شدد رئيس "اوبك" بورنومو يوسجيانتورو على ان لا اجماع بعد في المنظمة على زيادة الانتاج 1.5 مليون برميل يومياً كما اقترحت السعودية وقال انه لم يتلق بعد ردوداً من الدول الاعضاء على الاقتراح السعودي كما لم يتقرر بعد تحويل الاجتماع الاستشاري، الذي سيُعقد في امستردام في الربع الثالث من الشهر، الى اجتماع طارئ. وكانت السعودية أبلغت زبائنها من شركات التكرير أنها ستورد اليهم كامل الكميات المتعاقد عليها في حزيران يونيو وأن"بامكانهم الحصول على كميات أكبر"في حين تبدو الاسواق مقتنعة بان غالبية دول المنظمة تضخ بكامل طاقتها ما يعني ان الزيادة بكاملها قد تتحملها السعودية وحدها. وقال سماسرة الشحن في سوق لندن امس ان السعودية حجزت ناقلة عملاقة لشحن النفط الى الولاياتالمتحدة مطلع الشهر المقبل. ومع استمرار الاضطرابات في الشرق الاوسط وعدم قدرة العراق بعد على استئناف انتاج 1.6 مليون برميل يومياً بقيت اسعار الخام الاميركي الخفيف فوق مستوى 40 دولاراً للبرميل في حين تجاوز"برنت"مستوى 38.05 دولار. قال رئيس"اوبك"بورنومو يوسجيانتورو امس انه لا يوجد بعد اجماع بين اعضاء المنظمة على زيادة سقف انتاجها الرسمي 1.5 مليون برميل يومياً كما اقترحت السعودية. ورداً على سؤال، عما اذا كان هناك اجماع على زيادة سقف الانتاج، قال بورنومو للصحافيين"لا أدري بعد... لقد بعثت برسائل الى الاعضاء تناولت الاقتراح السعودي ولم أتلق اي رد بعد". وأضاف بورنومو، وهو ايضا وزير النفط في اندونيسيا،"مهما يكن نرى في اندونيسيا الاقتراح ايجابياً وسنسانده مادام يساعد في استقرار اسعار النفط". وكانت السعودية قالت الاثنين"تنبغي على المنظمة زيادة سقف الانتاج بواقع 1.5 مليون برميل يومياً ك"حدذ ادنى"لتهدئة اسعار النفط التي تجاوزت 41 دولاراً للبرميل من الخام الاميركي الخفيف". وأغلق الخام الاميركي في نيويورك اول من امس الاربعاء على 40.77 دولار للبرميل مسجلاً مستوى قياسياً منذ بدء التعامل في العقود الآجلة عام 1983 وبانخفاض 38 سنتاً فقط عن أعلى مستوى على الاطلاق وهو 41.15 دولار الذي بلغه في تشرين الاول اكتوبر 1990 بعد الغزو العراقي للكويت. ومن المقرر ان تراجع"اوبك"سياسة الانتاج في اجتماعها في الثالث من حزيران يونيو في بيروت. وبالاضافة الى اندونيسيا من المنتظر ان تؤيد الكويت والامارات العربية المتحدة وايران الاقتراح السعودي. لكن فنزويلا قالت اول من امس انه"لا حاجة لاي زيادة في الامدادات". وقال بورنومو:"ان اعضاء اوبك سيناقشون في اجتماع استشاري في امستردام في وقت لاحق من الشهر ما اذا كانت زيادة الانتاج 1.5 مليون برميل يومياً كافية لتهدئة أسعار النفط". لكنه ذكر ان وضع محادثات امستردام لم يتحدد بعد. وقال:"سنرى هناك ما اذا كان كل الاعضاء سيحضرون الاجتماع وسنبحث في ما اذا كنا سنُحول الاجتماع الاستشاري الى اجتماع طارئ". وأضاف:"طلبنا من اعضاء اوبك انتاج المزيد لخفض اسعار النفط ونحن قلقون من سعر النفط المرتفع لان ارتفاع اسعار النفط يسبب ركوداً". من جهة ثانية استرد خام القياس الاوروبي"برنت"الخسائر الصباحية، التي مني بها في المعاملات الآجلة في بورصة النفط الدولية في لندن امس لاستمرار المخاوف من عدم مجاراة المعروض النفطي الدولي للطلب الشديد خصوصاً في الولاياتالمتحدة. وأظهرت بيانات وزارة الطاقة الاميركية مساء الاربعاء أن مخزون البنزين واصل انخفاضه عن مستواه في هذا الوقت من العام الماضي ليرتفع السعر على مستوى 38 دولاراً للمرة الاولى منذ 13 عاماً ما أدى الى صعود أسعار الخام الاميركي في المعاملات الآجلة الى أعلى مستويات الاغلاق في تاريخ سوق نايمكس. وبعدما سجل"برنت"مستوى 38.08 دولار للبرميل عاد عند العاشرة والنصف بتوقيت غرينتش الى مستوى 37.93 دولار. وظل الخام الاميركي الخفيف أعلى من مستوى 40 دولاراً واقل بقليل من مستوى 41 دولاراً للبرميل. وانخفض سعر السولار في عقود ايار مايو 75 سنتاً الى 326 دولاراً للطن. وعوض"برنت"أكثر ما فقده الاثنين عقب دعوة السعودية لزيادة حصص الانتاج وسط شكوك المتعاملين في ان يعني هذا فعلياً تدفق امدادات اضافية الى السوق. القلق من الهجمات على البنية التحتية وقال تجار"ان المخاوف من هجمات على البنية الاساسية للصناعة النفطية في الشرق الاوسط تبدو قوية مما يلقي شكوكاً اضافية على ما اذا كان من الممكن لمنظمة"اوبك"ان توفي باقتراح السعودية زيادة الانتاج لتهدئة الاسعار. وقال تجار امس ان السعودية أبلغت زبائنها من شركات التكرير أنها ستورد اليهم كامل الكميات المتعاقد عليها في حزيران وأن بامكانهم الحصول على كميات أكبر. وقال تجار في طوكيو ان السعودية ابلغت زبائنها من شركات التكرير في اليابان وكوريا الجنوبية انها ستورد اليهم كامل الكميات المتعاقد عليها في حزيران. وذكرت وكالة أنباء"أوبكنا"أن سعر"سلة أوبك"قفز الاربعاء الى 36.74 دولار للبرميل من 35.57 دولار الثلثاء. ولا تزال السلة فوق الحد الاقصى من النطاق السعري المستهدف للمنظمة بين 22 و 28 دولاراً للبرميل منذ بداية السنة. العراق لا ينتج اكثر من مليون برميل وفي دبي قال مسؤول نفطي عراقي امس ان صادرات نفط العراق من مرفأ البصرة لا تزال عند مستوى منخفض لا يتجاوز مليون برميل يوميا لليوم الخامس على التوالي بعد تعرض خط انابيب للتخريب مطلع الاسبوع. وقال المسؤول لرويترز:"اننا نشحن بمعدل مليون برميل يومياً لكن نتوقع الانتهاء من الاصلاحات في وقت لاحق". وكان وزير النفط العراقي ابراهيم بحر العلوم قال الثلثاء ان الصادرات ستعود الى معدلاتها العادية عند 1.6 مليون برميل يومياً خلال 24 ساعة. وجاء تخريب خط الانابيب في مطلع الاسبوع بعد اسبوعين من هجوم شنه انتحاريون على ناقلات النفط في مرفأ البصرة ما يلقي مزيدا من الشكوك على قدرة العراق على تأمين منشآت النفط والمحافظة على الصادرات. "جنة رجال النفط" وفي هيوستون قال مسؤول نفطي اميركي سابق في العراق"ان وزارة النفط العراقية قادرة الآن على تولي مسؤولية العمليات النفطية في البلاد لكنها قد تواجه تحديات جسيمة اذا أثر الوضع الامني في انتاج وصادرات والنفط". وقال روبرت ماكي المدير المتقاعد في"كونوكو فيلبس"وكان حتى آذار مارس الماضي يشغل منصب المستشار النفطي الاميركي في العراق، ان وزارة النفط العراقية"تتمتع بالهيكل الاداري والامكانات الفنية اللازمة لادارة صناعة النفط العراقية الهائلة التي تضررت من الحرب". وابلغ ماكي الصحافيين"صناعة النفط مستعدة بشكل اساسي لتولي زمام الامور الآن لكن اذا ساءت الاوضاع في باقي البلاد بشكل يؤثر في صناعة النفط فستصبح كل الرهانات لاغية". ووصف العراق بانه"جنة رجال النفط"وقال:"ان صناعة النفط هناك نجحت الى حد كبير في المحافظة على مستوى الانتاج عند 2.5 مليون برميل يومياً والصادرات عند 1.8 مليون برميل يومياً على رغم اعمال العنف". 14 الف حارس وذكر ماكي ان تخريب المنشآت النفطية مستمر لكنه تقلص منذ العام الماضي بفضل تدريب ونشر قوات امن مؤلفة من 14 الف فرد حارس لحماية هذه المنشآت. وقال"ان هذه القوات ساعدت في احباط هجوم وقع الشهر الماضي على مرفأ البصرة النفطي". وراى ماكي ان وزارة النفط العراقية"ستواجه تحديات فنية بالاضافة الى المصاعب الامنية عند تولي حكومة عراقية السيادة من القوات الاميركية في الثلاثين من حزيران". وقال ان هناك حاجة لاحلال وتجديد المصافي وخطوط انابيب النفط والغاز في العراق. وذكر ان الامر يحتاج خمس سنوات لاعادة بناء نظم انتاج النفط في العراق وفقاً للمعايير الحديثة لكن معظم الاموال التي خصصها الكونغرس الاميركي للمهمة ستنفق نهاية السنة الجارية. الا ان ارتفاع اسعار النفط الى مستوى 40 دولاراً للبرميل في الاسواق الدولية يعني ضخ مزيد من الاموال في عملية اصلاح قطاع النفط العراقي. وقال ماكي ان بول بريمر الحاكم المدني الاميركي للعراق خصص اخيراً 500 مليون دولار لوزارة النفط من حساب خاص يتم تمويله من مبيعات النفط. وذكر ماكي انه لن تكون هناك صعوبة كبيرة في زيادة انتاج النفط العراقي الى المستوى المستهدف نهاية السنة وهو ثلاثة ملايين برميل يومياً بارتفاع 500 الف برميل يوميا على المستويات الحالية. واشار الى ان هناك الكثير من الاكتشافات النفطية التي يمكن البدء سريعاً في استغلالها وعدداً من الابار المحفورة بالفعل التي تنتظر بدء الضخ منها كما ان هناك الكثير من الابار التي اصيبت باضرار ولكن يمكن اعادتها للانتاج ببعض الاصلاحات.