قال رئيس الحزب الحاكم في السودان ابراهيم احمد عمر ان نحو مليون لاجيء فروا من ديارهم سيعودون في امان اليها خلال ثلاثة أو أربعة أشهر اذا تماسكت الهدنة الهشة في منطقة الصراع في غرب دارفور بالسودان. وقال ان محادثات السلام لحل تمرد دارفور يمكن ان تشمل شكلا من اشكال الحكم الذاتي لهذه المنطقة النائية مماثلة لاتفاق يرجى ان ينهي أكثر من عقدين من الحرب الاهلية في الجنوب في أكبر بلد أفريقي. وقال عمر لرويترز: اذا استمر وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في ابريل وتوصل المتمردون والحكومة الى اتفاق فان الامر لن يستغرق أكثر من ثلاثة أو أربعة أشهر ليعودوا الى قراهم... واضاف ان قوات الشرطة التي يتراوح قوامها بين 16 الفا و20 الفا التي يجري نشرها حاليا في دارفور ستبقى مادامت هناك حاجة اليها لضمان امن سكان القرى الذين فروا من القتال وغارات الميليشيا العربية التي تعرف باسم الجنجويد. وامام السودان فترة اسبوع لكي يثبت لمجلس الامن الدولي انه جاد بشأن تأمين دارفور أو مواجهة عقوبات غير محددة. وبدأت محادثات سلام في العاصمة النيجيرية أبوجا يوم الاثنين بمشاركة جماعتين متمردتين من دارفور تتهمان الخرطوم بتسليح الجنجويد. وتنفي الخرطوم هذا الاتهام وتصف افراد ميليشيا الجنجويد بأنهم قطاع طرق. ورفض عمر أيضا قائمة امريكية للمطلوبين من زعماء الجنجويد على رأسهم موسى هلال قائلا انه يجب على الاطراف الخارجية ان تفرق بين زعماء القبائل العربية في دارفور وبين الجنجويد والا اندلعت حرب اهلية في دارفور. وقال: اذا تم تفسير كلمة الجنجويد على انها تعني الزعماء العرب في دارفور فان هذا سيقود الى حرب أهلية. وأضاف: الجنجويد قطاع طرق وعصابات وفئة الجنجويد لا تشمل موسى هلال. انه زعيم قبلي. وقال عمر ان الاهتمام الدولي بدارفور أثر على المحادثات في كينيا لانهاء أطول حرب أهلية في افريقيا بجنوب السودان. واتهم ثوار الجيش الشعبي لتحرير السودان في جنوب البلاد بالتورط في التمرد الذي تشهده دارفور. واضاف عمر ان الحكومة السودانية ترى اتفاقات السلام الكينية التي تحمل اسم نيفاشا نموذجا لحل سياسي في صراع دارفور. وتوجد منطقتان في وسط السودان ستحصلان على بعض سلطات الحكم الذاتي بموجب الاتفاق. وقال: يمكن ان يصبح هذا مفيدا في قضية دارفور. النقطة هنا ليست اننا نفكر في نيفاشا وما أعطته للجنوب لا نيفاشا وما اعطته للنيل الازرق وجبال النوبة. وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو يوم الاثنين اثناء زيارة للسودان ان الخرطوم قدمت له تعهدا باستخدام اتفاقات نيفاشا التي وقعت في مايو ايار مع جماعات المتمردين في الجنوب كنموذج لمحادثات السلام في منطقة غرب دارفور. وتجري المباحثات في ابوجا بنيجيريا. وتهدف اتفاقات نيفاشا التي سميت باسم البلدة الكينية التي وقعت فيها الى انهاء 21 عاما من الحرب في الجنوب. وقال سترو ان السودان وافق على اتباع النهج نفسه في ابوجا. وقال عمر ان المحادثات السياسية التي تجري في العاصمة المصرية مع مجموعة من احزاب المعارضة والتي بدأت امس الثلاثاء ستناقش المصالحة والتمثيل السياسي بعد اتفاق السلام. ويسيطر حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان على البرلمان. وقال عمر عن محاثات السلام المتعثرة بشأن الجنوب: نرجو ان تؤدي المؤتمرات التي تعقد في ابوجا ومصر الى عودة المفاوضين الى نيفاشا في أقرب وقت ممكن..