أحبطت القوات العراقية محاولة إنزال لجنود بريطانيين حاولوا ايجاد موطىء قدم لهم شمال العراق، بحسب ما أعلن وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف أمس. وفي اشارة الى معلومات بثتها محطة "الجزيرة" القطرية الفضائية في وقت سابق، قال الصحاف ان القوات البريطانية التي حطت في شمال العراق تكبدت خسائر جسيمة و"تم القضاء عليها باستثناء بعض العناصر التي لاذت بالفرار بالمروحيات". واضاف ان افراداً من ميليشيا "فدائيي صدام" شاركوا في هذه العملية. واوضح ان العراقيين "استولوا على غالبية عرباتهم وأسلحتهم". وكانت "الجزيرة" اشارت الى ان قوات بريطانية محمولة جواً حاولت القيام بعملية إنزال ليل أول من أمس شمال العراق على بعد خمسين كيلومتراً من الحدود العراقية - السورية في منطقة قريبة من كردستان العراق. وبثت المحطة صوراً لأسلحة وذخائر وعربات عسكرية، مضيفة انها معدات بريطانية سيطر عليها سكان المنطقة. وعلى صعيد التقدم الكردي في اتجاه المواقع العراقية، أعلن مصدر عسكري كردي أمس ان قوات البيشمركة اتخذت آخر موقع لها على حدود المنطقة التي اخلاها الجنود العراقيون الاسبوع الماضي، متقدمة بذلك 18 كيلومتراً على الطريق المؤدي الى مدينة كركوك. وفي اول الامر تقدم المقاتلون البيشمركة السبت الماضي من دون معارك ثمانية كيلومترات بعد انسحاب القوات العراقية 13 كيلومترا في الليلة السابقة. وترك جزء كبير من الطريق كان تحت سيطرة القوات العراقية لكن القوات الكردية ذكرت انها لا تريد التقدم كثيراً من العراقيين حتى لا تكون في مرمى أسلحتهم. ومنذ السبت، وضع الاكراد آخر نقطة سيطرة لهم على بعد ثلاثة كيلومترات من العراقيين الذين انسحبوا الى بلدة بيرد التي لم يتحركوا منها بحسب المصدر العسكري. وبهذا اصبح المقاتلون الاكراد لا يبعدون سوى خمسين كيلومتراً عن مدينة كركوك النفطية. وقال المصدر العسكري ان قرويي منطقة سلايي التي تم تعريبها وتضم ثكنات عسكرية تركوا منازلهم خشية اندلاع المعارك. وشهد الاثنين اطلاق نار من مدفعيات الهاون من المواقع العراقية. الى ذلك، اتهم "الحزب الديموقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود بارزاني القوات العراقية باطلاق صواريخ على مقاره في صلاح الدين في شمال العراق. واشار الى تعزيزات ارسلتها السلطات العراقية الى المنطقة الفاصلة بين الشمال الخارج عن سلطة بغداد منذ 1991 وبقية العراق. واتهم الحزب الذي يتقاسم السيطرة على شمال العراق مع "الاتحاد الوطني الكردستاني" يقوده جلال طالباني أمس القوات العراقية بإطلاق ثلاثة صواريخ على بلدة صلاح الدين حوالى 20 كلم شمال اربيل حيث تقع مقاره. واعتبر ناطق باسم الحزب في بيان ان "العملية تمثل تطوراً خطيراً وهجوماً تتحمل السلطات العراقية تبعاته"، مشيراً الى ان "الحزب لم يبادر الى القيام بأي عمل عسكري ضد القوات العراقية على رغم مرور عدة ايام على الحملة العسكرية ضد العراق". وسقطت الصواريخ الثلاثة "في أراض خالية محدثة بها حفراً عميقة"، بحسب ما اوضح الناطق. وذكرت القيادة العسكرية لمنطقة اربيل في "الديموقراطي الكردستاني" في تصريح لصحيفة "بيرايتي" الكردية ان السلطات العراقية عززت قواتها في المناطق الفاصلة. وقالت ان السلطات العراقية "استقدمت مجموعات من ميليشا فدائيي صدام الى مناطق التماس بين الاراضي التي تسيطر عليها القوات الحكومية وتلك الواقعة تحت سيطرة الحزب الديموقراطي لتعزيز الوحدات العسكرية المتمركزة في تلك المناطق". وقصفت الطائرات الاميركية أمس منطقة قريبة من مدينة كركوك. كذلك قصفت مطاردات قتالية من حاملة الطائرات الاميركية "تيودور روزفلت" ليل أول من أمس مواقع في شمال العراق دعماً لقوات التحالف الخاصة على الارض. وقال الناطق باسم حاملة الطائرات جون اوليفييرا الضابط المسؤول عن العلاقات العامة في الحاملة ان قطع مدفعية وتحصينات وتجمعات للقوات العراقية استهدفت خلال ست غارات شاركت فيها حوالى خمسين طائرة. وتمت هذه الغارات لدعم القوات الخاصة على الارض وجنود اللواء 173 في سلاح البر الاميركي الذين أُنزلوا بالمظلات ليل الاربعاء - الخميس على مدرج في شمال العراق. وتجوب حاملة الطائرات تيودور روزفلت مياه شرق البحر المتوسط. "انصار الاسلام" وفي ميلانو، اعلنت صحف ايطالية أمس ان اربعة رجال من الشرق الاوسط يشتبه في انهم على علاقة بمجموعة "انصار الاسلام" التي تتخذ من شمال العراق مركزا لها، اعتقلوا في ايطاليا. واكد مركز الشرطة ان تحقيقاً يجري الآن في هوياتهم وجنسياتهم. وكتبت صحيفتا "كورييري دي لا سيرا" و"لا ريبوبليكا" ان العملية جرت ليل أول من أمس بعد مراقبة استمرت عاماً للموقوفين الذين كانوا يستعدون لمغادرة ايطاليا. واضافت الصحيفتان ان الشرطة تمكنت على ما يبدو من رصد اتصالات هاتفية تحدث فيها المشبوهون الاربعة عن "خطة مهمة" مع اصوليين في "انصار الاسلام" في كردستان العراقية. ولم تتطابق المعلومات عن جنسيات الموقوفين اذ ذكرت "كورييري دي لا سيرا" انهم مصريان وكرديان بينما قالت وكالة الانباء الايطالية انسا انهم مصري وصومالي وعراقيان. وذكرت محطة "اي بي سي" التلفزيونية الاميركية أمس ان القوات الاميركية عثرت في معسكر لجماعة "انصار الاسلام" شمال شرقي العراق على وثائق حول انتاج مادة الريسين وهو سم قاتل واوقفت رجلا يشتبه في انه مرتبط بتنظيم "القاعدة". واوضحت المحطة التي تفقد أحد صحافييها المعسكر ان "الجنود عثروا ايضاً على وثائق عن كيفية تدمير ابنية مع رسوم تظهر السفارتين الاميركيتين اللتين هاجمهما تنظيم القاعدة عام 1998" في كينيا وتنزانيا. في المقابل لم يعثر العسكريون حتى الآن على اسلحة كيماوية او بيولوجية حسب المصدر ذاته. واضافت ان القوات الاميركية الخاصة عثرت ايضاً على دفاتر تضمنت اسماء وارقام هواتف ستقوم اجهزة الاستخبارات بالتدقيق فيها.