حوادث دارفور في مجملها استمرار لما جاء في نشرتي "قريش واحد" و"قريش اثنين" وجاء فيهما ما يشير الى العمل على انشاء حال من عدم الاستقرار، وإثارة القلاقل، والقيام بالاغتيالات. وثبت ان رأس الرمح في هذا الجريمة، والمخطط، هو م. ه. واللواء ص من قيادات الجنجويد. وبعض مسؤولي شمال دارفور. ففي 7/3/2004 قامت مجموعات من الجنجويد، يرتدون الملابس العسكرية، ومعهم من قيادات الأمن من الخرطوم، وبعض من أمن الجنجويد في منطقة وادي صالح، بزيارة معسكر منطقة دليج التي تقع شرق محافظة قارسيلا، وقاموا بخداع المواطنين البالغ عددهم 168 مواطناً من قبيلة الفور، بحجة ترحيل المعسكر الى مكان جديد فيه الماء والفاكهة. فما كان من المواطنين الا السمع والطاعة، والقيام بمساعدتهم لتجهيز معسكر جديد. وركبوا في سيارات الامن، واتجهت السيارات الى جبل بيلا وجبال بيجا، حيث قام رجال الأمن باعدامهم جميعاً. وفي منطقة دارفور مقابر جماعية. وفي منطقة بيجا الجبلية، على طريق قارسيلا زالنجي، دفن جنود المناضل بولاد احياء. وبعض المواطنين رفضوا الانصياع لأوامر الأمن الذين قاموا باعتقالهم. وبهذا تكون كارثة وادي صالح كارثة جديدة تضاف الى سلسلة جرائم الابادة في اقليم دارفور، علماً بأن من القتلى ثلاثة قياديين من الادارة الاهلية، وهم: العمدة يحيى احمد زروق، عمدة مكجر، والعمدة قنطور، عمدة ارتاله، والشيخ اسماعيل عبدالعزيز، شيخ قارسيلا. وفي جريمة اخرى خطط له النظام وجنجويده، يوم الخميس 29/4/2004، قامت اجهزة الأمن باغتيال الملك علي عبدالرحمن محمدين من قبيلة الزغاوة، البالغ 70 عاماً، بعد ان رفض اغراءات النظام والتعاون على التطهير العرقي العنصري. وكان وراء هذه الجريمة قيادات الجنجويد. والاغتيالات الاخيرة، في وسط الادارات الاهلية، لن تخيف احداً. وهي دليل تذبذب النظام واضطراب مواقفه في أبشي ونيفاشا. وبعض الاصوات العنصرية داخل المؤتمر الوطني بدأت تطلق صرخاتها الانفصالية. وظهر في الأفق ادراك عام، واهتمام خاص بقضية دارفور عالمياً. ولربما جاء حلها على نفس آلية نيفاشا. وخاف النظام من خروج قضية دارفور من اطارها المحلي الى الاطار العالمي فوضع خطة للضغط على قادة الحركات المسلحة للتراجع، او إلصاق تهم الاغتيالات بهم، ليكون الصراع دارفورياً - دارفورياً. القاهرة - حسن آدم كوبر عضو التحالف الفيديرالي الديموقراطي السوداني [email protected]