اندلعت اشتباكات بين الشرطة العراقية وعشرات المسلحين في منطقة الأعظمية وسط بغداد صباح امس، وقالت مصادر إن مركز شرطة الأعظمية تعرض لهجوم بالقذائف الصاروخية والأسلحة الخفيفة، في حين لم ترد معلومات عن حصيلة الإصابات في هذه الاشتباكات،يأتي ذلك فيما تواصل القوات الأميركية والعراقية قصفها الجوي وهجومها البري المكثف على مدينة الفلوجة، في محاولة للقضاء على جيوب المقاومة المسلحة المتبقية في المدينة الواقعة غرب بغداد بالتزامن مع إعلان المسلحين عزمهم على القتال حتى الموت،واتسع نطاق المواجهات المسلحة في منطقة وسط وشمال العراق منذ بدء الهجوم الأميركي على الفلوجة قبل أسبوع، حيث أسفرت المعارك في شمال وشرق بغداد عن مقتل أكثر من 50 شخصا أمس. قتال الفلوجة وقد قتل جندي من مشاة البحرية الأميركية (المارينز) وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في معارك مع مقاتلين في جنوب الفلوجة، ليرتفع بذلك عدد الأميركيين الذين قتلوا منذ بداية الهجوم على المدينة إلى 39 جنديا، ويتركز القتال في المناطق الجنوبية للفلوجة حيث تواجه القوات الأميركية مجموعات صغيرة من المقاتلين يقاتلون بشراسة،وقال قائد عمليات قوات المارينز العقيد مايكل ريغنر إن قلة قليلة من المسلحين تخلت عن القتال، مشيرا إلى أنهم يواصلون القتال حتى الموت ويجعلون الحياة صعبة على المارينز والجنود، وأوضح أن المعارك لا تزال متواصلة في بعض أحياء الفلوجة، ويعمل الجنود الأميركيون والعراقيون على تمشيط المدينة بيتا بيتا وأن القوات الأميركية تحتجز 1052 شخصا من الفلوجة بينهم نحو 15 من الأجانب،وقصفت المقاتلات الأميركية أمس الاول مسجدا ادعت أن بعض المقاتلين يتحصنون فيه، وقصفت الدبابات مسجدا آخر بالمدينة، كما وقعت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة أثناء قيام القوات الأميركية بتفتيش المنازل. ورغم شراسة المقاومة في الفلوجة أكد رئيس الوزراء العراقي المؤقت إياد علاوي أن الهجوم على الفلوجة حقق أهدافه، وقال في مقابلة متلفزة إن العمليات الرئيسية انتهت ولم يتبق سوى عمليات تطهير بسيطة لبعض جيوب المقاومة قد تتطلب بضعة أيام أخرى. اعتقال برلماني على صعيد آخر اعتقلت القوات الأمريكية في بغداد نائب رئيس المجلس الوطني العراقي المؤقت (البرلمان) وعضو المكتب السياسي للحزب الإسلامي عايف نصير رغم تمتعه بالحصانة بسبب المنصب الذي يشغله بعد مداهمة منزله فجر امس،ودعا الناطق باسم الحزب الإسلامي العراقي أياد السامرائي رئيس الوزراء المؤقت إياد علاوي ورئيس المجلس الوطني المؤقت فؤاد معصوم إلى التحرك للإفراج عن عايف،ونفى السامرائي من بغداد أن تكون لنصير عايف أية علاقة بأي نشاط مسلح، مشيرا إلى أن اعتقاله قد يكون عقابا للحزب على مواقفه السياسية تجاه الأحداث في العراق،وكان عايف قاد وفد المجلس الوطني العراقي الذي قام بوساطة مع أعيان الفلوجة للحؤول دون وقوع هجوم عسكري على المدينة. لكن القوات الأميركية والعراقية شنت هجومها المستمر على المدينة يوم 8 نوفمبر الجاري.