احتفلت شركة "ايرباص" العالمية بافتتاح مبناها الجديد في تولوزجنوب فرنسا لتركيب اجزاء طائرتها العملاقة A380 التي تعد بتغيير مسار الطيران في العالم. وكان جو الحفل مفعماً بالاندفاع والحماس اذ اقترب موعد اطلاق الطائرة بعد ان كانت فكرة بسيطة على الورق قبل أقل من ثماني سنوات. وأطلقت الشركة اسم "جان لوك لاغاردير" على المبنى الذي سيشهد تركيب اجزاء الطائرة التي تصنع في مدن مختلفة حول العالم منذ عام 2000. ويأتي افتتاح المبنى الذي يمتد على مساحة عرضها 250 متراً وطولها 490 متراً في وقت تتهيأ الشركة لبدء الاختبارات اللازمة للتأكد من سلامة استخدام الطائرة الجديدة. ودشن رئيس الوزراء الفرنسي جان بيار رافارين المبنى بكلمة تحدث فيها عن انجازات الشركة الأوروبية المكونة من شركة EADS الأوروبية وانظم BAE البريطانية. واشاد مسؤولون في "ايرباص" بالانجاز "الأوروبي" لتقديم أضخم طائرة للمسافرين، في اشارة الى منافسهم الأكبر شركة "بوينغ" الأميركية. ويضم طراز طائرات A380 نوعين من الطائرات: A380-800 للركاب وA380-800F للشحن. وستحمل طائرة A380 555 راكباً على متنها، ما يساعد شركات الطيران في خفض اسعار التذاكر للمستهلك بنسبة 17 في المئة حسب نائب الرئيس التنفيذي لبرنامج A380 تشارلز تشامبيون. وعلى رغم ان كلفة كل طائرة ستراوح بين 250 الى 280 مليون دولار، الا انها ستضاعف عدد المسافرين ما يعني عائدات أكبر لشركات الطيران. واوضح تشامبيون للصحافيين قبل الاحتفال الرسمي العوامل الاربعة التي أدت الى ابتكار A380، وهي عوامل يكمل بعضها بعضها: نمو سوق السفر والطيران، والحاجة الى مواجهة المنافسة، بالاضافة الى ازدحام الطائرات في السماء ومطارات العالم، وتأثيرها على البيئة... كلها اجتمعت لانجاز الطائرة الجديدة. وكان حجم الطائرة الكبير يستدعي بناء موقع جديد لتركيبها، كما أدى الى شكوك حول قدرة مطارات العالم على استقبال الطائرة الضخمة. ويتوقع المسؤولون في "ايرباص" ان يكون أكثر من 60 مطاراً حول العالم جاهزة لاستقبال الطائرة قبل عام 2010. وقال تشامبيون: "أي مطار يستطيع الآن استقبال طائرة بوينغ 747، لديه الامكانات اللازمة لاستقبال A380 مع تعديلات بسيطة". وهذه التعديلات تتطلب ملايين الدولارات، الا ان مطارات عدة مثل هيثرو اللندني ومطار سنغافورة الدولي تكاد ان تكون جاهزة لاستقبال الطائرة. ويستطيع موقع "جان لوك لاغاردير" استضافة 4 طائرات في الشهر للتركيب والاختبار، كما انه سيستخدم لتطوير الطائرة تقنياً على مدى السنوات القادمة. وسيتم تجميع جسم الطائرة الرئيسي مع الأجنحة وأنظمة الطيران والهبوط، بالاضافة الى ذيلها في تولوز. وتستغرق هذه العملية 90 يوماً. ثم تتم سلسة اختبارات للطائرة قبل ان تقلع الى مدينة هامبورغ في ألمانيا، حيث يبدأ تأثيثها الداخلي وطليها الخارجي. ومن هناك، تنطلق الطائرات الى شركاتها في الشرق الأوسط وأوروبا، لكن الطائرات الموجهة لدول أخرى ستعود الى تولوز لتطير الى محطتها الأخيرة للتسليم. كلف بناء الموقع 360 مليون يورو بما في ذلك مبنى لتجهيز الطائرات واختبارها، بالاضافة الى مكاتب للموظفين، على مساحة 100 ألف متر مربع. وتم ابرام 150 عقداً من أجل انجاز البناء ب2000 عامل. ويعتبر الاستثمار في هذا المبنى ضرورياً من أجل انجاح الطائرة عموماً اذ انها بحاجة الى موقع مناسب لتركيبها. واستغرق البناء سنتين، اذ لم تكن الأرض جاهزة قبل شهر نيسان/ ابريل عام 2002. وواجهت شركة "ايرباص" بعض الاعتراضات على قرار بناء الموقع من سكان تولوز، الا ان المعارضين اقتنعوا بالفائدة المادية من وجود مثل هذا المشروع الضخم بعد ان وظفت الشركة بعض سكان المنطقة. وبعد افتتاح الموقع النهائي لاستقبال جميع قطع A380، تتطلع الشركة لبدء حملات تسويق جديدة من أجل استقطاب المزيد من شركات الطيران والشحن. وتم الاتفاق على بيع 129 طائرة حتى الآن، الا ان "ايرباص" بحاجة الى بيع 250 طائرة حتى تسدد كلفة استثماراتها في الطائرة الجديدة قبل ان تبدأ بحصد الارباح. وسيكون الاختبار الحقيقي خلال الأشهر القادمة حين تقوم الشركة بتجربة جميع اقسام الطائرة، من المحرك الى الاجنحة والمقاعد المصممة خصيصاً لها. وستحلق أول طائرة A380 في السماء بعد عام من الآن... وعلينا الانتظار مدة قبل ان نعرف ما اذا كانت حقاً ستكتب صفحة جديدة في تاريخ الطيران مثلما يتوقع المسؤولون عنها. شركة الطيران التي وقعت عقوداً لتسلم A380 الشركة عدد الطائرات الامارات 41 2 من طراز A380F لوفتهانزا 15 كوانتاس 12 اير فرانس 10 سنغافورا 10 فيد ايكس 10 من طرازA380F فيرجين اتلانتك 6 ماليزيا 6 ILFC 5 5 من طراز A380F كوريا اير 5 قطر 2