تراجع الانتاج العراقي الى 700 الف برميل يومياً بعد اعتدائين على خطوط النفط الجنوبية. ورفضت روسيا وسلطنة عُمان زيادة انتاجهما رداً على طلب منظمة"اوبك"من دول غير عضوة ضح مزيد من النفط لمواجهة ارتفاع الاسعار. اعلنت"اوبك"امس الاربعاء انها ستطلب من منتجين من خارج المنظمة رفع الانتاج لخفض أسعار النفط المرتفعة لكنها تلقت رداً سريعاً من روسيا وسلطنة عُمان اللتين أعلنتا أن ليس لديهما امكانية لزيادة الصادرات. وقال رئيس"اوبك"ووزير النفط الاندونيسي بورنومو يوسجيانتورو انه يعتزم أن يبعث برسائل الى روسيا وانغولا والمكسيك وسلطنة عُمان يطلب فيها أن تزيد من انتاجها بعدما توقفت صادرات العراق بسبب أعمال تخريب، واستقرت الاسعار فوق 35 دولاراً للبرميل على رغم زيادة انتاج"أوبك". واضاف بورونومو:"لدى هذه الدول طاقة انتاجية فائضة تمكنها من زيادة الانتاج". لكنه لم يذكر اي تفاصيل أو اطار زمني. ونقلت وكالة أنباء"انترفاكس"الروسية عن ثاني أكبر مسؤول في صناعة النفط قوله"ان روسيا ليس لديها طاقة انتاج غير مستغلة". وقال سيرجي اوجانسيان:"ليس لدينا صنبور يمكن فتحه وغلقه هكذا ببساطة. ننتج على قدر طاقتنا بالضبط". وروسيا أكبر دولة منتجة للنفط خارج"أوبك"ويُقدر انتاجها بما يقارب تسعة ملايين برميل يومياً. ويبلغ اجمالي انتاج روسيا وانغولا وعمانوالمكسيك 14.64 مليون برميل يومياً أو 18 في المئة من الامدادات الدولية. وقال وزير النفط العُماني محمد الرمحي في تصريحات لرويترز"نؤيد مبادرة أوبك لاشاعة الاستقرار في السوق وضخ مزيد من النفط اذا كانت السوق بحاجة الى ذلك الا أنه ليس لدينا طاقة فائضة نضيفها الى السوق". وتسعى عُمان جاهدة مع قدم حقولها لاستمرار الانتاج بمعدل 760 ألف برميل يومياً وهو ما يقل كثيراً عن الكمية التي كانت تضخها السلطنة قبل بضع سنوات وقدرها 900 ألف برميل يومياً. وفي نيسان ابريل قال مسؤول حكومي ان عُمان ستنفق 727 مليون دولار السنة الجارية لوقف تراجع الانتاج. واعلنت المكسيك بالفعل انها تعتزم زيادة صادرات الخام الى 1.95 مليون برميل يومياً من 1.88 مليون برميل بحلول النصف الثاني من السنة. وفي الثالث من حزيران يونيو وافقت"اوبك"على زيادة حصص الانتاج الرسمية بمقدار مليوني برميل من الاول من تموز يوليو وبواقع 500 الف برميل اخرى من آب اغسطس لوقف ارتفاع الاسعار اذ تجاوزت 42 دولاراً للبرميل لتسجل أعلى مستوياتها منذ 21 عاماً. وتراجعت الاسعار الا انها بدأت الارتفاع ثانية الاربعاء بعد تخريب خطي أنابيب رئيسيين في العراق لتتوقف صادرات الخام. وقفز الخام الاميركي الخفيف 29 سنتاً الى 37.48 دولار للبرميل. بعدما هاجم"متمردون"خطوط ضخ النفط في العراق. وكان العراق يُصدر بين 1.6 و1.7 مليون برميل يومياً معظمها عن طريق مرفأ البصرة في الجنوب. وأدت مخاوف من أن يهاجم المتشددون منشآت نفط في الشرق الاوسط الى ارتفاع أسعار الخام السنة الجارية. ولم يترك النمو الاقتصادي المزدهر والطلب القوي على النفط خصوصاً في الولاياتالمتحدة والصين اي مجال لعرقلة الامدادات من اي منتج رئيسي. وقال مصدر في صناعة النفط العراقية امس ان العراق يستهدف استئناف صادراته النفطية سريعاً بعد"هجومين تخريبيين"على خطي أنابيب يغذيان مرفأي البصرة وخور العمية في الجنوب. واضاف المصدر في تصريح لرويترز:"نأمل أن نتمكن قريبا من اصلاح الخط الاصغر وقطره 42 بوصة وبعدها نأمل أن نتمكن من استئناف التصدير بمعدل 700 ألف برميل يومياً تقريباً". وفي مواجهة نقص الامدادات العراقية قال مندوب بارز في"أوبك"ان المنظمة مستعدة للحفاظ على الامدادات في أسواق النفط اذا حدث"نقص حقيقي"نتيجة تعطل التصدير من العراق. واضاف:"أوبك مستعدة لإمداد السوق بكل ما تحتاجه اذا حدث نقص حقيقي من العراق أو من أي جهة أخرى". وأحجم عن التصريح بما اذا كانت المنظمة ستزيد انتاجها عما تضخه حالياً بالفعل. الضخ السعودي من جهة ثانية قالت مصادر صناعة النفط امس ان من المقرر أن تضخ السعودية انتاجاً جديداً لا يقل عن 250 الف برميل يومياً الشهر المقبل من مشروع توسعة استكمل قبل موعده. واضافت المصادر"ان جزءاً من هذه الكمية سيأتي من حقل القطيف قرب الدمام والباقي من حقل ابو صفا البحري". وقال مسؤول تنفيذي من شركة نفط غربية كبرى لرويترز"ابلغتنا ارامكو السعودية أن الانتاج من حقلي القطيف وابو صفا سيبدأ في النصف الثاني من تموز وهي تتوقع انتاجاً جديداً من الخام العربي الخفيف والمتوسط". وقال مصدر"ان الشركة العملاقة تتوقع أن يصل حجم الانتاج الجديد الى 250 الف برميل يومياً في منتصف تموز وأن يبلغ مشروع التوسعة طاقته القصوى عند 800 الف برميل في تشرين الاول اكتوبر. ورفعت السعودية بالفعل انتاجها الكلي من النفط الخام الى 9.1 مليون برميل يومياً في محاولة لتهدئة الاسعار. وكان مقرراً اصلاً ان يبدأ الانتاج من الحقلين في الربع الثالث من السنة وسينتج حقل القطيف نحو 500 الف برميل يومياً من الخام العربي الخفيف، بينما يضاعف ابو صفا انتاجه الذي يبلغ حالياً150 الف برميل يومياً. ويحل مشروع التوسع محل حقول نضبت أو لم تعد مجدية اقتصاديا ومن ثم ستظل طاقة الانتاج السعودية على المدى الطويل عند 10.5 مليون برميل يوميا دون تغيير.