أعطى جنرال أميركي المقاومة في الفلوجة "أياماً وليس اسابيع" لتسليم السلاح أو المواجهة في هذه البلدة الواقعة غرب العراق. وأعلنت القوات الأميركية مقتل 36 مقاوماً أول من أمس في معارك ضارية، وفي خرق واضح لاتفاق وقف النار. وقال الجنرال جيمس كونواي قائد الفرقة الاولى لمشاة البحرية الاميركية ان الاستجابة لاتفاق السلام بين قواته وقادة المجتمع المدني في الفلوجة جاءت مخيبة للآمال. ووافق الاميركيون بمقتضى الاتفاق على وقف الهجوم على الفلوجة اذا سلم المقاتلون أسلحتهم الثقيلة. وأبلغ كونواي الصحافيين في معسكر الفلوجة وهو قاعدة عسكرية أميركية قرب البلدة "لسنا راضين على الاطلاق عن التحول الذي شهدناه أمس. الحجم حجم الاسلحة وصل على الارجح الى حمولة شاحنة صغيرة". وشنت القوات الاميركية حملة على الفلوجة في وقت سابق هذا الشهر ردا على مقتل أربعة حراس أمن أميركيين في البلدة والتمثيل بجثثهم. وقتل مئات العراقيين في القتال معظمهم من المدنيين. وأدت المحادثات الى هدنة هشة وهدوء نسبي خلال الاسبوع الماضي تخللته موجات اطلاق نار وضربات جوية. وقال كونواي: "نأمل بأن يعمل المفاوضون بشكل منطقى للتوصل الى حل سلمي". وأضاف: "اليوم نشكك بعض الشيء في ما اذا كانوا يمثلون الفلوجة لأننا نرى أن سكان الفلوجة لم يستقبلوا بشكل ايجابي الاتفاق الذي ابرمناه". وأضاف أن الوقت ينفد وأن استئناف العمليات الهجومية خيار مطروح. وتحيط قوات مشاة البحرية بالبلدة لكنها تقول انها لا تقاتل الا عندما تتعرض لهجوم. وتابع كونواي: "انها مسألة أيام وليس أسابيع... الحصار لا يمكن أن يستمر الى الأبد. اذا لم يطرح المفاوضون تصورا سلميا سنفعل ما جئنا الى هنا للقيام به". وأثار الهجوم على الفلوجة انتقادات من جماعات مدافعة عن حقوق الانسان وعراقيين بارزين. ووافقت القوات الاميركية على وقف الهجوم بعد محادثات مع زعماء البلدة لاعطاء فرصة للتوصل الى حل عن طريق التفاوض. إلى ذلك جاء في بيان للماريينز أمس ان 36 مقاتلاً قتلوا في معارك عنيفة الاربعاء خرقت وقف اطلاق النار الهش في المدينة التي يحاصرونها منذ اكثر من اسبوعين. وأضاف البيان ان المعركة بدأت صباح الاربعاء عندما هاجم نحو ستين من المقاتلين موقعاً ل"المارينز" بأسلحة خفيفة وقذائف مضادة للدبابات شمال غربي الفلوجة. وان الاميركيين "ردوا بكل انواع الاسلحة الخفيفة وقذائف الهاون ومساندة جوية، ما أدى الى مقتل 36 مقاتلاً معادين للتحالف". وكانت قوات التحالف اعلنت الاربعاء مقتل تسعة مقاتلين وجرح ثلاثة من جنود المارينز. وأكد مسؤول عسكري اميركي في بغداد ان "المعارك كانت مكثفة جداً ومركزة جداً"، مؤكداً أن وقف اطلاق النار "محترم جزئيا من الجانبين على ما يبدو". وقال ناطق باسم هيئة علماء المسلمين ان احترام القوات الاميركية لوقف النار "ليس مرضياً". واتهم مثنى حارث الضاري هذه القوات "بفبركة الادعاءات للضغط على السكان". وكان تم التوصل الاثنين الى وقف النار الذي ينص على عفو عن الذين يقومون بتسليم اسلحتهم الثقيلة وتنظيم دوريات مشتركة للشرطة العراقية وقوات التحالف. وأكد مسؤول عسكري كبير في بغداد انه لم يسلم سوى بعض الاسلحة القديمة، مؤكداً ضرورة تسليم الاسلحة التي استخدمت في المعارك. وقال: "علينا الحصول على الاسلحة الثقيلة التي تقتل المارينز والمدنيين". وقال كونواي ان عودة الاسر الى الفلوجة علقت امس مجدداً. وسمح لأقل من ستين عائلة بالعودة خلال ثلاثة ايام، من اصل خمسة آلاف فرت من المدينة. وأكد الضاري ان المفاوضات مستمرة لتطبيق الاتفاق موضحاً ان اجتماعاً بين وفد من الفلوجة والتحالف كان مقرراً أمس. من جهتها، قالت هيئة علماء المسلمين انها تلقت نداء لاغاثة الفلوجة لتسوية مشاكل المياه والصرف الصحي التي تهدد المدينة بانتشار اوبئة. وقالت مصادر طبية ان اكثر من 600 عراقي قتلوا منذ بدء المواجهات في الفلوجة بينما قتل عدد كبير من مشاة البحرية الاميركية في هذه المعارك التي كانت الاعنف التي يشهدها العراق منذ سقوط نظام صدام حسين منذ عام. وقال صحافي من وكالة "فرانس برس" ان قافلة من الف جندي من الفوج الاول والكتيبة السادسة عشرة للمشاة وصلت امس الى محيط بلدة كرمة الصغيرة التي تبعد ستة كيلومترات عن الفلوجة، لضمان امن خطوط التموين بين بغداد والقواعد الاميركية في الغرب. وكانت محاولة اولى لفتح الطريق الاسبوع الماضي انتهت بمقتل مئة من المقاتلين وجندي اميركي واحد. وبدأت القواعد الاميركية غرب بغداد الاحد تقنين الغذاء بسبب الهجمات التي يشنها المسلحون على خطوط التموين. وشنت القوات الاميركية امس عمليات دهم خارج الفلوجة بينما كانت تحلق المروحيات التابعة ل"المارينز" فوق المدينة. إلى ذلك، أعلن وزير الصحة العراقي خضير عباس ان الذي قتل بالرصاص أمس في متجر في حي الأعظمية في بغداد هو مرتزق من جنوب افريقيا يعمل لحساب "التحالف". وقال الوزير العراقي ان "القتيل جنوب افريقي ويعمل على حماية العاملين في سلطة الائتلاف الموقتة الذين يعملون لوزارة الصحة". وأضاف انه "كان في سوق الصليخ شمال بغداد للتسوق مع أحد المترجمين عندما أطلق أحد المجهولين عليهما النار فأرداه قتيلا وأصاب المترجم الذي نقل الى مستشفى النعمان". وأوضح عباس ان "الشرطة العراقية لم تتمكن من القاء القبض على المسلح".