توقعت أوبك في تقريرها الشهري المتعلق بأوضاع السوق الصادر نهاية الأسبوع الماضي حدوث زيادة في الطلب العالمي على النفط بواقع 2.02 مليون برميل يوميا في الربع الثالث من العام ليصل إلى 80.47 مليون برميل يوميا وتوقعت أن يزيد الطلب بمقدار 2.02 مليون برميل أخرى يوميا ليصل إلى 82.49 مليون برميل يوميا في الربع الأخير. وقالت أوبك إن انتاجها في مايو زاد 240 ألف برميل يوميا ليصل إلى 28.2 مليون برميل يوميا مع زيادة الامدادات من الأعضاء العشرة الملتزمين بنظام الحصص بواقع 640 ألف برميل يوميا لتبلغ 26.32 مليون برميل يوميا. وتدعو غير الأعضاء إلى زيادة الإنتاج وقال رئيس اوبك بورنومو سوجيانتورو ان المنظمة ستطلب من المنتجين خارج عضويتها زيادة الانتاج لمحاولة خفض الاسعار. وأعلن يوسجيانتورو الذي يشغل كذلك منصب وزير الطاقة في اندونيسيا، ان "اوبك ستبعث برسائل رسمية الى الدول غير الاعضاء في اوبك مثل المكسيك وانغولا وسلطنة عمان وروسيا تطلب منها زيادة انتاجها من النفط للحد من ارتفاع الاسعار".واضاف ان اوبك تعتقد انه لا يزال لدى الدول غير الاعضاء قدرات اضافية، مؤكدا انه سيتم بعث الرسائل في اسرع وقت ممكن الا انه لم يحدد تاريخا. وتساهم الدول غير الاعضاء في اوبك بنسبة حوالى 60% من انتاج النفط العالمي، ومن المستبعد ان تؤدي الدعوة لزيادة الامدادات اذ ان معظم الدول من خارج المنظمة تنتج قرب أقصى طاقة في محاولة لاستغلال الاسعار المرتفعة. وفي غضون ذلك قال وزير النفط العماني محمد الرمحي "نؤيد مبادرة اوبك لاشاعة الاستقرار في السوق وضخ مزيد من النفط اذا كانت السوق بحاجة لذلك ..الا أنه ليست لدينا طاقة فائضة نضيفها الى السوق". وتسعى عمان جاهدة مع قدم حقولها لاستمرار الانتاج بمعدل 760 ألف برميل يوميا وهو ما يقل كثيرا عن الكمية التي كانت تضخها السلطنة قبل بضع سنوات وقدرها 900 ألف برميل يوميا وفي ابريل قال مسؤول حكومي ان عمان ستنفق 727 مليون دولار هذا العام لوقف تراجع الانتاج. أما المكسيك فأعلنت بالفعل انها تعتزم زيادة صادرات الخام الى 1.95 مليون برميل يوميا من 1.88 مليون برميل بحلول النصف الثاني من العام الجاري. من جانبه قال شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم الجزائري إن منظمة أوبك ستشرع على الأرجح عندما تجتمع الشهر المقبل في تنفيذ المرحلة الثانية من زيادة متفق عليها في الانتاج رغم تراجع أسعار النفط في الآونة الأخيرة. وقال: اتخذنا القرار بالفعل لكننا سنجتمع مرة أخرى في يوليو وسنؤيد على الأرجح قرار الزيادة. وقال خليل: بلغت الأسعار 42 دولارا وهي الآن بين 36 و37 دولارا وهو ما يظهر مقدرة أوبك على التأثير على الأسواق العالمية. مبينا أن زيادة انتاج أوبك تبرره توقعات زيادة الطلب بقوة في الربعين الثالث والرابع من العام. و قال خليل: ان القرار الذي تم اتخاذه يوم 3 يونيو الجاري بالعاصمة اللبنانية بيروت من طرف منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبيك) برفع انتاجها ب 5ر2 مليون برميل يوميا يهدف الى ضمان استقرار سوق النفط التي عرفت انخفاضا في الاسعار من 42 دولارا الى 36ر39 دولار للبرميل الواحد وأوضح الوزير ان الاوبيك تريد ضمان استقرار السوق لانه ليس فى مصلحة البلدان المستهلكة ولا فى مصلحة المنتجين ان تكون الاسعار مختلة ومرتفعة. واضاف ان الجزائر تنتج حاليا نحو 3ر1 مليون برميل فى اليوم اى 50 بالمائة اكثر من حصتها و هدفها هو الحفاظ على الأسعار بين 22-28 دولارا للبرميل. وقال في هذا الصدد ان الجزائر لا تؤيد مراجعة هذا النطاق السعري للأسعارالذي يعتبر منطقيا مؤكدا اقتراح الجزائر إلغاء الحصص لفترة محددة. واضاف: لقد اقترحنا الغاء حصص انتاج البلدان الاعضاء لفترة محددة من اجل معرفة مستوى الانتاج وقدرة انتاج كل بلد معتبرا ان ذلك لا يشكل اى خطر على الاسعار من جانبه، قال عبد الله العطية وزير الطاقة والصناعة القطري ان بلاده تؤيد خطة اوبك لرفع سقف انتاجها الرسمي بكمية 2.5 مليون برميل يوميا رغم تراجع اسعار الخام الاميركي قائلا: نؤيد زيادة سقف الانتاج بشدة ونعتقد بأن هذه رسالة قوية للمستهلكين. وردا على سؤال حول ما اذا كانت ما زالت هناك حاجة لكامل الزيادة التي اتفقت عليها اوبيك والبالغة 2.5 مليون برميل يوميا قال العطية: نعم، اعتقد انه ما زالت هناك حاجة اليها. من جهة أخرى، قال مندوب بارز في منظمة اوبك ان المنظمة مستعدة للحفاظ على الامدادات في أسواق النفط اذا حدث "نقص حقيقي" نتيجة تعطل التصدير من العراق. وقال: اوبك مستعدة لإمداد السوق بكل ما تحتاجه اذا حدث نقص حقيقي من العراق أو من أي جهة أخرى، وأحجم عن التصريح بما اذا كانت المنظمة ستزيد انتاجها عما تضخه حاليا بالفعل. وانخفضت اسعار النفط في الاسواق العالمية في نيويورك حيث طغت الزيادة المقررة في انتاج اوبك من النفط على المخاوف من الهجوم التخريبي على خط نفط عراقي مهم. وتوقفت صادرات النفط العراقية التي تزيد على 1.6 مليون برميل يوميا بعد هجومين تخريبيين الاسبوع الماضي على خطي أنابيب رئيسيين يغذيان مرفأي البصرة وخور العماية بجنوب العراق. محمد الرمحي شكيب خليل