أجرى عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة محادثات في الرياض مع القادة السعوديين خلال زيارة عمل سريعة الى الرياض أمس، ركزت على الجهود المبذولة لعقد القمة العربية المؤجلة التي اتفق على عقدها في تونس يوم 22 أيار مايو المقبل. وتسلم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رسالة من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي تتضمن دعوة لحضور القمة. وكان الملك فهد بن عبد العزيز استقبل العاهل البحريني بعد ظهر أمس في قصر اليمامة في الرياض، وعقدت بعد ذلك جلسة محادثات بين ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز والملك حمد بن عيسى بحضور الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس الوزراء وزير الدفاع والطيران والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية والشيخ محمد بن مبارك آل خليفة من الجانب البحريني. وأعلن العاهل البحريني لدى وصوله الى الرياض أن زيارته للسعودية "تأتي من قناعتنا الراسخة بأن استمرار التشاور والتنسيق مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية يمثل استراتيجية ثابتة لمملكة البحرين". وأكد أن "الأحداث المتلاحقة تتطلب وقفة عربية فعاله وموقفاً عربياً مسؤولاً حيال القضيتين العادلتين للشعبين الفلسطيني والعراقي وخصوصا في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إهدار لحقوقه المشروعة وتصفية لقياداته وأبنائه وما يعانيه الشعب العراقي من محنة تهدد استقلاله وأمنه واستقراره ووحدته". وعلمت" الحياة" أن عاهل البحرين بحث مع قادة المملكة في مسألة حضوره قمة تونس لتسليم رئاسة القمة الى الرئيس زين العابدين بن علي. ويلاحظ أن زيارة الملك حمد للرياض جاءت بعد يوم من استقباله وزير الخارجية التونسي الحبيب بن يحي الذي سلمه دعوة من بن علي لحضور القمة. وسلم الوزير التونسي دعوة مماثلة أمس الى العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز وعقد محادثات مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل تناولت الاتصالات العربية الجارية للتحضير للقمة. وفي القاهرة، أفاد مصدر ديبلوماسي عربي في القاهرة أمس، ان تونس اقترحت عقد قمة عربية في 22 و23 أيار مايو المقبل في العاصمة التونسية. ونقل الاقتراح التونسي السبت الى اعضاء الجامعة العربية، وأفاد المصدر أن "القرار النهائي سيتخذ بالتشاور مع اعضاء" المنظمة العربية. وستعقد القمة المرتقبة بدلاً عن القمة التي كان يفترض عقدها في العاصمة التونسية في 29 و30 آذار مارس وارجأتها الدولة المضيفة الى اجل غير مسمى بسبب "خلافات عميقة" في شأن مسألة الاصلاحات الديموقراطية في الشرق الاوسط كما اعلنت السلطات التونسية. وسيسبق القمة اجتماع لوزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية في القاهرة في الاسبوع الثاني من ايار المقبل. واضاف المصدر الديبلوماسي ان الدعوات الرسمية الى القمة ستوجه الى الدول العربية بعد زيارة وزير الخارجية التونسي الحبيب بن يحيى الى القاهرة الاربعاء والخميس المقبلين. وفي المنامة، أبدى الحبيب بن يحيى تفاؤله بنجاح المشاورات العربية في التوصل إلى أرضية مشتركة تسمح بانعقاد القمة الشهر المقبل، مشيرا إلى ان اجتماع وزراء الخارجية سيعقد قريبا بمقر الجامعة العربية في القاهرة لدرس المواضيع التي ستطرح على القادة العرب. وقال بن يحيى لدى مغادرته المنامة أمس، ان المشاورات جارية لتحديد موعد انعقاد القمة، معرباً عن أمله في أن تخرج القمة بقرارات إيجابية تتناسب مع طبيعة المرحلة وما تواجهه من تحديات، خصوصاً بالنسبة للقضيتين الفلسطينية والعراقية. في غضون ذلك أبلغ وزير الدولة للشؤون الخارجية البحريني الدكتور محمد عبدالغفار "الحياة" ان اجتماع وزراء الخارجية في القاهرة سيكون مكملاً للاجتماع التحضيري الذي توقفت أعماله بعد تأجيل قمة تونس في آذار مارس الماضي. وتوقع أن يشمل جدول الأعمال أوراقاً أساسية أهمها ورقة ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في شأن تطوير العمل العربي المشترك، الإصلاح والتحديث الداخلي في الدول العربية، الوضع في العراق وقضية الشرق الأوسط والمشكلة الفلسطينية. وفي شأن اختلاف الرؤى بالنسبة لورقة الإصلاح وما يمكن ان يتمخض عنها قال: "لا أريد استباق الأمور في هذا الصدد لأن اجتماع وزراء الخارجية سيعالج هذا الموضوع"، مؤكداً أنه "لا يوجد خلاف على الإصلاح وضرورته". وأضاف ان "التطوير والإصلاح ليسا أمراً أميركياً مفروضا كما يتوهم البعض وإنما هما قرار عربي". وفي تطور متصل، وصل الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إلى الكويت أمس، في زيارة تتصل بجهود عقد القمة العربية. والتقى موسى رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الأحمد الذي قال للصحافيين إن الأمين العام للجامعة "قدم أفكاراً عن القمة العربية التي تعقد في تونس الشهر المقبل". ودعا موسى العرب إلى "أخذ موقف جاد من سياسة إسرائيل الاجرامية بعد اغتيالها عبدالعزيز الرنتيسي". وقال: "اعتقد أن الأمر وصل مداه". لكنه أجاب على سؤال عن مطالبات بوقف كل الاتصالات مع إسرائيل، بأن "كل دولة عربية تتخذ القرار وفقاً لمصلحتها". وأوضح موسى ان اغتيال الرنتيسي ووضع القضية الفلسطينية والملف العراقي أمور ستكون على رأس جدول أعمال القمة في أيار مايو المقبل. وقال: "يجب مناقشة تصريحات الرئيس الأميركي جورج بوش الأخيرة"، التي أيد فيها خطة شارون الانسحاب من غزة وضم أجزاء من الضفة الغربية.