برزت أمس ملامح اختلافات عميقة بين الحكومة الايطالية والادارة الأميركية في التعامل مع الملف العراقي. فقد كشفت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الايطالية أمس النقاب عن مكالمة هاتفية جرت في السادس عشر من الشهر الجاري بين قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز وقائد القوة الايطالية المرابطة في الناصرية الجنرال جان ماركو كياريني، عارض فيها كياريني عزم سانشيز ادخال قواته الى الناصرية "للقبض على أوس الخفاجي" أحد مساعدي الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وذكرت الصحيفة ان الجنرال سانشيز أبلغ الجنرال كياريني "جاهزية" جنوده للدخول الى الناصرية لاعتقال الخفاجي، فرد عليه كياريني بأن "منطقة الناصرية تقع ضمن صلاحيات القوات الايطالية" وأنه "إذا أصر سانشيز على ادخال قواته اليها فإن كياريني سيأمر جنوده بالانسحاب من المدينة". وأقنع كياريني سانشيز بالعدول عن دخول قواته الى الناصرية، موضحاً ان ذلك كان سيصعد الموقف الأمني من جديد بعدما عاد الهدوء الى المدينة إثر الاشتباكات التي جرت بين الايطاليين وأنصار الصدر. وتذكر هذه الحادثة بمواجهة أخرى جرت بين قائد من شرطة الكارابينييري الايطالية، نفس القوة الشرطة العسكرية الموجودة الآن في الناصرية، وجنرال اميركي آخر في عام 1984 عندما منع ذلك الضابط الايطالي الجنرال الأميركي في قاعدة سيغونيلا من الاقتراب من الطائرة المصرية التي كانت تقل على متنها زعيم "جبهة التحرير الفلسطينية" أبو العباس وخاطفي سفينة أكيلي لاورو بعدما أرغمتها المقاتلات الاميركية على الهبوط في تلك القاعدة في جزيرة صقلية بينما كانت تحلق بين القاهرة وتونس. وحال موقف الضابط الايطالي دون أن يتمكن العسكريون الاميركيون من اعتقال قائد جبهة التحرير الفلسطينية أبو العباس حينها. الى ذلك أ ف ب، استبعدت القيادة العسكرية الايطالية أمس تولي مسؤولية القطاع الذي تخلت عنه القوة الاسبانية في العراق "لان القوات الايطالية تعمل بأقصى طاقتها". وصرح الجنرال فيليبرتو سيتشي الى صحيفة "كوريري ديلا سيرا" أمس بأن "محافظة ذي قار التي اوكلت الى عسكريينا تمثل اصلاً مسؤولية هائلة لأنها كبيرة جداً". وأضاف "نحن مدركون انه يجب تولي مسؤولية القطاع الذي تخلى عنه الاسبان بسرعة. انها منطقة حساسة جداً تضم مدينة النجف المقدسة. يجب ان يرسل اليها اشخاص يتمتعون بقدرة التحرك وسط سكان حساسياتهم مفرطة".