أثارت الأنباء عن احتمال انتقال 300 مقاتل شيشاني إلى العراق وتمركزهم في منطقة الناصرية قلقاً كبيراً لدى الأوساط السياسية والأمنية الإيطالية لأن محافظة ذي قار ومركزها مدينة الناصرية هي مقر الوحدة الإيطالية العاملة ضمن قوات "التحالف". وكان رئيس اركان الجيش الايطالي الجنرال جوليو فراتيتشيلي صرح الى صحيفة "لا ريبوبليكا" الايطالية ان "اجهزة الاستخبارات البريطانية نقلت الينا معلومات عن مقاتلين شيشان مستعدين لضرب الايطاليين في الناصرية". واضاف: "اننا نعمل على التحقق من المعلومات لمعرفة إذا كان هناك حقاً انتشار لعناصر معادية على الارض". وفيما اعتبر رئيس مجلس النواب الإيطالي بيير فيرديناندو كازيني انتقال المقاتلين الشيشان يندرج في إطار "سعي الإرهابيين الأصوليين الى عرقلة نقل السلطة الى العراقيين" دعا قائد القوات الإيطالية العاملة في العراق الجنرال جورجو كورناكيوني إلى "التعامل الحذر" مع هذه الأنباء، وقال: "علينا أن نكون على أهبة الاستعداد لمواجهة أي احتمال من دون المبالغة إزاء هذه التهديدات أكثر ممّا تستحق". ولفت الى ان نقل السلطة إلى العراقيين مطلع الشهر المقبل وحل سلطة "التحالف" "لن يؤثرا على مهمات القوة الإيطالية" باستثناء "إجراء التغييرات الضرورية في الاتصالات مع المسؤولين المحليين والقوات المسلّحة العراقية الجديدة". من جهة اخرى، اعلن نائب رئيس الحكومة العراقية الموقتة ابراهيم الجعفري في مقابلة اجرتها معه صحيفة "كوريري ديلا سيرا" انه ليس لديه أي معلومات عن "مخاطر تسلل مقاتلين شيشان الى الناصرية". واضاف: "اعرف ان ثمة عناصر متسللة من الخارج في صفوف الإرهاب الناشط" في العراق، موضحاً انه "في بعض الاحيان نعرف ان الذين يرتكبون اعمال عنف في العراق قدموا من دولة حدودية، بل ابعد بكثير". وكانت القوة الإيطالية في الناصرية تعرّضت في 12 تشرين الثاني نوفمبر الماضي إلى عملية انتحارية أودت بحياة 19 إيطالياً بينهم 17 من عناصر الشرطة العسكرية.