شكا مسؤول في وزارة الموارد المائية العراقية من التهديد المتصاعد الذي يشكله نبات "زهرة النيل"، الذي غزا نهر دجلة عند سد الكوت، على بعد 200 كيلومتر جنوب شرقي بغداد. والمعلوم ان هذه النبتة تتكاثر على سطح ماء النهر، وتمدُّ جذعها في مجراه، وقد دخلت العراق من طريق المشاتل الأهلية في العام 1997. وفي لقاء مع "الحياة"، اوضح خالد شلاش، رئيس قسم التخطيط في "الهيئة العامة لتشغيل مشاريع حوض دجلة"، ان "خطورة "زهرة النيل" تكمن في إعاقتها جريان النهر وتعطيل مضخات المياه المثبتة على تفرعاته في القرى، الى جانب استهلاكها كميات كبيرة من الماء تصل الى متر مكعب واحد يومياً لكل نبتة، ما يؤدي الى هدر هذه الثروة المائية". وأشار الى أن "الهيئة تواجه صعوبة كبيرة في التخلص في شكل نهائي من هذا الوباء النباتي، بالنظر الى سرعة نموه التي تتيح لكل نبتة الانتشار على مساحة 2500 متر مربع كل ثلاثة أشهر. وفي المقابل، لا نستطيع استعمال المبيدات لقتله نظراً الى اعتماد 90 في المئة من القرى العراقية على مياه الانهار كمصدر لأغراض الشرب والاستعمال المنزلي". ودعا الدول المانحة الى تقديم التسهيلات الضرورية للقضاء على هذه النبتة "التي لم تنفع الوسائل التقليدية في القضاء عليها". وتوقع "استقرار كمية المياه الواردة الى حوض دجلة خلال الصيف المقبل، نظراً الى وجود 67 في المئة من موارد النهر داخل العراق، ما يعطي مرونة في التحكم بنسبة المياه على مجرى النهر... على العكس من نهر الفرات الذي ستنخفض نسبة المياه فيه من 32 بليون متر مكعب الى ثمانية بلايين وربع البليون متر مكعب عند إنجاز مشروع الغاب التركي عام 2006". وفي السياق نفسه، حذر خبراء عراقيون من احتمال انسداد مجرى نهر دجلة في السنوات العشر المقبلة نتيجة ارتفاع نسبة الترسبات في حوض النهر عند منعطف جسر الجادرية وسط مدينة بغداد. وأرجعوا السبب الى بطء جريان المياه عند المنعطف المذكور، الى جانب اتساع النهر، ما أدى الى تراكم ترسبات طينية ينتظر أن تغلق النهر مستقبلاً في حال إهمال معالجته. ويعترف المختصون في وزارة الموارد المائية بأنهم يواجهون معوقات عدة لإزالة الطمي المترسب، نظراً الى "وجود المنعطف داخل مركز المدينة وعدم توافر الآليات الحديثة اللازمة لمعالجة هذه الأزمة، ما سيؤدي الى تفاقم المشكلة الحالية وبصورة سيكون من المستحيل السيطرة عليها مستقبلاً".