القدس المحتلة - أ ف ب - يرى محللون اسرائيليون وفلسطينيون ان رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات لم يعد قادرا على السيطرة على كتائب شهداء الاقصى، مجموعة الخلايا المرتبطة بحركة "فتح"، التي اعلنت احداها مسؤوليتها عن عمليتي التفجير في تل ابيب الاحد. ووضعت عمليتا التفجير اللتان تبنتها كتائب شهداء الاقصى الزعيم الفلسطيني في موقف صعب بينما تحاول حركته التفاوض مع بقية المجموعات الفلسطينية حول وقف الهجمات ضد اسرائيل. وأعلن نائب حركة "فتح" في المجلس التشريعي الفلسطيني قدورة فارس لوكالة "فرانس برس" ان "كتائب شهداء الاقصى منقسمة الى مجموعات صغيرة تنشط في الضفة الغربية وغزة من دون قيادة وخط تحرك او اتصال مشترك". واضاف هذا العضو في الحرس الجديد للحركة الذي يظهر أكثر فأكثر معارضته لياسر عرفات ان حركة "فتح" مسؤولة جزئيا عن هذا الوضع لانها لم تنجح في إعداد "استراتيجية واضحة" منذ بدء الانتفاضة في نهاية ايلول سبتمبر 2000. وقال ان حركة "فتح تحتاج لضخ دم جديد فيها ولاعادة تنظيم. وعندها فقط سنتمكن من وضع خط تحرك سياسي". واضاف: "سنتمكن عندئذ من ان نطالب كتائب شهداء الاقصى بتقديم الحساب". وكتائب شهداء الاقصى التي تأسست مع بداية الانتفاضة، تبنت سلسلة من الهجمات والعمليات الانتحارية الدامية في اسرائيل وفي الاراضي الفلسطينية المحتلة. وباستثناء هدنة قصيرة في تشرين الاول اكتوبر 2001 انتهت مع اغتيال الجيش الاسرائيلي احد قادتها، صمت كتائب شهداء الاقصى اذنيها حيال الدعوات الى وقف اطلاق النار التي وجهها عرفات. واختارت القيادة الفلسطينية مجددا ان تنأى بنفسها عن كتائب شهداء الاقصى بعد العملية الانتحارية مساء الاحد في تل ابيب التي اوقعت 22 قتيلا اضافة الى منفذيها الاثنين، محذرة من انها "عازمة على التصدي بكل حزم لمنفذي هذه العملية ومدبريها ومن يقف وراءها". ودانت حركة "فتح" اول من امس العملية الانتحارية. وقالت في بيان نشرتة وكالة الانباء الفلسطينية وفا ان "حركة فتح تدين هذا العمل لتؤيد بيان السلطة الوطنية وتحذر اولئك الذين يستغلون اسم الحركة وقد اعذر من انذر". اما النائب الفلسطيني المستقل زياد ابو عمرو فيرى ان كتائب الشهداء الاقصى تتحرك "بمبادرة ذاتية من دون استراتيجية واضحة". وقال ان الهجوم "الغبي وغير المجدي" الذي شنته كتائب شهداء الاقصى في تشرين الثاني نوفمبر ضد كيبوتز "ميتسر" في اسرائيل خمسة قتلى يظهر جيدا ان هذه المجموعة لا تملك استراتيجية محددة ضد الاحتلال الاسرائيلي، موضحا ان ابناء هذه القرية يؤيدون القضية الفلسطينية. وقال ابو عمرو ان "عرفات لا يسيطر على الوضع لكنه لن يقر به لان ذلك يساوي الاقرار بانه زعيم ضعيف". ورأى ان اسرائيل مدركة لهذا الوضع لكنها "تواصل تحميله مسؤولية الاعتداءات بهدف تشويه صورته كرمز للقضية الفلسطينية". وعقب المحلل الاسرائيلي افرائيم انبار على ذلك قائلا "اشك في سيطرة عرفات على الوضع. لقد انتهى". ورأى ان اعادة الجيش الاسرائيلي احتلال كل الضفة الغربية تقريبا تشكل احد اسباب الانفجار وفقدان الاتصالات بين مختلف خلايا كتائب شهداء الاقصى. ونقلت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية عن يوسي كوبرووسر مدير ابحاث الاستخبارات العسكرية قوله ان انصار الخط المتشدد والمعتدلين يتواجهون اليوم داخل حركة "فتح" حول مسألة الهجمات الانتحارية. وكتبت الصحيفة نقلا عن الجيش ان "فتح تنشط اليوم بواسطة عصابات مسلحة لم تعد تطيع قيادة مركزية ولم تعد تتلقى توجيهاتها مباشرة من السلطة الفلسطينية".