سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجيش الأميركي لا يعتبر "الانتصار" حاسماً في الفلوجة وحملة اعتقالات تطاول رجال دين معارضين ."أنصار السنة" تهدد بضرب مراكز الاقتراع و"علماء المسلمين" تدعو محتجزي 60 شرطياً إلى عدم قتلهم
اجتياح الفلوجة، التي ما زالت السيطرة عليها غير كاملة، دمر المركز الرئيسي للمقاومة، لكنه لم يضع حداً لها. وتؤكد التقديرات الأميركية للموقف العسكري في المدينة أن تخفيف الضغط أو سحب قوات "المارينز" منها سيتيح للمقاتلين إعادة تنظيم أنفسهم والسيطرة عليها من جديد، خصوصاً أن القوات العراقية لا تستطيع بعديدها وتجهيزاتها المتواضعة المحافظة على "الانتصار" غير الحاسم الذي تحقق خلال الأسبوع الماضي، وكان ثمنه 51 قتيلاً أميركياً. وهددت الحكومة العراقية أمس خطباء المساجد ورجال الدين بالاعتقال إذا استمروا في التحريض ضد الانتخابات والقوات المتعددة الجنسية، واعتقلت بالفعل عدداً منهم، بينهم مساعد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وفيما واصلت قوات "المارينز" عملياتها في الفلوجة، ارتفعت وتيرة المقاومة في الموصل وبغداد والرمادي ومدن أخرى. وأسفرت الانفجارات والاشتباكات عن مقتل 16 عراقياً وجندي أميركي. ويهدد استمرار الوضع في التردي بالقضاء على الهدف السياسي لمعركة الفلوجة على ضبط الأمن تمهيداً للانتخابات. فقد زادت المعارك الانقسام في صفوف العراقيين، وهددت جماعة "أنصار السنّة" بنسف مراكز الاقتراع، داعية المسلمين إلى مقاطعة الانتخابات. إلى ذلك، دعت "هيئة علماء المسلمين" خاطفي 60 شرطياً كانوا عائدين من الأردن إلى بغداد، إلى عدم قتلهم، كي لا يزيد التوتر الطائفي، في إشارة ضمنية إلى أنهم من الشيعة، وانهم ما زالوا محتجزين، عكس ما أكدته وكالات الأنباء أمس من أنهم استطاعوا الهرب. وجاء في وثيقة سرية للجيش الأميركي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" أمس ان النجاح النهائي للعملية العسكرية الاميركية في الفلوجة "ليس حاسماً وقد يعود المسلحون اليها بقوة". وفي تقرير من سبع صفحات، حذر مسؤولون في أجهزة استخبارات "المارينز" من أي انسحاب كبير للقوات الأميركية بعد انتهاء الهجوم، خلافاً للبيانات الرسمية الاميركية المتفائلة. وأكد المسؤولون ان المقاتلين سيتمكنون من إعادة تنظيم صفوفهم سريعاً في الفلوجة والمنطقة حيث قد تزداد حدة الهجمات والاشتباكات. وعلى رغم الخسائر التي تكبدها المقاتلون حتى الآن، فإن "العدو قادر على منع قوات "مشاة البحرية الاميركية" المارينز من تحقيق أهدافها الرئيسية الرامية الى تشكيل قوة أمنية عراقية فعالة وضمان نجاح الانتخابات العراقية". وأضافت الصحيفة ان مسؤولين في "المارينز" مكلفين الهجوم على الفلوجة، أعدوا الوثيقة نهاية الاسبوع الماضي. لكن قائد قوة التحرك السريع في الفلوجة الجنرال جون ساتلر قال إن الهجوم على المدينة قصم ظهر المقاومة وأدى إلى خروج المقاومين من معقلهم وتبعثرهم. وجاءت تصريحات ساتلر فيما هاجم مسلحون في الموصل مكتب المحافظ، وسط أعمال دموية في الشمال. وقال ساتلر في مؤتمر صحافي إنه لا علم له بمقتل مدنيين في الفلوجة. وأضاف ان قواته خسرت 51 جندياً. وأشار إلى مقتل 8 جنود عراقيين وحوالي 1200 مسلح. وقتل جندي أميركي أمس إثر تعرضه لإطلاق نار من أحد البيوت. واعتبر المسؤول عن العمليات العسكرية في العراق مساعد قائد القيادة المركزية الوسطى أن غالبية "المجاهدين" الأجانب غادروا الفلوجة قبل أو مع بداية الهجوم. وأضاف الجنرال لانس سميث ان "الذين ينفذون عمليات انتحارية بقوا، لكن الكثيرين عادوا إلى ديارهم أو انتقلوا إلى الرمادي أو الموصل أو بغداد". وأكد أن أقل من 2 في المئة من أصل ألف معتقل في الفلوجة كانوا من جنسيات أجنبية. وفيما أصدر مكتب رئيس الوزراء اياد علاوي بياناً حذر فيه رجال الدين الذين يحرضون على العنف من الاعتقال أسوة بمن اعتقل منهم، صرح أحد مساعدي مقتدى الصدر أمس بأن قوات الشرطة العراقية اعتقلت مدير مكتبه في النجف. وقال عبدالهادي الدراجي، أحد كبار مساعدي الزعيم الشيعي الشاب، إن "قوة من الشرطة العراقية اعتقلت أمس الشيخ هاشم أبو غريف مدير مكتب الشهيد الصدر في النجف". وأضاف ان قوات الشرطة "لم تعط توضيحاً لأسباب الاعتقال". واستنكر هذه العمليات التي تستهدف رموز "مؤسسة الصدر"، وقال: "إن مثل هذه الاعتقالات سيخلق أزمات جديدة يمكن أن تؤثر سلباً على مشاركتها في العملية السياسية".