كشفت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان مشادة كلامية عنيفة جداً وقعت بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وعضو اللجنة الحركية العليا لحركة "فتح" حاتم عبد القادر خلال اجتماع طارئ دعا اليه عرفات لمناقشة عملية الخضيرة الفاشلة التي وقعت اول من امس واعلن الذراع العسكري للحركة مسؤوليته عنها. وأكدت المصادر ان المشادة اندلعت في خضم نقاش بدأ بعد منتصف ليل الاحد - الاثنين وانتهى مع ساعات الفجر الاولى شارك فيه نحو 15 من اعضاء اللجنة الحركية العليا والمجلس الثوري واللجنة المركزية التابعة لحركة "فتح" تناول الضغوط الهائلة التي تتعرض لها السلطة الفلسطينية من جانب الاميركيين والاسرائيليين بشأن العمليات التي تنفذها "كتائب شهداء الاقصى" داخل الخط الاخضر، الامر الذي يعتبر تجاوزاً لقواعد العمل النضالي في حركة "فتح" والذي يركز مقاومته داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. واعتبر عبد القادر ان "جنوح" بعض الحلقات التنظيمية في "فتح" من مسؤولية اللجنة المركزية، وأن على هذا الجسم الذي يشكل همزة الوصل بين قمة الهرم والقاعدة في التنظيم أن يتعامل مع كوادر الحركة، مشيراً الى عدم وجود "اتصال" بين اللجنة المركزية و"كتائب الاقصى" و"عليه فإن اللجنة المركزية لا تملك صلاحية حل الكتائب". ونقلت المصادر عن عبد القادر قوله انه "لا يعقل ان تكون للتنظيمات الفلسطينية كافة أذرع عسكرية، ما عدا "فتح"، ولا نستطيع ان نخلع اسناننا بأيدينا وفي الوقت نفسه يجب ان نعمل على فتح قنوات حوار مع هؤلاء الكوادر لتسييسهم وابقائهم تحت السيطرة السياسية لحركة فتح وان نتعامل معهم بمقدار كبير من المسؤولية ونحفظ لهم كرامتهم". وتابع: "يجب ان نتعامل معهم من خلال احتضانهم وليس احراجهم ولا يجب حلها فنحن لسنا حزباً سياسياً بل حركة مقاومة ولم تنته الظروف التي انشأت هذه الكتائب التي خرجت من رحم المعاناة". وعندما توجه عبد القادر بالحديث الى الرئيس عرفات بالقول "ان هؤلاء ابناؤك واللجنة المركزية تتحمل مسؤولية اي اخطاء يرتكبونها"، ضرب عرفات بكلتا يديه على الطاولة وصرخ بوجه عبد القادر بعبارات قاسية واعلن ان الاجتماع "انتهى" وغادر القاعة صافقاًً الباب بقوة وراءه". وتقرر ان يعقد ليل الاثنين - الثلثاء اجتماع آخر لمناقشة الموضوع ذاته. وكان عدد من اعضاء المجلس الثوري لحركة "فتح" عقد اجتماعاً قبل نحو اسبوعين ناقشوا خلاله مصير "كتائب الاقصى" الا ان اي قرار لم يصدر عن الاجتماع غير الرسمي الذي لم يكتمل نصابه القانوني. وقال احد المشاركين في الاجتماع: "لا نريد ان تنجر كتائب الاقصى بعيداً عن القرار الفتحاوي"، موضحاً ان العمليات العسكرية الموجهة ضد الاحتلال وقواته ومستوطنيه في الاراضي المحتلة تلقى تأييداً عالمياً ولا تجلب انتقادات على المستوى العالمي. وكانت "كتائب شهداء الاقصى" اعلنت ان الشابين اللذين استشهدا وهما في طريقهما لتنفيذ عملية داخل الخط الاخضر اول من امس هما محمد عبد الحميد حموضة 18 عاماً وعبد الجبار خالد 22 عاما من قرية جيوس فرب طولكرم. واكدت "كتائب الاقصى" في بيان ان العملية استهدفت قاعدة عسكرية للجيش الاسرائيلي وتعهدت مواصلة النضال حتى طرد المحتلين من الارض الفلسطينية.