتحدة، والشعب العراقي قبل تسليم السيادة وبعده"، مشيرة الى ان "محاولاتهم ستبوء بالفشل". تزامن ذلك مع تأكيد الرئيس العراقي غازي الياور ان "التحدي الأول للحكومة هو الأمن، فمن دونه لا يمكننا العمل لإجراء الانتخابات أو اعمار البلاد وتنميتها". وزاد في حديث بثته "سي ان ان": "علينا ان نبدأ العمل بمساعدة اصدقائنا لبناء قواتنا الأمنية. قد يستغرق الأمر ستة شهور أو اكثر من سنة". واكد ان حكومة علاوي لا تنوي تدمير سجن "أبو غريب"، على رغم اقتراح الرئيس جورج بوش تدميره ك"رمز للبداية الجديدة للعراق". وفي حديث الى شبكة "ان بي سي" قال الياور ان مدة بقاء القوات الأجنبية في العراق "تتوقف على سرعة إعادة تشكيل اجهزتنا الأمنية"، وحذر من ان احلال الديموقراطية "عملية طويلة" ستستغرق "على الأرجح أكثر من عشر سنين، وربما عقداً ونصف عقد". وعلمت "الحياة" ان الياور سيرأس حفلاً بدأ الإعداد له ينظم في الثلاثين من الشهر الجاري، لتسليم السلطة بحضور الحكومة الانتقالية برئاسة علاوي، والحاكم المدني بول بريمر الذي سيتسلم جائزة تقديرية، على ان يغادر بعد ذلك الأراضي العراقية عائداً الى واشنطن. هجوم واغتيالات ميدانياً، تزامن هجوم انتحاري استهدف الكلية العسكرية في ضاحية الرستمية قرب بغداد، وأدى الى مقتل 12 شخصاً وجرح 13 آخرين، مع تصعيد في مسلسل الاغتيالات طاول مدير العلاقات العامة الثقافية في وزارة التربية كمال الجراح، الذي قتل بالرصاص قرب منزله في حي الغزالية غرب العاصمة. كما اغتيل الاستاذ في جامعة بغداد صبري البياتي فيما كان خارجاً من حرمها. وقتل جندي اميركي وجرح آخران عندما هاجم مسلحون موقعهم خارج بلدة التاجي شمال بغداد. وفي مدينة الصدر قال مسؤولون في "جيش المهدي" التابع لمقتدى الصدر ان خمسة عراقيين، ثلاثة منهم مدنيون، قتلوا في اشتباكات مع القوات الأميركية، ومن بين القتلى كريم درعان وهو قائد ميداني في ميليشيا الصدر. وفي مدينة القائم قرب الحدود مع سورية، اغتيل سائق وفني يعملان لدى قناة "العراقية" التلفزيونية. وفي كركوك قتل مدني وجرح سبعة من رجال الشرطة في اشتباكات مع مسلحين، كما اغتيل المختار العربي لحي النصر على أيدي ثلاثة مسلحين طرقوا باب منزله واطلقوا عليه ثماني رصاصات امام أفراد عائلته. وأفادت وكالة "اسوشيتدبرس" امس عن نجاة محمد الموسوي نائب محمد تقي المدرسي، من محاولة لاغتياله نفذت بين الحلة وبغداد. وأوضح عبدالحسين محمد، وهو مسؤول في منظمة اسلامية ان الهجوم وقع في منطقة الحواش، ولم يصب الموسوي فيما جرح سائقه وحارسه ونقلا الى مستشفى في الحلة. حزب الصدر في النجف أ ف ب، رويترز، قال قيس الخزعلي الناطق باسم مقتدى الصدر، ان الزعيم الشيعي الشاب ينوي تشكيل حزب سياسي، والمشاركة في الانتخابات العراقية "ولو اجريت في ظل الاحتلال، ووجود قوات التحالف"، مشدداً على أهمية ان يكون الاقتراع "شريفاً ونزيهاً". ونبه الى ان تشكيل الحزب لا يعني نهاية ل"جيش المهدي" الذي سيكون بمثابة "صلة الوصل بين القيادة الدينية والقاعدة الشعبية"، ملوحاً ب"العودة الى التنظيم المسلح إذا أجبرنا". ودعا الصدر افراد "جيش المهدي" الى "تصفية نفوسهم والتآخي مع كل التيارات والأحزاب واطاعة المراجع" الشيعية. وأشار في بيان اصدره مكتبه امس الى ان بعض الظواهر السلبية عند بعض عناصر هذه الميليشيا سببه "الظلم الذي وقع عليهم طوال السنين الماضية من حكم صدام" حسين.