هدد ناشطو كتائب "شهداء الاقصى" بالانسحاب في حركة "فتح" متهمين قادتها بإهمالهم وعدم رعايتهم. واتهم قادة سياسيون وعسكريون في "فتح" الصف الاول في القيادة، بما في ذلك اللجنة المركزية والمجلس الثوري، ب "تهميش وتجويع واهمال" كوادر الحركة و"التخلي عنهم" ليس فقط في الذراع العسكري "كتائب شهداء الاقصى" ولكن أيضاً في القواعد التنظيمية وفي السجون الاسرائيلية. وجاءت هذه الاتهامات فيما اتفقت القوى والفصائل الوطنية والاسلامية الفلسطينية مع رئيس الوزراء احمد قريع "ابو علاء" على المشاركة في المسؤولية السياسية والامنية، وغيرها من المسؤوليات في اعقاب انسحاب اسرائيلي كامل من قطاع غزة، استناداً الى خطة رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون المعلنة، التي ستنفذ حتى نهاية العام المقبل. راجع ص 5 و6 وقال احد أبرز قادة "كتائب الاقصى" نايف ابو شرخ ل "الحياة": "ندرس بجدية الانسحاب من حركة فتح وليس الانشقاق عنها. لم يعد هناك اي رابط بعد ان تفشت سياسة التهميش والاهمال والتجاهل ليس بحقنا فقط وانما ايضاً بحق الشهداء والاسرى والجرحى". واوضح ابو شرخ ان "قيادات "فتح" تخلت عن مسؤولياتها الاجتماعية والتنظيمية والحركية والمادية عن كوادرها". وزاد: "ناشدنا عبر رسائل شفوية وخطية ومن خلال لقاءات ووضعنا اعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري والرئيس ياسر عرفات في صورة الوضع المأسوي الذي نعيشه ولكن لم يرد علينا احد". ونفى ابو شرخ وجود "مفاوضات" بين اعضاء "كتائب شهداء الاقصى" والسلطة الفلسطينية، وقال: "نحن جزء اصيل من حركة "فتح" ونحن الذين رفعنا رصيدها وشعبيتها بعد ان وصلت الى الحضيض في سنوات ما بعد اوسلو. والجميع تخلى عنا". وعزا ابو شرخ تردي الاوضاع التنظيمية للحركة الى هجرة الكادر الاساسي في التنظيم الى الاجهزة الامنية والوزارات مع قدوم السلطة بعد التوقيع على اتفاقات اوسلو و"طوال عشر سنوات تم وضع الاشخاص غير المناسبين في مواقع قيادية فأهملوا التنظيم ولم يأبهوا بالتشكيلات الحركية ولا القواعد التنظيمية". وحمل ابو شرخ "قيادات الصف الاول" في الحركة مسؤولية ما يجري. وأكد عدد من الناشطين الفلسطينيين في "فتح"، خصوصاً الذين تطاردهم سلطات الاحتلال الاسرائيلي، يعيشون في الجبال والكهوف وغيرها من الاماكن الخطرة، انهم "لا يملكون ثمن علبة سجائر او شريحة هاتف للاتصال بعائلاتهم ولا حتى فنجان قهوة بينما يقوم ابناء الطبقة المنتفعة بتجديد سياراتهم وتعيين مرافقين لهم". وكشف عضو اللجنة الحركية العليا لتنظيم "فتح" عبد الرحمن الشوملي ل "الحياة" ان عدداً كبيراً من كوادر التنظيم بمن فيهم الموظفون في وزارات السلطة والاجهزة الامنية الفلسطينية لم يتسلموا "ولا قرش واحد للشهر الثالث على التوالي". واضاف: "الشباب اصيبوا بالبرص والجرب وامراض جلدية خطيرة بسبب الاوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشونها. ما يجري ينطبق عليه القول "تموت الاُسد في الغابات جوعى ولحم الضأن تأكله الكلاب". واضاف ان قيادات حركة "فتح" تخلت عن مسؤولياتها التنظيمية والسياسية والمالية ازاء كوادرها، وما كان يمكن تحصيله منها في السابق كان بالكاد يسد الرمق للمطاردين انفسهم من دون الالتفات الى عائلاتهم التي اجبرت على الرحيل عنهم بسبب ملاحقة قوات الاحتلال لهم". واتهم الشوملي هذه القيادات ب "استخدام شباب الكتائب كورقة سياسية وليس كأبناء التنظيم. هؤلاء يطالبون بحقوقهم التنظيمية والسياسية بينما يسعى وزراء واعضاء كبار في الحركة الى تجزئتها وتفتيتها لمصالحهم الشخصية". واضاف: "هناك تخل من القيادة عن كوادر الحركة فهي لم ترفع عنهم الظلم ولم تعطهم حقوقهم التي يستحقونها". واكد ان القاعدة التنظيمية ل "فتح" تدرس بجدية القيام ب "انسحاب جماعي من الحركة بعدما أسقطت عنها حتى التبني السياسي والمعنوي. انهم يرفضون حتى الاجتماع بالمقاتلين والناشطين خوفاً من أن يعتقلهم الاسرائيليون". واعتبر الشوملي ان اعتقال امين سر اللجنة الحركية لتنظيم "فتح" في الضفة الغربية "ترك فراغاً كبيراً ملأه المنتفعون والفاسدون الذين لا تعنيهم "فتح". وقال ان نحو 1000 من كوادر الحركة الاكثر نشاطاً ضد الاحتلال الاسرائيلي "يعانون بين مطرقة الاهمال والتخلي وسندان القتل والملاحقة الاسرائيلي".