رفض وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري تقديم اليمن خطة جديدة عن العراق، خلال القمة العربية المقررة في تونس هذا الشهر، متمسكاً بما قرره وزراء الخارجية العرب. وأعلن في مؤتمر صحافي تلقي العراق دعوة رسمية للمشاركة في القمة يومي 22 و23 أيار مايو، وقال:"هناك معلومات عن اتصالات يجريها اليمن مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، لطرح أفكار جديدة"في شأن العراق. وأضاف:"اننا متمسكون بما اتفق عليه بالاجماع في الاجتماعات السابقة لوزراء الخارجية العرب". وكان مصدر رسمي يمني كشف في 25 آذار مارس الماضي، عزم الرئيس علي عبدالله صالح على تقديم"خريطة طريق"لحل الأزمة العراقية الى القمة العربية. وتشمل المبادرة اليمنية اقتراحات أبرزها تشكيل لجنة ثلاثية من الأممالمتحدة والجامعة وقوات"التحالف"مع ممثل لمجلس الحكم لوضع الخريطة. وتضمن الخطة"وحدة الأراضي العراقية ومنع أي نزاعات انفصالية، وانسحاب كل القوى الأجنبية من الأراضي العراقية وانهاء الاحتلال". كما تشمل"وضع خطة أمنية لإعادة الاستقرار إلى العراق، بمساعدة قوات دولية تحت اشراف الأممالمتحدة، على أن يسبق هذه الخطوة سحب قوات الاحتلال إلى معسكرات خارج المدن العراقية، مع وصول القوات الدولية". وتدعو الاقتراحات اليمنية الى"تشكيل لجنة وطنية تمثل كل الطوائف والأعراق لصوغ الدستور العراقي تحت اشراف اللجنة الثلاثية، وإجراء انتخابات عامة خلال سنة". وكانت مسودة البيان الختامي التي اعدت قبل تأجيل القمة في آذار، نصت على التمسك ب"وحدة أراضي العراق واحترام سيادته واستقلاله"، و"حق شعبه في تقرير مستقبله بنفسه"، مرحبة بدور"مركزي"للأمم المتحدة. وأكدت"الالتزام بمبدأ عدم التدخل في شؤون العراق"، داعية الدول العربية، خصوصاً الدول المجاورة للعراق، إلى مساعدته في مواجهة"محاولات غرس الفتنة الطائفية". الى ذلك، أكد زيباري ان بقاء قوات"التحالف"في العراق بعد موعد انتقال السلطة في 30 حزيران يونيو لا يعني"انتقاصاً من السيادة". وقال:"بقاء قوات أميركية بعد نقل السلطة لا يعني الانتقاص من السيادة، فهو سيكون بناء على تفاهم مع الحكومة الجديدة حول مستقبل هذا الوجود وتنظيمه". وشدد على"حاجة عراقية الى بقاء قوات التحالف كي تتمكن القوات الأمنية العراقية من الامساك بالأمور". وعما يتردد عن خلاف بين مجلس الحكم الانتقالي ومستشار الأمين العام للأمم المتحدة الأخضر الابراهيمي، حول سبل تسلم العراقيين السلطة، قال زيباري ان المنظمة الدولية"لن تنفرد بالقرار، فدورها المساعدة والتشاور". وزاد:"سيأتي الابراهيمي قريباً للتوصل الى صيغة نهائية، عبر مشاورات مع مجلس الحكم وسلطة الائتلاف وفاعليات وشخصيات دينية". وأشار الى"الضرورة القصوى لانهاء الاحتلال قانونياً وضمان عودة السيادة بصدور قرار جديد لمجلس الأمن يلغي القرارين 1483 و1511 اللذين شرّعا الاحتلال". وسئل عن الخلافات بين اعضاء مجلس الحكم التي تزخر الصحف العراقية بها فاكتفى بالقول:"بالتأكيد هناك خلافات، فالوضع صعب ومعقد. الخلافات طبيعية ونحاول التقليل منها، لأن الهدف واحد وهو ان نجتاز هذه المرحلة بسلام". ودان زيباري بشدة تعذيب المعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب على أيدي القوات الاميركية، مطالباً بفتح تحقيق و"محاسبة"المسؤولين عن الانتهاكات.