أعلن ضابط اميركي ان مسؤولين من الائتلاف وقادة محليين في الفلوجة اجروا امس محادثات مباشرة للمرة الاولى في محاولة للتوصل الى هدنة دائمة في المدينة المحاصرة حيث عم هدوء نسبي بعد غارة صباحية مدمرة وليل من الاشتباكات اسفرت عن سقوط 15 قتيلاً و20 جريحاً من العراقيين. وقال الميجور تي. في. جونسون من قوات مشاة البحرية الاميركية مارينز "جئنا الى هنا بذهن مفتوح. ما نفعله مهم جداً. اننا نحاول ان نعطي المفاوضات الديبلوماسية فرصة". وكانت المفاوضات بين الطرفين تدور عبر وسطاء عراقيين، خصوصاً من الحزب الاسلامي العراقي الذي هدد اول من امس بالانسحاب بسبب تعنت الاميركيين وتراجعهم عن تنفيذ نقاط تم الاتفاق عليها مثل اعادة فتح المستشفيات في المدينة. وشارك في جلسة المحادثات التي عقدت في قاعدة للمارينز في المدينة وفد يضم 11 شخصا من وجهاء الفلوجة. وترأس الوفد الاميركي الميجور جنرال جوزف ويبر الذي قال "يجب ان تكون المفاوضات سريعة، فالوقت محدود. لا يمكننا ان نجلس هنا ونترك الوضع على حاله". واضاف ان "هدف المفاوضات الحد من سفك الدماء والعنف". وفي اشارة الى التهدئة، دعت مساجد الفلوجة امس عناصر الشرطة وقوة الدفاع المدني العراقية الى العودة الى مراكزهم. مقتل 15 عراقياً وجرح 20 لكن المفاوضات لم تمنع استمرار الاشتباكات. وقال الجيش الاميركي ان طائرة من طراز "اف-16" ألقت قنبلة زنتها 900 كيلوغرام على منطقة في شمال الفلوجة امس فدمرت مبنى كان المسلحون يستخدمونه. وتسببت الغارة في غيمة هائلة من الدخان والغبار غطت المنطقة بأسرها وانتشرت رائحة البارود على مسافة اميال. وخاض الطرفان ليل الخميس - الجمعة معارك ضارية استخدمت فيها كل انواع الاسلحة وشاركت فيها الطائرات الاميركية التي قصفت مواقع داخل المدينة. وقال شهود عيان ومسؤول طبي امس ان 15 عراقياً قتلوا وجرح عشرون، وان مركبة مدرعة اميركية دمرت في القتال، لكن لم تتوافر معلومات عن خسائر الاميركيين البشرية. واكد الحاكم المدني الاميركي في العراق بول بريمر انه دعا مجلس الحكم الانتقالي الى التدخل لحض المقاتلين في الفلوجة على احترام وقف النار، مؤكداً ان القوات الاميركية ما زالت تتعرض لهجمات في تلك المنطقة. وقال بريمر للتلفزيون العراقي مساء الخميس "من المؤسف ان المارينز مشاة البحرية الاميركية ما زالوا يعانون من الهجمات من قبل الارهابيين في الفلوجة"، موضحاً انه اكد لمجلس الحكم ضرورة "حسم هذا الموقف". وأوضح انه طلب من المجلس "القيام بكل ما يمكن ان يقوم به للتأكد من ان الارهابيين الذين يقومون بخرق وقف النار، سيحترمون" الهدنة. واوضح ان "بعثات ستذهب الى الفلوجة وسنرى ما ستكون عليه النتائج". واكد المسؤول الاميركي ان وقف النار في الفلوجة جاء "استجابة لمطلب ملحّ من مجلس الحكم ومن عراقيين آخرين"، مؤكداً انه على رغم "تعليق العمليات الهجومية في الفلوجة يجب ان يحتفظ الجنود بحقهم في الدفاع عن انفسهم". من جهتها، ذكرت قناة "الجزيرة" الفضائية امس أن قوات أميركية تحاصر الكتيبة 36 العراقية لرفضها القتال في الفلوجة. ونقلت القناة عن احد ضباط الكتيبة الذي اتصلت به هاتفياً ان القوات الاميركية معززة بالدبابات والمروحيات تحاصر كتيبته منذ ثلاثة أيام بعد رفض عناصرها مشاركة قوات الاحتلال في العمليات العسكرية في الفلوجة. وكان قائد القيادة الوسطى الاميركية الجنرال جون أبي زيد أشار قبل يومين إلى أن وحدات من الجيش العراقي الجديد ترفض المشاركة في بعض العمليات التي تقوم بها قواته. وفي الموصل قتل ثمانية عراقيين واصيب 17 بجروح في هجمات بقذائف الهاون حسبما اعلن مساعد قائد العمليات العسكرية في العراق الجنرال مارك كيميت، الذي اوضح في مؤتمر صحافي ان قذيفة هاون استهدفت مساء الخميس مركزا للشرطة واخرى قاعدة للتحالف في هذه المدينة.