سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد الاعلان عن اتفاق بين الأطراف الشيعية لتسوية أزمة النجف ومقتل 25 مسلحاً من أنصاره في كربلاء . الصدر يؤكد مواصلة القتال وعدم حل "جيش المهدي" من دون طلب من المرجعيات الدينية
هدد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بمواصلة القتال ضد القوات الاميركية، لكنه أبدى في الوقت نفسه استعداده لحل "جيش المهدي" التابع له اذا طلبت منه المرجعية الشيعية ذلك. وجدد، في مؤتمر صحافي عقده في النجف أمس، مطالبته بانسحاب القوات الاميركية من العراق وتسليم السيادة إلى حكومة يختارها العراقيون. ويأتي المؤتمر الصحافي للصدر اثر الاعلان عن بنود اتفاق بين الاطراف الشيعية لحل ازمة النجف ما زال يتطلب موافقة سلطة "التحالف"، فيما تواصلت الاشتباكات بين أنصار الصدر والقوات الاميركية في كربلاء وسقط فيها 25 مسلحاً من أنصار الصدر. اعلن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في النجف 160 كلم جنوببغداد انه لن يحل ميليشيا "جيش المهدي" الموالية له من دون طلب من المرجعيات الشيعية، واكد انه سيواصل القتال ضد القوات الاميركية. وعقد الصدر مؤتمراً صحافياً في ضريح الامام علي في النجف اثر الاعلان عن بنود اتفاق بين الاطراف الشيعية لحل ازمة النجف ما زال يتطلب موافقة سلطة "التحالف"، قال فيه: "نحن مستعدون لأي تصعيد اميركي. ولا نتوقع من المحتل الاميركي ان يكون خلاف ذلك ... واذا صعّدت اميركا نصعد واذا خففت نخفف". واضاف "غايتي هي الشهادة في هذا البلد". وعن مستقبل "جيش المهدي"، قال الصدر ان "حله تابع للمرجعيات حتى تفتي به". وأكد ان هذه الميليشيا "من البلدة النجف وتدافع عن البلدة". واضاف: "حين يخرج المحتل من العراق وتكون حكومة شرعية شعبية بانتخابات نزيهة حرة يمكن فناء جيش المهدي داخل الجيش العراقي". وقال الزعيم الشيعي الشاب: "نريد سلماً وسلاماً ولا نريد اراقة دماء. إلا ان بقاءهم الاميركيون في العراق والشرق الاوسط يشكل ذلك"، داعياً المقاتلين في كربلاء الى ان "يصبروا ويجاهدوا". وأكد ان "كل من يثير الفتن ليس منا. وكل من يتعاون مع المحتل محتل ايضاً". ووجه الصدر نداء الى "الشعب الاميركي المظلوم المحب للسلام الذي يعاني من الارهاب" لينظر الى "ما فعل بنا جيشكم ... وما فعلوه بالمعتقلين من تعذيب بشتى الوان العذاب". وتساءل "أمن اراد تخليص الشعب من صدام يفعل نفس افعاله؟". ودعا الى "تشكيل رابطة انسانية ورابطة اخوة بين الشعبين العراقي والاميركي لنفتح باباً جديداً للسلام"، مؤكداً انها "فرصة قد تكون نادرة لا تتكرر إلا قليلاً"، وان العراقيين يرحبون بالاميركيين "في بلادنا مسالمين لا محتلين". وأضاف :"لا اريد الا الاستقرار واستقلال العراق وان تؤول الامور السياسية الى الشرفاء من العراقيين، ولا اتدخل بها من قريب او بعيد". واضاف: "انا من الحوزة العلمية الناطقة الشريفة ولها حق التدخل في جميع الاصعدة من سياسية وعسكرية وغير ذلك". ورداً على سؤال عن قرار محافظ النجف عدنان الذرفي تجنيد اربعة آلاف عنصر لتعزيز قوات الدفاع المدني، قال الصدر انه مستعد لاشراك عدد من عناصر الميليشيا الموالية له في هذه القوات "اذا كان هدفها حماية النجف". وقارن الصدر العراقبفيتنام. وقال: "فيتنام كانت تمتلك مبدأ واحداً. نحن كشعب عراقي نملك الايمان بالله ورسوله وأهل البيت. وعندنا مقومات الانتصار اكثر مما كانت تمتلكه فيتنام". وكان محمد الموسوي، ممثل منظمة العمل الاسلامي وأحد المشاركين في الاجتماعات التي تواصلت الثلثاء والاربعاء بين زعماء عشائر واحزاب سياسية وممثلين للمرجعيات الدينية مع ممثلين للصدر في النجف اعلن "التوصل الى اتفاق من سبعة بنود" لوقف المعارك بين "جيش المهدي" والقوات الاميركية. وتعليقاً على هذه المباردة قال الصدر ان الذين شاركوا فيها "وضعوا بعض البنود ليبدوا تكاتفهم مع مكتب السيد الشهيد محمد صادق الصدر والمقاتلين في النجف وجيش المهدي ونبذ كل فتنة وكل طائفية". وقال ابو صادق الناصري مسؤول حزب الدعوة الاسلامي - تنظيم العراق: "سيحول جيش المهدي الى منظمة سياسية في حال خروج القوات الاميركية من داخل كل المدن العراقية والذهاب الى الاطراف". واضاف ان "هذا يعني انه اذا انسحب الاميركيون من القاعدة التي كانت تستخدمها القوات الاسبانية في النجف ينسحب جيش المهدي من داخل النجف. واذا انسحب الاميركيون من كربلاء فينسحب جيش المهدي من داخل كربلاء. وهكذا مع بقية المدن التي يوجد فيها جيش المهدي". يشار الى ان انصار الصدر وزعوا بياناً قبيل انعقاد اجتماع الثلثاء يعرض فيه الصدر انهاء حركة التمرد التي يقودها شرط موافقة الاميركيين على التفاوض معه. ووصف عبدالكريم العنيزي المسؤول في حزب الدعوة-تنظيم العراق "جيش المهدي" بأنه "تيار جماهيري عقائدي فكري اجتماعي وليس ميليشيا مسلحة". واوضح ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه يقضي "بتسليم ادارة الوضع الامني والاداري الى الشرطة العراقية في النجف ... وانسحاب قوات الاحتلال الى خارج المدينة وانهاء المظاهر المسلحة وتقديم ضمانات لعدم دخول المدينة مرة اخرى". ودعا قوات التحالف الى "الافراج عن السجناء السياسيين وخصوصاً النساء واغلاق ملف الاحداث وتداعياته". وأوضح ان كل الاحزاب العراقية الشيعية الرئيسية في العراق، وبينها حزب الدعوة والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية، انضمت الى الاتفاق. وعن الملاحقات القانونية بحق الصدر بتهمة قتل رجل الدين الشيعي عبدالمجيد الخوئي العام الماضي، قال العنيزي: "ستحول الى الجهات الشرعية الدينية". واضاف "اذا حصل اعتراض من ذوي العلاقة تؤجل حتى تشكيل حكومة دستورية مستقلة". وأكد ابو علي البصري، من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية "ان الصدر غير موقفه بشكل كبير". واعتبر "ان التغيير ناتج عن تقدير الصدر للمصلحة العامة ولحفظ امن واستقرار النجف". واضاف "الكل متفق على الوقوف بوجه اي صدام عسكري داخل النجف وعلى سحب ذريعة ضرب المدينة من جانب قوات الاحتلال". ووصف ابو حسن العماري قائد "فيلق بدر" التابع للمجلس الاعلى الاتفاق بأنه "بداية حل الازمة التي تهدد الجميع". وكان الصدر قد هاجم بشدة الثلثاء المجلس الاعلى ومواقفه التي قاد خلالها التحركات للمطالبة بانسحاب "جيش المهدي" من المدينة. وأعلن الشيخ فاتح آل كاشف الغطاء، العضو المناوب في مجلس الحكم عن الدكتورة سلامة الخفاجي ان مقتدى الصدر وافق على المبادرة التي قدمها مكتب الخفاجي بمشاركة شيوخ عشائر الفرات الاوسط ونقابة المحامين ورؤساء الجامعات العراقية. وأكد ان مطلب خروج مقتدى الصدر وانصاره من النجف وغيرها من المدن الشيعية لا يمثل الشارع الشيعي، ولا يعكس خلافاً شيعياً داخلياً. وأعلن نقيب المحامين العراقيين مالك دوهان الحسن استعداده للدفاع عن الصدر والمرافعة عنه إزاء التهمة المنسوبة إليه بمقتل الخوئي. وقال الحسن في تصريح الى "الحياة": "سنعتمد نص المادة 199 من قانون اصول المحاكمات الجزائية في العراق والتي تجيز للمدعي العام بعد موافقة وزير العدل ان يطلب من محكمة التمييز وقف التحقيقات القانونية بحق المتهم بشكل دائم او موقت لمدة لا تزيد عن ثلاث سنوات في حال وجود مبرر لذلك". مقتل 25 من أنصار الصدر في كربلاء إلى ذلك، تواصلت الاشتباكات بين أنصار الصدر والقوات الاميركية في كربلاء. وأفاد مسؤول عسكري اميركي ان 25 مسلحاً من أنصار الصدر قتلوا في معركة شرسة مع القوات الاميركية ليل الثلثاء - الاربعاء في كربلاء 110 كلم جنوب غربي بغداد. وأضاف ان سبعة جنود اميركيين اصيبوا بجروح. وفي وقت سابق اكد مدير مستشفى كربلاء العام الطبيب حسن نصرالله ان تسعة اشخاص من "جيش المهدي" قتلوا وأصيب سبعة آخرون بينهم اثنان من الزوار الايرانيين في العملية العسكرية وسط مدينة كربلاء بين القوات الاميركية وانصار الصدر. واضاف ان "حال كل المصابين خطيرة وتجرى لهم حاليا عمليات جراحية لانقاذ حياتهم". وأفاد شهود ان قوات "التحالف" شنت عملية عسكرية كبيرة ليل الثلثاء الاربعاء وسط كربلاء حول مسجد يسيطر عليه اتباع الصدر. وسمع دوي اطلاق نار من اسلحة ثقيلة وخفيفة طوال الليل في هذا القطاع، ومنعت قوات "التحالف" الدخول الى وسط المدينة بعدما اقامت حواجز على الطرقات المؤدية اليه. وقال سكان ان القتال اندلع مساء الثلثاء واستمر حتى الفجر في الوقت الذي احتمى فيه مقاتلون من "جيش المهدي" داخل مسجد وحاصرتهم القوات الاميركية. وذكر شهود ان القوات الاميركية كانت تستخدم مكبرات للصوت لحض المقاتلين على تسليم أسلحتهم ومغادرة المسجد. وفيما أقامت الشرطة العراقية نقاط تفتيش حول المدينة هدد الشيخ حمزة الطائي "آمر جيش المهدي" في بيان أول من أمس عناصر الشرطة العراقية التي تساعد الاميركيين على "اعتقال المجاهدين". وكان محافظ المدينة سعد صفوك اعلن العمل لتحويل المقر الرئيس لمقتدى الصدر في المدينة الى مستشفى لزوار العتبات المقدسة.