سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الخزعلي يجدد تحذيره من ان الهجوم على النجف سيكون "ساعة الصفر لانطلاق الثورة". مقتل ثلاثة أميركيين في الديوانية والبريطانيون يحاصرون مركزاً للصدر في العمارة
طوقت القوات البريطانية مكتب مقتدى الصدر في مدينة العمارة، وتبادلت النار مع أنصاره الذين أنذرتهم بالاستسلام، فيما قتل ثلاثة جنود اميركيين في مكمن نصبه مسلحون لقافلة عسكرية في الديوانية، وتوترت الأوضاع في السماوة بعدما تعرضت وحدة من القوات الهولندية لإطلاق نار يعتقد ان أنصار الصدر بادروا به. وفي النجف، أغلقت معظم المحلات التجارية، تحسباً للهجوم الذي يعد له الأميركيون. وحذر الناطق باسم الصدر قيس الخزعلي الأميركيين من ان تنفيذ تهديداتهم سيكون بمثابة "ساعة الصفر لانطلاق الثورة في شتى أنحاء العراق" مؤكداً دعم السلطات الدينية للزعيم الشيعي. أعلن الجيش الاميركي مقتل أربعة جنود ثلاثة منهم في الديوانية جنوب شرقي النجف والرابع في محافظة الأنبار غرب بغداد. وافاد بيان عسكري اميركي انه "قتل ثلاثة جنود ضمن قافلة من الفرقة المدرعة الأولى في مكمن نصبه مجهولون بالأسلحة الخفيفة قرب مدينة الديوانية". وأفاد بيان آخر ان "جندياً تابعاً لفرقة مشاة البحرية المارينز الأولى قتل السبت في عملية معادية في محافظة الأنبار". وصرح ناطق اسباني ان مسلحين اطلقوا النار على قافلة اميركية قرب القاعدة الاسبانية في الديوانية، وقال الكومندان كارلوس خيرادون: "أرسلنا عناصر لمساعدة القافلة" التي لم يوضح عدد الآليات والجنود فيها، ولم يتمكن من اعطاء تفاصيل عن المهاجمين ايضاً. وتابع: "اعتقد بأنه لم يسقط ضحايا بين الجنود الاميركيين لكنني لست متأكداً من ذلك". واعلن خيرادون ان قذائف هاون اطلقت مساء السبت على قاعدة الاندلس على المدخل الشمالي لمدينة النجف من دون وقوع اصابات أو اضرار. وفي العمارة تبادلت قوات بريطانية وأنصار مقتدى الصدر النار خلال تطويق مكتب الأخير بخمس دبابات وست عربات نقل أحاطت بالمبنى الذي يقع في شارع دجلة وسط المدينة. ورد أنصار الصدر على الجنود البريطانيين مستخدمين القذائف، ما أدى الى احتراق احدى العربات العسكرية. في السماوة قال ناطق باسم الجيش الهولندي: "حدث تبادل اطلاق نار بين جنود هولنديين وعراقيين أصيب خلاله عراقي ونقل الى المستشفى الميداني". ولم تستهدف القوات الهولندية المتمركزة في هذه المدينة الشيعية الرئيسية سابقاً، ويقول سكانها انهم يرحبون بالقوات اليابانية التي تضطلع بمهمة غير قتالية تتركز في اعادة الإعمار والأعمال الانسانية. وقتل أربعة عراقيين بينهم أحد أنصار مقتدى الصدر في تبادل لإطلاق النار بين أنصاره وجنود الاحتلال في مدينة الديوانية. وقال الشيخ محمد القروي ان "أربعة عراقيين قتلوا بينهم أحد أتباعنا فيما جرح عدد آخر خلال هجوم ضد رتل اميركي". في النجف، يجد سكان المدينة انفسهم وسط مواجهة بين القوات الاميركية والمسلحين الشيعة ما دفع معظم المتاجر الى اغلاق أبوابها، كما اكتظت الشوارع المحيطة بالمزارات بالمسلحين الذين يحملون منصات اطلاق قذائف بدلاً من الشيعة العاديين الذين يتدفقون على المزارات. ويقول أنصار الصدر الذين بدأوا مواجهات ضد الاحتلال ان المرجعية الشيعية تساندهم في صراعهم. وقال قيس الخزعلي الناطق باسم الصدر ان أي هجوم أميركي على المدينة "سيكون بمثابة ساعة الصفر لانطلاق الثورة في شتى أنحاء العراق"، مضيفا ان السلطات الدينية تدعم أنصار الصدر معنوياً. لكن ممثلين عن زعامات الشيعة الرئيسيين الاربعة في العراق نأوا بأنفسهم عن المواجهات التي يضطلع بها "جيش المهدي". وقال آية الله العظمى اسحق الفايد ان مقتدى الصدر لم يتشاور مع السلطة الدينية عندما بدأ هذه الأزمة أو عندما شكل "جيشه" وانه يحاول جذب السلطة الدينية الى المواجهة. ويخشى الزعماء الدينيون ايضا ان تؤجل المواجهة تسليم السيادة الى حكومة عراقية في 30 حزيران يونيو. وقال علي بشير النجفي الناطق باسم آية الله العظمى بشير النجفي ان الشيعة والسلطة الدينية ليسوا مستعدين لتحمل مسؤولية بقاء الاحتلال بعد 30 حزيران. ومعظم أعضاء "جيش المهدي" من الشبان العاطلين عن العمل من الاحياء الفقيرة للشيعة في بغداد او من مناطق الشيعة الفقيرة في الجنوب. وينظر كثير من سكان النجف اليهم بحذر وخوف. وقال رجل الاعمال جاسم حسين "من قبل كنا نخشى الشرطة السرية لصدام. لم نكن نجرؤ أن نقول أي شيء لانهم كانوا في كل مكان. والآن هؤلاء المسلحون يفعلون الشيء نفسه، إذ بإمكانهم الحضور الى هنا واعتقالي ولا يمكن لأحد ايقافهم". ويخشى بعض الشيعة أنه اذا لم يجر التوصل الى حل سلمي فإن المواجهات لن تؤدي الى مزيد من الاشتباكات فحسب، بل الى نزاع بين الشيعة أنفسهم. وقال عدنان السعدي وهو مسؤول كبير في حزب "الدعوة": "ان لم تحل الامور سلماً فقد يؤدي ذلك الى انفجار داخلي". وفيما يحضر بعض المواطنين الى مكاتب الصدر في النجف للاعراب عن تأييدهم يسأل آخرون عن مصير أقاربهم الذين يحتجزهم المسلحون.