قال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ان قمة تونس "ستكون قمة انتقالية من عدم الفاعلية الى الفاعلية والجدية والمصداقية" في العمل العربي المشترك. واضاف الامير سعود، في تصريحات عقب لقائه امس الرئيس زين العابدين بن علي سلمه خلاله رسالة من العاهل السعودي الملك فهد بن عبدالعزيز، انه "في هذه الفترة العصيبة والحرجة في العالم العربي تتجه الانظار الى القمة العربية" التي وصفها بأنها "محورية ومهمة". وأكد الوزير السعودي اف ب الذي سيترأس وفد بلاده الى القمة ان "الجميع سيبذلون الجهد للوقوف مع تونس في هذه الفترة الحرجة التي يمر بها العالم العربي بما يؤثر بشكل حازم وحاسم على القضايا العربية العالقة سواء في فلسطين او العراق وغيرها من المجالات التي تشغل الدول العربية". وتستعد تونس بهدوء لاستضافة القمة العربية، يومي السبت والاحد المقبلين، فيما سادت مختلف العواصم العربية تساؤلات أمس عن احتمالات انعقادها ومستوى حضورها. وأحجمت مصادر رسمية تونسية عن التعليق على انباء عن عدم مشاركة نحو سبعة زعماء عرب، لكنها أكدت أن القمة ستعقد في موعدها طالما ظل عدد الزعماء الحاضرين يفوق عدد الغائبين عنها. وأفادت مصادر عربية أن الدولة المضيفة أبلغت بغياب سبعة زعماء تأكد أنهم سيوفدون من يمثلهم في القمة لأسباب مختلفة وهذه الدول هي: السعودية واليمن والبحرين والإمارات والكويت وفلسطين وعمان. وأكدت المصادر أن الرئيس المصري حسني مبارك سيحضر القمة وأن القاهرة أبلغت الدولة المضيفة والأمانة العامة للجامعة العربية أن مبارك سيشارك في اليوم الأول على الأقل في القمة، ثم يعود للقاهرة ليستعد لمغادرتها يوم الثلثاء المقبل في جولة تشمل رومانيا وروسيا. وكانت تونس ارجأت القمة التي كان مقرراً أن تعقد نهاية آذار مارس الماضي لأسباب عدة كان أهمها عدم مشاركة عدد كبير من الزعماء العرب، وطلب وزير خارجية تونس الحبيب بن يحيى من نظرائه العرب في اجتماعات المجلس الوزاري العربي في القاهرة أخيراً تأمين مستوى عال من التمثيل العربي في القمة المقبلة. وثارت تساؤلات أمس عن مدى تأثير غياب هذا العدد من الزعماء في حظوظ القمة التي لا يزال البعض يشكك في إمكان عقدها على رغم تأكيد المصادر العربية في تونس أنها ستلتئم في موعدها وجدية الجانب التونسي هذه المرة في عقدها. وكان الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى أكد الأحد الماضي أن نحو 15 زعيماً عربياً سيشاركون في القمة وأن الباقين سيمثلون بمستوى أقل لكنه اعتبر ذلك "تمثيلاً جيداً" ولا يؤثر في مسار القمة. وبدأ موظفون في الجامعة العربية امس مع مسؤولين تونسيين وضع ترتيبات الإعداد للقمة وتجهيز جدول اعمالها واجراءات استقبال الزعماء والوفود. ورأت المصادر العربية في تونس ان بقاء عدد الزعماء الغائبين عند الرقم 7 يضمن عقد القمة من دون حساسيات، معتبرة أن تخطي عدد الدول الممثلة بمستوى أقل من زعيم الدولة الرقم عشرة قد يضع القمة في مأزق قبل أن تعقد. ويلمس الزائر ان تونس هذه المرة تستقبل القمة بشيئ من الفتور. وعلى عكس ما جرى في آذار قبل "القمة المؤجلة" غاب الصخب والمظاهر الاحتفالية، وحتى أمس لم ترد في الصحف التونسية كلمة واحدة عن القمة التي ستستضيفها تونس، ولم يصدر تعليق على أنباء غياب زعماء بارزين عن الحضور. ويبدو أن اللامبالاة تعكس "برغماتية" فالمهم أن يمر الحدث وأن تعقد القمة بمن يحضر وأن يقر الزعماء ما اتفق عليه وزراء خارجيتهم أخيراً في القاهرة، خصوصاً أن الاجتماعات الماراثونية للوزراء انتهت إلى توافق على وثيقتين رئيسيتين هما: "وثيقة عهد وفاق وتضامن بين الزعماء العرب" و"المشروع العربي للإصلاح"، ويبقى ان ينجز الوزراء البيان الختامي للقمة وإعلان تونس خلال اجتماعات تبدأ غداً في تونس. وترافق الفتور العام على مستوى الشارع التونسي مع تململ من الحواجز الحديدية التي بدأت السلطات بوضعها بالقرب من الفنادق التي ستقيم فيها الوفود وقصر المؤتمرات حيث ستعقد القمة، كما أن تغيير مسارات بعض الشوارع ومنع السير في بعضها الآخر ربما أضاف إلى التونسيين أسباباً للرغبة في طي صفحة القمة والتخلص منها بسرعة.