غزة - رويترز - دعا محمد دحلان المسؤول البارز في حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس الى اجراء انتخابات عامة داخل الحركة بهدف تطوير ادائها واعطاء فرصة للقيادات الشابة للمشاركة في عملية صنع القرار. وقال دحلان في مقابلة مع "رويترز" ان "فتح" تعيش ازمة حقيقية تتمثل في آلية اتخاذ القرار اذ لا يتم اشراك القاعدة الشابة "التي تقدم دمها كل يوم خدمة لفلسطين" في عملية صنع القرار. وقال: "أصبحت فتح قيادة بلا قاعدة، وقاعدة بلا قيادة وأصبح الكادر التنظيمي لا يشعر بأن اللجنة المركزية تتصرف بمسؤولية وتتحمل تبعات ارتباط حقيقي مع القاعدة". وأشار دحلان المسؤول الامني البارز السابق الى ان الازمة التي تعانيها "فتح" ناتجة عن الاحتلال الاسرائيلي الكامل للضفة الغربية الذي أفقد أعضاء الحركة حرية الاتصال والاجتماع والتنسيق، وأيضاً لأن اللجنة المركزية لا تمارس عملها بشكل جدي داخل حركة "فتح". ومضى يقول: "لذلك اصبحت هناك قيادات ميدانية فتحاوية لا يستطيع أحد ان يتهمها بأنها غير وطنية أو غير مسؤولة ولكن في الوقت نفسه لا تشعر هذه القيادات الميدانية بإلزام من اللجنة المركزية لاعتبارات كثيرة". واضاف ان هذا يرجع الى ان الكادر التنظيمي لم يشعر خلال العامين الماضيين من الانتفاضة "ببصمات جدية من اللجنة المركزية او مسؤولية على الكادر الميداني وفي الوقت نفسه لا يشارك في القرارات". وقال دحلان انه منذ انتخاب اللجنة المركزية عام 1989 لم يجر نقاش جدي داخل "فتح" وانه لا يجوز ان يترك تنظيم بهذا الحجم "الأمور على عواهنها من دون وضع ضوابط فعلية وبمشاركة فعلية من الكادر بين القمة والقاعدة في الية اتخاذ القرار". وقال دحلان وهو عضو في المجلس الثوري ل"فتح": "انني اعتقد بأن الحل لتطوير اداء حركة فتح هو بعقد المؤتمر الحركي السادس، لأنه لا يجوز ان تمر 13 عاماً على حركة عملاقة، لها ارث قتالي ونضالي مجيد، تترك بلا مؤتمر وبلا مراجعة وبلا رؤية واضحة وجدية للقضايا كافة". وفي ما يتعلق بالتصريحات المتناقضة التي تلت تفجيرين داخل اسرائيل اول من امس أسفرا عن مقتل 32 شخصاً أعلنت المسؤولية عنهما كتائب شهداء الأقصى المرتبطة بحركة "فتح"، لكن المكتب السياسي للحركة نفى في وقت لاحق المسؤولية عنهما، قال دحلان: "هذا حدث معيب داخل التنظيم نفسه ولا يجب ان يحدث"، مضيفاً ان هذا لا يعني انه يؤيد ما حدث. وأكد انه لم يصدر بعد اعلان رسمي أكيد من جانب "فتح" أو غيرها من الفصائل الفلسطينية. وأضاف انه بغض النظر عن الجهة التي نفذت الهجوم "فإن الهجوم قد صب في خدمة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون خصوصا قبل الانتخابات في اسرائيل". وأعرب دحلان عن قلقه من ان تؤدي أعمال اسماها بالاجتهادات الى القضاء على الحوار الفلسطيني - الفلسطيني الذي يجري في القاهرة برعاية مصرية. وقال دحلان ان اسرائيل تواصل محاولاتها الميدانية لافشال الحوار "بمواصلة عدوانها وقتلها وتدميرها للبيوت واستدراجها الفلسطينيين للاتيان برد فعل عاطفي بشكل مبرر لاستمرار جرائمها". واضاف ان الحوار الفلسطيني مهم خصوصا وانه يجري في مصر التي تشكل دوما الجانب الداعم للفلسطينيين داعيا الفصائل الفلسطينية الى تحكيم العقل وليس العاطفة. واضاف: "ان الظروف السياسية تحتم على الجميع التنازل في ما بينهم عن المواقف المعلنة سابقاً من أجل صياغة برنامج وطني يمثل اجماع الشعب الفلسطيني وصموده وتوفير كل مقومات الوحدة والصمود أمام شارون والجيش الإسرائيلي اللذين لا يفكران إلا في كيفية اقتلاع الشعب الفلسطيني وقمعه".