سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عز الدين سليم بين عشرة عراقيين قتلوا بانفجار سيارة مفخخة عند مدخل مقر "التحالف". مقتل رئيس مجلس الحكم بعملية انتحارية "حركة المقاومة العربية" تتبنى التفجير وبريمر يتوعد
قتل عشرة عراقيين بينهم الرئيس الدوري لمجلس الحكم الانتقالي عز الدين سليم في عملية انتحارية نفّذت بسيارة مفخخة عند مدخل المركز الرئيسي لقوات التحالف في بغداد. واعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم "حركة المقاومة العربية" مسؤوليتها عن العملية. وفيما دان الحاكم الاميركي للعراق بول بريمر "هذا العمل الخسيس"، متوعداً بالانتقام من منفّذيه، نعى مجلس الحكم سليم، معتبراً غيابه "خسارة كبيرة". واعلن تعيين غازي عجيل الياور خلفاً له. واعلن الياور في بيان ان قاسم طالب الحجي، مساعد سليم قتل معه. ويعتبر قتل سليم ضربة قوية لقوات التحالف التي لم تستطع حمايته. بينما كان في موكب لاعضاء المجلس ينتظر عند نقطة تفتيش لدخول "المنطقة الخضراء" حيث كان عقد اجتماعاً مع بريمر. وتعكس العملية هشاشة الوضع الامني والفوضى الشاملة قبل ستة اسابيع فقط من اعادة قوات الاحتلال السلطة الى العراقيين في 30 حزيران يونيو المقبل. ونقلت وكالة "اسوشييتيد برس" عن موقع على الانترنت تأكيد الجماعة ان اثنين من مقاتليها نفّذا العملية التي "قتلت الخائن المرتزق عز الدين سليم". وقتل تسعة آخرون على الاقل في الانفجار الذي أتى على عدد من السيارات فيما كان ينتظر كثيرون دخول المجمع السابق لقصور الرئيس صدام حسين الخاضع لاجراءات امنية مشددة. وقال شهود ان الاشلاء تطايرت. واكد حامد البياتي، نائب وزير الخارجية العراقي ان "الاعضاء الآخرين نجوا لأنهم مروا من نقطة التفتيش قبل وقوع الانفجار بينما كان سليم ينتظر الدخول". واضاف انه من السابق لأوانه القول ان الانفجار كان يستهدف قافلة اعضاء مجلس الحكم الذين كانوا في طريقهم الى عقد اجتماع. ودمرت اكثر من عشر سيارات وراح اطباء يرتدون اقنعة واقية وقفازات يسحبون منها جثثاً محترقة. وقال رعد مخلص وهو حارس في مجمع سكني قريب: "كان هناك حشد كبير عند نقطة التفتيش. سيارات كثيرة وناس ثم وقع الانفجار الهائل. رأيت اشلاء الجثث وشهداء في كل مكان". وكانت جماعة يقودها ابو مصعب الزرقاوي أحد ابرز زعماء تنظيم "القاعدة" اعلنت مسؤوليتها عن آخر هجوم انتحاري استهدف مقر ادارة الاحتلال في 6 ايار مايو. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان مقتل سليم لن يعرقل العملية السياسية في العراق. ووصف في تصريحات على هامش اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في الاردن الهجوم بأنه "ارهابي" وان كان لا يعلم من يقف وراءه. واضاف ان الهجوم "يظهر ان اعداءنا ما زالوا موجودين ويفعلون كل شيء ليروعوا العراقيين ويخرجوا العملية السياسية عن مسارها لكن هذا سيقوي العزم على مواصلة العمل ولن يعطله". وجاء في بيان اصدره بريمر "ان الارهابيين الذين يسعون الى تدمير العراق سددوا ضربة وحشية بهذا العمل الخسيس، ولكنهم سيهزمون". واضاف ان مقتل رئيس مجلس الحكم الانتقالي لن يذهب سدى، مؤكداً ان "الشعب العراقي سيضمن ان رؤيته سليم لعراق ديمقراطي، حر ومزدهر ستصبح واقعاً". ونعى مجلس الحكم رئيسه سليم. وجاء في بيان تلاه عضو المجلس الذي خلف سليم غازي عجيل الياور ان الاغتيال "عمل ارهابي جبان لن يثني اعضاء مجلس الحكم عن المضي قدماً في عملهم لبناء العراق الفيديرالي الموحد". واوضح ان طالب قاسم الحجي مساعد سليم قتل معه في الاعتداء. واضاف البيان "ان قوى الاجرام ستمنى بالهزيمة والتاريخ سيحفظ جرائمهم". وفي بغداد اعلن الناطق باسم مجلس الحكم حميد الكفائي ان المجلس اختار غازي عجيل الياور وهو من شيوخ العشائر خلفاً لعز الدين سليم. وقال ان "الرئيس الجديد للمجلس هو غازي عجيل الياور وكان من المقرر ان يتسلّم مهماته بداية حزيران لكنه وبسبب اغتيال عز الدين سليم سيتسلم هذه المهمات على الفور". ويضم المجلس الذي شكلته في تموز يوليو 2003 قوات التحالف 25 عضواً يمثلون مختلف الطوائف والقوميات في البلاد. وانتخب المجلس من بين اعضائه تسعة لتولي رئاسته الدورية لشهر حتى بداية تموز المقبل. وكان سليم الرئيس الثامن للمجلس لشهر ايار مايو. اما الياور فهو ابن شقيق شيخ عشائر شمر الذي يقيم في الموصل في شمال العراق وهو مهندس عاش فترة طويلة في دولة الامارات العربية المتحدة وعاد الى العراق مع سقوط نظام صدام حسين في نيسان ابريل 2003.