قال الحاكم المدني الأميركي للعراق السفير بول بريمر انه سيغادر بغداد "في نهاية حزيران يونيو المقبل، عندما تتسلّم حكومة عراقية جديدة مقاليد الحكم وتفتح الولاياتالمتحدة سفارتها". وأضاف أن "المرحلة الانتقالية في العراق ستكون صعبة للغاية"، وأن "الإرهابيين سيواصلون زعزعة الأمن فيه". واعتبر مطالبة بعض الأوساط العراقية، خصوصاً الشيعية بإجراء الانتخابات قبل 30 حزيران المقبل "غير قابلة للتحقيق إطلاقاً" وأضاف: "إذا أصرّت الأممالمتحدة على إجراء الانتخابات في العراق فإن ذلك لن يتم قبل مرور فترة لا تقل عن عشرة شهور". جاء ذلك في حوار أجرته مع بريمر في بغداد جريدة "كورييري ديلا سيرا" الايطالية. وقال ان "تشكيل مجلس الحكم العراقي كان بمثابة الخطوة الأولى للإعداد الهادئ للانتخابات بعد 18 شهراً من ذلك التاريخ"، وأشار الى أن "توسيع المجلس المتوقع مطلع العام المقبل سيحوّله إلى ما يشبه البرلمان الوطني الانتقالي في انتظار الانتخابات التي يُفترض أن تُجرى في وقت لاحق". وشدد على أن العملية الانتخابية تشترط سلسلة من الخطوات من بينها "اجراء إحصاء سكاني" اضافة "إلى صوغ قانون انتخابي وتوفير الظروف الأمنية، وهو ما لا يتوفر حالياً في جزء كبير من البلاد". ووصف بريمر الدور الذي يمكن أن تلعبه الأممالمتحدة بأنه "غاية في الأهمية ليس في مرحلة الإعداد للانتخابات فحسب، بل في المرحلة اللاحقة أيضاً". ووصف دور القوات الإيطالية في الناصرية بأنه "أساسي" واعتبر دعوة بعض أوساط المعارضة الايطالية الى سحب الوحدة الايطالية بمثابة "تنازل أمام الإرهاب" وهو "لا يساعد في استقرار العراق". ودعا بريمر الشركات الايطالية إلى "المساهمة المكثّفة في مشاريع الإعمار التي ستبدأ الشهر المقبل". وقال: "من الضروري أن تبقى قوات التحالف، بما فيها القوات الايطالية، في العراق حتى كانون الأول 2005 على الأقل، والرحيل الآن سيكون خطيراً، وعلامة على الرضوخ للإرهاب". وزاد: "على التحالف البقاء متحداً من أجل اشاعة الاستقرار في العراق". ولم تعط الولاياتالمتحدة جدولاً زمنياً للانسحاب من العراق، لكن قادة وساسة أميركيين وبريطانيين قالوا إن جنودهم قد يبقون هناك لسنوات. في واشنطن، أعلن الجنرال ريتشارد مايرز رئيس أركان الجيوش الأميركية في وقت متقدم ليل الخميس ان مدة الوجود العسكري الأميركي في العراق ما زالت غير معروفة، مشيراً إلى التعقيدات التي يواجهها قيام ديموقراطية في بلد لم يختبر هذا النظام في السابق.